القراءة الاستراتيجية للعلاقات بين بلادنا

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

  تصدر اليوم – عزيزى القارىء – مجلتكم أنباء موسكو فى عددها الرابع بصورة جديدة مطوّرة لتعكس إهتماماً مزايداً بالقارىء العربى و المصرى فى المقام الأول.

كانت روسيا على مدى تاريخها الطويل بلداً ذات آيادٍ بيضاء كثيرة على المنطقة العربية، و على مصر بوجه خاص. و مثلت العلاقات الروسية العربية – على مدى تاريخها الحديث و الذى يربو على نصف قرن، مثلت – و نعتقد أنها مازالت تمثل – سنداً قوياً فى المسيرة العربية لتأكيد الاستقلال، و القدرة على الحفاظ على أمن المنطقة.

و لم يسجل التاريخ – و لن يسجل – أن لروسيا تحالفات عسكرية بأى من دول منطقتنا أو أنها كانت شريكاً فى إحتلال دولة عربية أو ساعدت على ذلك. على العكس تماماً .. إلتزمت السياسة الخارجية لروسيا دوما بالنأى عن التأثير المباشر أو غير المباشر على ثروات المنطقة، و استقرارها.

من هنا … فإننا نستطيع التأكيد بملء الفاه بأن رافداً رئيسياً من روافد قدرتنا العربية على النهوض و التوازن هو فى دعم العلاقات الاستراتيجية مع الحليف الروسى.

لقد إمتزج الدم الروسى بالدم المصرى فى معركتين أساسيتين – على الأقل – مثلتا نموذجاً حقيقياً للتعاون و الصداقة بين الشعبين

المعركة الأولى كانت تحدى بناء السد العالى، و الذى وقف فيه الاتحاد السوفيتى و قفة بطولية مع شعب مصر فى نضاله لتأكيد إستقلال قرارها، و تدعيم قدرتها على تحديث و تطوير المجتمع.

و كانت المعركة الثانية فى معركة الكرامة فى أكتوبر  1973 و التى أكد فيه النصر أننا قادرون على حماية أرضينا و صيانة أمننا، ساعدنا فى هذا التأكيد الرجال و العتاد.

و فى كلتا المعركتين إمتزج الدمان المصرى – و الروسى ليسجلا تلاقياً فى المصالح و الأهداف، و قدرة بلا حدود لهما للسير فى طريق التنمية و الاستقلال إلى النهاية.

اليوم .. يسجل التاريخ مرة أخرى قراءة جديدة لمسار العلاقات بين بلدينا تؤكد – من كلا الجانبين انها علاقات استراتيجية حقاً.

فمنذ اللقاء الأخير للرئيس فلاديمير بوتين .. و حسنى مبارك شهدت بعده هذه العلاقات ديناميكية عالية :

وزارة الخارجية المصرية، و سفيرها النشط بموسكو عزت سعد على وشك الانتهاء من خطوات اقرار مشروع المجمع الدبلوماسى المصرى بموسكو ، و الذى يمثل نقله فى توفير بنية أساسية ضرورية للعمل، و هو مشروع بإقتصادياته الايجابية – يؤكد مسار البناء الاستراتيجى للعلاقات بين البلدين.

زيارات الجانبين لم تتوقف ، و لقاءاتهما . فمن اجتماع مجلس رجال الاعمال العرب – الروس و الذى شارك فيه من الجاني الروسى إصلامبك أصلخانوف مستشار الرئيس فلاديمير بوتين بالبحرين منذ أسابيع، حيث شهدت اجتماعاته إقرار إنشاء مركزاً تجارياً عربياً ضخماً بالعاصمة موسكو، و تأسيس أول بنك روسى عربى خاص، إلى زيارة الوزير خريسنكو لمصر و توقيعه إتفاق إنشاء أول منطقة صناعية روسية خارج حدودها – بمدينة برج العرب.

و ما بين هذه اللقاءات يبرز مرة أخرى أن القراءة الاستراتيجية للعلاقات بين بلادنا ستشهد مزيداً من النمو.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*