ما أشبه الليلة بالبارحة فرغم كل الضغوط .. إرادة الشعب تنتصر

د.حسين الشافعى

إحتفلت مصر .. وروسيا منتصف الشهر الماضى بالذكرى الـ 50 لتحويل مجرى نهر النيل فى مايو 1964. كان الحدث التاريخى ببناء السد العالى بأسوان هو إنتصار لإرادة الشعب المصرى وتحدياً لقوى الغرب وأمريكا التى فرضت طوقاً من الحصار الاقتصادى والسياسى – آنذاك – على مصر بعد تأميمها لقناة السويس . بدا هذا الحصار قاسياً إذ دُكت مدن القناة ورفض البنك الدولى مد يد العون لبناء السد ليحمى مصر من الفيضانات ويوفر الطاقة للجمهورية الناشئة.

لم يكن هناك من مخرج إلا تجييش قوى الشعب لصناعة مستقبل بلادهم، وخرج إنسان السد العالى ليقهر كل المعوقات وينتصر – بعون الصديق الروسى.

اليوم .. وقد خرجت الجموع تؤكد رفضها لحكمٍ تَاجَر بالدين وفرط فى الأرض ، وخان الأمانة .. خرجت لتختار بحرية – لم تشهدها من قبل صناديق الانتخاب – قائداً لمسيرتها عبد الفتاح السيسى. 

اليوم تتكرر المشاهد نفسها.

فموقف دول الغرب وأمريكا لم يتغير .. يتراوح ما بين دعم قوى الظلام والخيانة تحت دعاوٍ لحريات ولحقوق مشبوهة، وما بين ضغوط اقتصادية وسياسية يملك خبرة عقود فى ممارستها على البلاد الساعية لفرض إرادتها واستقلالها.

جاء الأصدقاء الروس من بناة السد ليلتقوا بمن بقى من مصريين من رموز بناة السد على قيد الحياة أو من أبنائهم. فالتقى أولاد جمال عبد الناصر وصدقى سليمان وعزت سلامة وعثمان أحمد عثمان وحلمى السعيد ومعهم صبرى العشماوى و المهندس باقى زكى يوسف ( صاحب فكرة هدم بارليف بالمياه المضغوطة ) .. إلتقى كل هؤلاء مع أولاد دونتشينكو وشانتاييف ومع زولوتوف وسافيتش.

إلتقت الرموز لتعلن من جديد رسالة للجميع :
مهما كانت الضغوط التى تمارس على هذه الأرض الطاهرة ، فإن روح الصداقة والعمل المشترك التى بنت ملحمة السد العالى .. هذه الروح يجب أن تعود، لتعلو معها الهمم والسواعد لتبنى مستقبل أراده الشعب أن يكون مستقبلاً واعداً لأبنائه .. لا طاعة فيه إلا لإرادتهم فى العيش بكرامة ودنما تبعية كما كان ذلك منذ عقود مضت.

ما أشبه الليلة بالبارحة ..

لكن الثقة أكيدة بأنه رغم كل الضغوط … ستنتصر إرادة الشعب

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*