صورة المرأة في أدب الأطفال الروسي

كتبت: أماني التفتازاني

أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان “تطور صورة المرأة والطفل في أدب الأطفال المصري والعربي”. وتناولت الندوة الدراسة المقدمة من، الأستاذ يعقوب الشاروني، بعنوان ” تطور صورة الشخصية في أدب الأطفال المصري والعربي”. وتطرق الأستاذ يعقوب الشاروني، إلى صورة النساء في أدب الأطفال الروسي قبل ثورة أكتوبر 1917، وذلك من خلال دراسة عن الاتحاد السوفيتي السابق تحت عنوان “من الأيدولوجية إلى الحب”. حيث أكدت الدراسة على أن صورة النساء قبل ثورة 1917 كانت تشبه تلك الصورة الموجودة في أوروبا الغربية وفي نفس الوقت لها جذورها في التاريخ والثقافة الروسية. وبعد الثورة رفض النقاد هذه الصورة على أساس عاطفيتها المفرطة، ونبذوا أدب الأطفال السابق على ثورة أكتوبر باعتباره “مبتذلًا وبورجوازيًا”، واعترضوا على الصورة التي يقدمها للنساء.

هذه التوجيهات كان يمليها الإلحاح الشديد على ثقافة تحكمها الاعتبارات السياسية والاجتماعية. وكانت الدولة السوفيتية تعتبر كتب الأطفال أداة قوية في التربية الأيدولوجية للأجيال الصاعدة. وحتى الستينيات كانت الشخصيات النسائية في أدب الأطفال تصور بانعدام كامل للواقعية السيكولوجية. فلقد حررت الأيدولوجية الجديدة النساء من بعض مهامهن التقليدية، لكن طريقة التفكير فرضت شكلا من السلوك يتمثل في البطلات اللاتي يسيطر على حياتهن شعور بالواجب الاجتماعي، ولا يُذكر إلا القليل من مشاعر الحب.

ثم بدأت تظهر صور أكثر واقعية للنساء في الستينيات، حيث بدأت الشخصيات النسائية توجه أسئلة لنفسها، ويكون لها مشاعر . أصبحت صورتهن تتبع منطقًا خلاقًا، وأصبحت مرسومة بمهارة أدبية أكبر، وأصبح المؤلفون أكثر استجابة لوحيهم الشخصي منهم للخط الرسمي. وبدأ تصوير النساء كمخلوقات رقيقة يحببن بيوتهن ويهتممن بشؤون أطفالهن. وكان السبب يرجع بدرجة كبيرة إلى ظهور جيل جديد من الكتاب الشباب، تركوا الأيدولوجية الرسمية والمفهوم التربوي لأدب الأطفال بعيدًا عنهم، وكان تصويرهم للنساء أقرب للحياة اليومية وأكثر عمقًا وأكثر أصالة.

وفي السبعينيات والثمانينيات، أدى انشغال المرأة في حياتها العملية إلى ظهور القصص السيكولوجية، ويُنظر إلى عدم مشاركة الأمهات في تربية أطفالهن كسبب لانحراف الشباب ولقسوة حياة الأطفال المهملين الذين يتركون لإمكاناتهم الخاصة. ولأول مرة توصف مشاكل مثل الفقر المدقع والصراعات الأسرية. وظهرت مشاكل المرأة الشخصية في الثمانينيات، وعلاقتها بالعالم من حولها، وأصبحت البطلات من الفتيات تصور بواقعية أكبر وبتكوين نفسي مركب.

أشرف على الندوة، الأستاذة فاطمة المعدول، والأستاذ محمد مستجاب، والدكتور محمد سيد عبد التواب، والأستاذ يعقوب الشاروني.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*