لقاء القمة مبارك .. بوتين و مسيرة الشراكة الاستراتيجية

د. حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

يجمع المراقبون على أن مكانة مصر و رئيسها حسنى مبارك فى روسيا هى مكانة متميزة جداً. و قد بدأ الرئيس حسنى مبارك منذ 1982  إنتهاج سياسة خارجية تهدف لتطبيع العلاقات تدريجياً مع الإتحاد السوفيتى – آنذاك – بعد الأزمة المعروفة و التى إنتهت بفسخ مصر – منفردة – لمعاهدة الصداقة و التعاون مع الإتحاد السوفيتى فى عام 1976.

و هكذا ..و مع زيارته الأولى لموسكو فى مايو 1990  وقع الرئيس مبارك إتفاقاً للتعاون الاقتصادى و التجارى و العلمى التقنى بين البلدين حتى عام 2000. و بدأ جبل الجليد فى الذوبان، و بدأت العلاقات تشهد تحسناً تدريجياً بين البلدين.

ففى سبتمبر 1997 كانت زيارة الرئيس الثانية لموسكو، و الأولى بعد تفكك الإتحاد السوفيتى. و كانت الزيارة الثالثة فى إبريل 2001 و لقائه بالرئيس بوتين الذى أسفر عن إعلان مبادىء علاقات الصداقة و التعاون بين البلدين، علاوة على برنامج طويل الأمد لتطوير التجارة و التعاون الاقتصادى و الصناعى و العلمى التقنى لمدة عشر سنوات. و كان اللقاء الرابع بين الرئيسين مبارك و بوتين فى القاهرة فى إبريل 2005 فى أول زيارة خارجية لدولة عربية يقوم بها الرئيس الروسى منذ ما يزيد عن أربعين عاماً.

الأن ..يلتقى الرئيسان فى خامس لقاء بين رئيسى البلدين. يلتقيان و قد شهدت العلاقات بين بلدينا تطوراً و نمواً تشهد به الإحصاءات. و لعل كثيراً من الفضل فى ذلك يرجع – و بحق – لهما شخصياً.

السياسة الخارجية التى تنتهجها البلدين هى سياسة الاستقرار و الدفاع عن المصالح و التعاون من أجل حل القضايا الملحة بمنطقة الشرق الأوسط. العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تحسناً ملموساً إنعكس على حجم التبادل التجارى بيننا، و زيادة السياحة الروسية لمصر. كل هذه الأمور جيدة، لكن مسيرة الشراكة الاستراتيجية تحتاج لآليات و ميكانيزمات تمنح و توفر مناخاً ديناميكياً ملائماً لمشروعات مشتركة.

و لعلنا فى ذلك ننتظر الكثير، و المزيد.

مساهمة منا فى هذا الزخم، بين أيديكم إصدارنا الخاص باللغة العربية لأنباء موسكو، و نرجو أن تكون إصداراتنا التالية من هذه النشرة الشهرية – بدءاً من يناير 2007  القادم – مساهمة متواضعة لدعم علاقات مصرية – روسية مستقبلية لما فيه مصلحة بلدينا.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*