الوصول للمريخ : حلم عربي تحققه الإمارات

الوصول للمريخ : حلم عربي تحققه الإمارات

مسبار الأمل ينطلق 15 يوليو في طريقه إلي المريخ

الإمارات تقدم إسهاماً ضخماً في الجهود الدولية لإكتشاف المريخ

  %d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%85-%d8%af%d8%a8%d9%8a-%d9%8a%d8%b5%d8%af%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%a8%d8%a5%d9%86%d8%b4%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4

الشيخ محمد بن راشد

راعي برنامج الفضاء الإماراتي

presentation1

خصيصا لأنباء روسيا
صرح الدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أوفت بوعدها الذي أطلقته في 2014 بإرسال مسبار الأمل لدراسة كوكب المريخ في 2020 .
الدقيقة 51 والثانية 27 بعد منتصف الليل 14 يوليو القادم سيشهد العالم – يستكمل الدكتور الشافعي – إنطلاق مسبار الأمل من مركز تانيغاشيما باليابان علي متن الصاروخ الياباني ميتسوبيشي ليقطع المسافة ما بين الأرض وأقرب نقطة لكوكب المريخ ، والتي تصل إلي 493 مليون كيلو متر ووبسرعة متوسطة تصل في مرحلتها الأولي إلي 121 ألف كيلو متر في الساعة ثم تتباطأ في مرحلتها الثانية لتصل إلي 14 ألف كيلو متر في الساعة .
وفق ما أعلن عنه مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء ، فمن المقدر أن يدور المسبار في مدارات بيضاوية حول المريخ حيث تستغرق الدورة الواحدة للمسبار 55 ساعة .

whatsapp-image-2020-07-07-at-10-54-25-am

شكل مسبار الأمل

  • شكل المسبار

عن شكل المسبار أشار الدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية  أن مسبار الأمل مجسم سداسي الأبعاد من الألمونيوم عالي النقاوة ، يصل وزنه إلي أكثر من 1.5 طن وتبلغ أبعاده 2.37 متر × 2.9 متر ، وقد تم تصميمه وتصنيع جسمه وتجميعه وتحميله ببرامج التشغيل والتحكم بواسطة الكفاءات الوطنية الإماراتية بإشراف ياباني ، وأنتهت تجارب التكامل للمسبار بدولة الإمارات  في إبريل الماضي  ، حيث أعقب ذلك شحنه إلي مركز تانيغاشيما الياباني حيث جرت أعمال دمج المسبار بالصاروخ ميتسوبيشي المقدر له الإنطلاق في هذه الرحلة التاريخية .

مسبار الأمل التي تطلقه وكالة الفضاء الإماراتية مزود بكاميرا ثلاثية الإبعاد عالية الدقة ، ومقياس طيفي للأشعة فوق البنفسجية لدراسة  الطبقات العليا من الغلاف الجوي لكوكب المريخ الأحمر .

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت أن المعلومات التي سيتم الحصول عليها من مسبار الأمل حول طبيعة الغلاف الجوي لكوكب المريخ  ، ودراسات وأبحاث نمط التغير في درجات الحرارة والجليد علي سطح الكوكب ، ستكون هذه المعلومات متاحة للمراكز البحثية والعلمية علي مستوي العالم .

أشار الدكتور حسين الشافعي إلي أن وكالات الفضاء الدولية ومراكز البحث العلمي بالعالم قاطبة َ تترقب بمنتهي الإهتمام هذا المشروع ، والذي يأتي في إطار إحتفالات الإمارات بالذكري الخمسينية لليوم الوطني بدولة الإمارات  .

whatsapp-image-2020-07-07-at-10-56-07-am

الشيخ محمد بن راشد وسط مجموعة من شباب الإمارات

العاملين بمركز محمد بن راشد للفضاء

مسبار الأمل لإستكشاف المريخ

تتألف حمولة مسبار الأمل من ثلاث أدوات علمية ، من شأنها أن تجمع كمية غير مسبوقة من البيانات المتعلقة بالغلاف الجوي للمريخ ، بهدف تكوين الصورة الأدق حتي اليوم عن بنية ذلك الغلاف الجوي وتغيراته المناخية علي مر الأيام والشهور والفصول والسنين  . وستولد الأدوات الثلاث مجتمعه نحو 9 جيجا بايت من البيانات الأسبوعين .

