الربيع العربى : الشعوب هى صاحبة الكلمة العليا فى تقرير مصائرها

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

  تدور أحاديث عديدة ، متناقضة حول ظاهرة ثورات الربيع العربى التى طالت بلدان هامة ، و تسير موجاتها لتلحق آثارها ببلدان أخرى ، تتزلزل عروشها بفضل إنتفاضة الشعوب ضد ماشهدوه خلال عقود من تربع للفساد و المحسوبية و التخلف ، و إفتقاد إستراتيجيات للتطوير و التحديث للمجتمعات ، فضلاً عن إنتهاك مفاهيم و ثوابت الحرية و العدالة و الكرامة الإنسانية .

  هذه الثورات العربية متهمة بأنها تلتقى فى نتائجها مع أهداف للنظام العالمى الجديد فى إحداث فوضى فى الشرق الأوسط الخلاقة حينا ً، أو أنها تسير فى ركب أفغنة المجتمعات العربية حيناً اخراً .

  لم يلتفت أحداً إلى أن الشعوب الثائرة هى التى أخذت زمام مصائرها بنفسها..و هذه الشعوب – هى نفسها – التى ستصحح مساراتها ، و لن تتخلى أبداً عن حقوقها فى العيش فى مجتمعات يسودها الديمقراطية و المدنية ، تعلى فيها قيم العدل و المساواة , وتعتمد على التحديث و التنمية.

  أهم ما فى ثورات الربيع العربى أنها فجرت روح الكبرياء و الكرامة لدى الشعوب المقهورة ، و أعادت لها كلمتها الفصل فى مصائرها .

   الكبرياء العربى ..هذا هو برنامج الشعوب العربية الذى ثارت من أجله.قد يلتفت حوله البعض أو يحيد عنه البعض الأخر ..لكن لحين .

  لقد ملكت الشعوب العربية مقادير أمورها ، و غدت هى صاحبة الكلمة العليا فى تقرير مصائرها ، و عليها أن تفرض برامجها فى التحديث و التطوير لمجتمعاتها على من يقود زمام الحكم ببلادها ، و لن تتنازل عن ذلك ، وإن بدا الأمر غير ذلك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*