70 عاماً علاقات دبلوماسية : لمحة من تاريخ العلاقات المصرية – الروسية

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

  يشهد العام القادم 2013 فعاليات عديدة إحتفاءٍ بالذكرى السبعون لبدء العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية كإحدى المحطات الهامة والرسمية فى تاريخ العلاقات بين البلدين .

  كانت هذه العلاقات الدبلوماسية قد تم تفعيلها فى عام 1943 أيام اتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية – والمملكة المصرية حيث صَدَّق “ ملك مصر وصاحب بلاد النوبة والسودان وكردفان ودارفور “ فاروق الأول فى 27 ديسمبر 1943 على تعيين صاحب العزة محمد كامل عبد الرحيم أول سفير لمصر بالعاصمة السوفيتية – آنذاك – موسكو ، بعد أن سبق وعينت موسكو نيكولاى نوفيكوف أول سفير لها بالقاهرة فى نوفمبر من العام نفسه .

  القليلون يعلمون أن عام 1943 لم يكن بداية العلاقات الدبلوماسية إذ أنه – وقبل ذلك التاريخ بنحو مائة وستون عاماً – وبالتحديد فى عام 1784 – أصدرت الإمبراطورة الروسية إيكاتيرينا الثانية مرسوماً إمبراطورياً يقضى بتعيين البارون كوندرات فون تونوس ( الروسى – النمساوى الأصل ) كأول قنصل روسى فى مدينة الأسكندرية – وكان عمره آنذاك لم يتعد 35 عاماً .

  وكان هذا المرسوم الإمبراطورى بمثابة خطوة سياسية هامة ، إذ كانت روسيا تدعم التطلعات المصرية بالإستقلال عن الإمبراطورية العثمانية .

  تم رفع العلم الروسى فوق مبنى القنصلية بالإسكندرية فى حفل كبير فى 27 يوليو 1785 ، وهو الأمر الذى لم يستمر طويلاً لإندلاع الحرب الروسية – التركية ، وهو ما دعا تركيا للضغط على دول إمبراطوريتها لغلق السفارات والقنصليات الروسية بها .. وهو ما كان .

  لكن روسيا لم تستسلم – وقد وعت إلى أن هذه الخطوة – لم تكن لتتم إلا بضغط تركى .

  آنذاك – وكما تذكر كتب التاريخ – لم تمر أسابيع قليلة حتى عاد البارون تونوس لدمياط – مرة أخرى – ليتوجه منها إلى القاهرة حاملاً رسالة الإمبراطورة الروسية لوجهاء مصر تتعهد فيها بالدعم الروسى العسكرى لهم فى حال إقدامهم على الدفاع عن إستقلالهم .

  على مر التاريخ .. ومنذ ذلك الحين .. تنتهج روسيا سياسة واضحة مع الشعوب العربية – ومصر فى طليعتها – تتسم هذه الرسالة بالعلنية ، والقوة : نحن معكم .

  فهل آن لنا أن نحسم أمر توافق هذا مع تطلعات شعوبنا ومصالحها . . ؟
  لأولى الأمر الحكم من قبل .. ومن بعد .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*