سيرصد هذا المسبار 80 % من سطح المريخ علي الأقل كل 72 ساعة ، وسيوفر تغطية يومية للكوكب بنسبة تتجاوز الـ 87 % كل عشر أيام . كما صمم مداره الإهليجي حول المريخ لأخذ عينات من شريحة واسعة من الغلاف الجوي للكوكب ، ما يتيح كذلك إستخدام المقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية ( EMUS) الذي يتطلب وجود المسبار في أعالي الغلاف الجوي للمريخ حتي يسجل ملاحظته حول طبقة الثيرموسفير، أو الغلاف الحراري علي أرتفاع 44 ألف كيلو متر عن سطح الكوكب .

أما المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ( EMIRS ) ، فيعمل علي إرتفاع 20 ألف كيلو متر . وسيتم المسبار دورة كاملة حول الكوكب كل 56 ساعة ، حيث سيقوم بالدوران أثناء فترات المراقبة التي سيعمل فيها المقياسان الطيفيان ، لكنه سيثبت للتصوير بكاميرا ( أي إكس أي) (EXI) الرقمية .

فالمسبار يتمتع بقدرة ذاتية علي أداء هذه العملية أثناء دورانه حول الكوكب .

وطوال مرحلة جمع البيانات العلمية لمشروع الإمارات لإستكشاف المريخ ، سيوزع ( مسبار الأمل ) وقته ما بين جمع البيانات ، وشحن بطارياته ، والإتصال بالأرض لإرسال البيانات وتحميل التعليمات . ولكن سيكون الوقت المخصص لإتصال المسبار بالأرض محدوداً فهو يتراوح ما بين 6:8 ساعات ، مرتان في الأسبوع . وفي ذلك الوقت ، يتوجب علي المسبار نقل البيانات الأولية كافة التي جمعها ، الي الفريق العلمي الي الأرض ليبدأ بتحليلها .

مركز البيانات العلمية

إن مهمة مركز البيانات العلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم علي إستقبال وتنظيم وتوزيع البيانات علي الفرق العلمية والشركاء وعامة الناس . ويشمل ذلك تسلم البيانات من فريق المركز الأرضي ، وتنظيمها وأرشفتها . وأنطلاقاً من تلك السلاسل المتدفقة من البيانات ، يستطيع العملاء البدء بتحليل المعلومات ، وتوليد عدد من منتجات البيانات العلمية التي ستتم مشاركتها مع أكثر من 200 جهة أكاديمية وعلمية حول العالم .

إن هذا الدفق الهائل من البيانات سيوفر إيضاحات فريدة من نوعها لا تقدر بثمن للغلاف الجوي للمريخ ، في أنماطه الفصلية والنهارية ، ولعوامل مناخية مختلفة . كما ستعزز البيانات فهمنا لتلاشي الغلاف الجوي للمريخ ، وقد يوفر كذلك معلومات حول أنماط التغيرات المناخية التي تكتسب دوراً رئيساً في فهمنا للدورات المناخية ، وحتي دورة الماء علي الكوكب الأحمر .

الهواء علي سطح المريخ

الغلاف الجوي للمريخ يتألف من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 95 % ، ومن النيتروجين بنسبة 2 % ومن الأرجون بنسبة 1.6 % . وتوازي كثافته 100 /1 من كثافة الغلاف الجوي لكوكبنا ، وبالتالي قد تبدو العواصف الرملية علي سطح المريخ مذهلة ، إذ تغطي الكوكب بأكمله غير أنها خفيفة ، مقارنة بغلاف الأرض .

وإلي جانب كون الغلاف الجوي للمريخ أقل كثافة من الغلاف الجوي للأرض ، فهو يمتد مسافة أعلي في الفضاء .

يعتقد العلماء بأن هذا الغلاف الجوي كان ذات يوم غني بما فيه الكفاية للإحتفاظ بالمياه علي سطح الكوكب . كما يفترضون أن الغلاف الجوي للمريخ بدأ بالتأكل عقب حادثة تصادم قديمة أدت إلي تبريد نواة الكوكب المركزية وتلاشي مجاله المغناطيسي . ونتيجة لذلك ، تسببت الرياح الشمسية بتلاشي الغلاف الجوي للمريخ في الفضاء . ويقع علي عاتق مهمة ( مايفن) التابعة لوكالة ناسا التي تدرس الغلاف الجوي للمريخ وتأكله ، رصد سرعة وطبيعة تلاشي ذلك الغلاف الجوي عبر قياس الهالة الغازية في الفضاء المحيط بهذا الكوكب .

خصائص المريخ

المريخ هو الكوكب الرابع ضمن نظامنا الشمسي من حيث قربه من الشمس ، وهو يقع بين كوكبين في المجموعة الشمسية هما الأرض والمشتري . وعلي الرغم من بعده الكبير عن كوكبنا ، لمتوسط مسافة تزيد علي 225 مليون كيلو متر ، إلا إنه يتمتع بسطوع كافً لمشاهدته بالعين المجردة ويعود السبب وراء اللون المميز للكوكب الأحمر إلي وجود ترسبات لأكسيد الحديد في تربته وكميات من الغبار في غلافه الجوي الرقيق .

يدور المريخ حول الشمس في مدار إهليجي ، وليس دائرياً . وبالتالي ، فإن بعده عنها ليس ثابتً ، بل يتغير بنسبة 21 % عبر المراحل المختلفة من دورانه حولها . كما أن غلافه الجوي أقل كثافة من نظيره علي الأرض ، وحجم الكوكب يوازي نصف حجم الأرض تقريباً ، فمساحة سطحه الإجمالية توازي مساحة اليابسة بأكلمها علي كوكبنا .

وعلي الرغم من وجود أثار للمياه ، إلا أن سطح المريخ يخلو من المحيطات والبحار . إضافة إلي ذلك ، وجدت غيوم جليدية في غلافه الجوي ، إلي جانب قمم جليدية عند قطبيه .

للمريخ قمران صغيران غير متناسقي الشكل يدوران حوله ، هما ( فوبوس ) (قطره 22 كيلو متر تقريباً ) و (ديموس ) ( قطره 12 كيلو متر تقريباً ) . وهناك إعتقاد شائع بأن يكون هذان القمران في الأصل كويكبين دخلا في مدار المريخ بفعل جاذبيته .

لقد أثارت الإستكشافات الحديثة لأثار مياه سائلة علي سطح هذا الكوكب حماسة كبري في أوساط المجتمع العلمي ، لكن معظم الدلائل تشير أن المياه وجدت علي هذا الكوكب منذ زمن بعيد .

كوكب المريخ – حقائق وأرقام

يعد (ويليمبوس) الموجود علي كوكب المريخ أضخم جبل بركاني في نظامنا الشمسي ، إذ يتجاوز أرتفاعه 25 كيلو متر ( أي ما يوازي ثلاث أضعاف إرتفاع جبل إيفرست ) .

للمريخ قمران ، وهما ( فوبوس) و ( ديموس ) .

(فاليس ، مارينيريس ) أضخم شبكات أودية في نظامنا الشمسي ، فهي تمتد لما يزيد علي ثلاث ألاف كيلو متر .

زارت بعثات فضائية عدة كوكب المريخ ، من بعثات التحليق القريب والمركبات المدارية إلي العربات الفضائية الجوالة علي سطح الكوكب . وكان المسبار ( مارينر 4 ) التابع لوكالة ناسا أول بعثة فضائية تنجح في بلوغ المريخ والتحليق بالقرب منه عام 1965 .

كان المسبار ( مارس 3 ) الروسي أول مسبار من صنع البشر ينجح في الهبوط علي سطح المريخ ، في 2 ديسمبر عام 1971 ، وهو اليوم الموافق لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة .

تم إكتشاف أثار لسيول قديمة علي سطح المريخ ، لكن معظم المياه الموجودة حالياً علي المريخ تتخذ شكل التربة الجليدية والسحب الرقيقة . وثمة أدلة علي وجود مياه مالحة سائلة علي بعض تلال الكوكب .

البحث عن المياه حول كوكب المريخ

يكاد وجود المياه علي المريخ يكون منحصراً بالجليد ، فضلاً عن وجودها في الغلاف الجوي بكميات صغيره علي شكل بخار . والمكان الوحيد الذي يمكن فيه رؤية المياه وقد تجمدت هو عند الغطاء الجليدي الشمالي .

وقد بينّت المراقبة وجود مياه متجمده تحت غطاء ثاني أكسيد الكربون الجليدي الدائم عند القطب الجنوبي وفي الطبقة الجوفية الضحلة للكوكب الأحمر . كما تم رصد ما يزيدعلي 5 ملايين كيلو متر مكعب من الجليد ، أي ما يكفي لغمر الكوكب برمته تحت أمتار عدة من المياه ، مع إحتمال إكتشاف كميات إضافية من الجليد في طبقات أعمق تحت سطحه .

وقد تم رصد تساقط الثلوج أيضا ، علي سطح المريخ ، لا سيم من قبل مسبار فينيكس لإستكشاف المريخ التابع لوكالة ناسا ، حيث رصد تساقط الثلج من سحب علي علو 4 كيلو مترات علي سطح الكوكب ، غير أن الثلج قد تبخر قبل بلوغه السطح .

كان ( فينيكس ) مسبار ثابت تم وضعه علي مقربه من المنطقة القطبية للمريخ في محاولة للعثور علي المياه . وقد صممت بعثة ( فينيكس ) لتستمر ثلاثة أشهر ، لكن موقع المسبار في السهول القطبية أدي إلي فقدانه الإتصال بالأرض ، إذ تعطلت مصادر الطاقة فيه وتجمدت ألاته . وفي وقت لاحق جري إلتقاط صورة لهذا المسبار الذي ظهر فيها مغطي بالجليد الجاف ، حيث إنه لم يصمد أمام قسوة فصل الشتاء علي كوكب المريخ ، فتحطمت ألواحه الشمسية تحت ثقل جليد الشتاء في ذلك الكوكب .

لطالما كان النقاش محتدماً حول وجود المياه علي المريخ وإحتمال أن يكون هذا الكوكب قد شهد أياماً أكثر دفاً ورطوبة قبل 3.8 مليارات عام بوجود المحيط الشمالي .  وبحسب الصور عالية الدقة التي إلتقطها تليسكوب هابل وغيره من التليسكوبات وأخري

سجلتها بعثات المريخ المدارية أو بعثات مختلفة حلقت بجانب المريخ ، تظهر أشكال علي سطح الكوكب الأحمر يبدو وكأن معالمها رسمت بالمياه السائلة ، غير أن الكثير من هذه المعالم قد يكون ناجماً عن ديناميكيات جيولوجية لا علاقة لها بالمياه .

في نهاية الأمر ؛ تبقي أسئلة كثيرة ومهمة عالقة ، لكن ( مسبار الأمل ) يبحث عن إجابات لها .

الأهداف العلمية لمسبار الأمل

  1. سيقوم مسبار الأمل بتقديم أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ
  2. تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، ورسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي.
  3. دراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية
  4. إجراء دراسات معمقة حول ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ومعرفة أسباب حدوثها

الأهداف الاستراتيجية لرحلة المسبار

  1. تحسين جودة الحياة على الأرض من خلال بذل كامل جهدنا لتحقيق اكتشافات جديدة
  2. تشجيع التعاون الدولي فيما يتعلق باستكشاف كوكب المريخ
  3. تحقيق الريادة العالمية في مجال أبحاث الفضاء
  4. رفع مستوى الكفاءات الإماراتية في مجال استكشاف الكواكب الأخرى
  5. ترسيخ مكانة الإمارات كمنارة للتقدم في المنطقة
  6. إلهام الأجيال العربية الناشئة وتشجيعهم على دراسة علوم الفضاء
  7. بناء المعرفة العلمية، حيث يُتوقّع أن يكون الاقتصاد المستدام في المستقبل قائماً على المعرفة

المراجع :

  • السباق نحو الفضاء – قصة مركز محمد بن راشد للفضاء – إصدار مركز محمد بن راشد للفضاء 2019
  • تخيل المستقبل – نشره وكالة الإمارات للفضاء – إصدار 2019
  • تقارير وكالة الفضاء الروسية – روس كوسموس عن برنامج الفضاء الإماراتي

whatsapp-image-2020-07-07-at-10-54-26-am

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*