المنتدى الثامن عشر للدول المصدرة للغاز يصادق على أول استراتيجية لأعضائه

 الدوحة – د ب أ – ا ف ب: عقد «منتدى الدول المصدرة للغاز» أمس الخميس دورته الثامنة عشرة في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة وزراء الطاقة من الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وايران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وترينداد وتوباغو، والإمارات العربية المتحدة، وفنزويلا، إلى جانب العراق وأذربيجان وهولندا والنرويج وعمان وبيرو كدول مراقبة .
وصادق الاجتماع على أول استراتيجية للدول الأعضاء على المدى الطويل، كما صادق على أول وثيقة تتعلق بتوقعات الدول المصدرة للغاز حتى عام 2040 . وأكد المجتمعون على أهمية أمن الامدادات لتلبية الطلب، وعلى التزام الدول المصدرة للغاز بمواصلة بتوفير احتياجات السوق من الغاز للدول المستهلكة والشركاء، مؤكدين الأهمية الكبيرة للحوار بين المنتجين والمستهلكين والتواصل بين كل الاطراف في سوق الغاز العالمي. وشدد الوزراء على أهمية اتفاق باريس للمناخ، والذي نادى بأهمية الغاز الطبيعي ودوره في توفير طاقة نظيفة تسهم في تبديد المخاوف بشأن البيئة، والحد من ظاهرة التغير المناخي وجعل الغاز كمصدر مفضل لمواجهة آثار التغير المناخي.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي اعقب الاجتماع أكد محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة القطري، أن الدول المصدرة للغاز ستفي بمتطلبات مؤتمر المناخ المنعقد في مراكش، مضيفا «نتوقع أن يدعم استخدام الغاز الطبيعي للوفاء بمتطلبات مؤتمر المناخ، باعتباره مصدرا للطاقة النظيفة وقادر على الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة».
وفي ذات السياق رفض الوزير القطري التعليق على حديث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن اتفاقية المناخ، واكتفى بالقول «من المبكر تقييم سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة في قطاع الطاقة دعونا ننتظر لنرى». وأضاف أن استخدامات الغاز ستنمو أكثر من غيره من مصادر الطاقة الكربونية الأخرى، مشيرا إلى أن نمو الطلب عليه بين عامي 2014 و 2015 تضاعف، حيث ارتفع من 0.8 في المئة إلى 1.9 في المئة.
وحول ربط أسعار الغاز بالنفط، تحدث السادة عن الارتباط الدائم بين النفط والغاز، غير انه قال «لكن هناك آليات مختلفة ومتعددة لاسيما فيما يتعلق بالعقود قصيرة الأجل وطويلة الأجل».
وأضاف أنه بالرغم من دخول مصادر أخرى للطاقة على غرار الغاز والنفط الصخريين من أمريكا الشمالية إلى السوق «إلا أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاعا في الطلب ودخول مستهلكين جدد على الطاقة النظيفة». وأضاف أن هناك انخفاضا كبيرا في الاستثمارات في قطاع الطاقة مما سيؤدي إلى اعادة التوازن للسوق في الأعوام القادمة .
وتحدث الأمين العام للدول المصدرة للغاز سيد حسين العادلي عن أعضاء جدد تم ضمهما للمنتدى هما بيرو وأذربيجان، وقال اننا نجري مفاوضات مع دول أخرى للانضمام للمنتدى دون أن يفصح عن اسم تلك الدول .
واوضح ان المنتدى سيقدم المساعدة لأعضائه، خاصة من حيث تقييم السوق على المديين المتوسط والبعيد، وذلك في ظل الاستراتيجية طويلة الامد التي تمت الموافقة عليها أمس. كما سيوفر لها المنتدى إطارا تحليليا شاملا للأسواق، ونظره عامة وتوقعات حول ما يمكن القيام به للتعامل مع التطورات التي تشهدها الأسواق.
وحول أمكانية منافسة الغاز الصخري الأمريكي لإنتاج الدول الأعضاء في المنتدى، قال العادلي ان ثمة حقيقتين حول تصدير الغاز من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تزامن بدء تصديره للأسواق في اسيا في وقت شهد انخفاضا كبيرا في الاسعار « لذلك تواجه صناعة الغاز الأمريكية تحديات في تصدير الغاز إلى اوروبا ناهيك عن آسيا» . والحقيقة الثانية « ان الاستثمارات لم تعد كما كانت عليه في السابق».
واكد ترحيب دول المنتدى بدخول العديد من المزودين لسوق الغاز « فنحن نسعى لأن نكون مؤسسة تضم العديد من منتجي الغاز». ووافق الاجتماع على أن يكون وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك رئيسا للمنتدى في دورته للعام المقبل 2017، وأن يعقد الاجتماع الوزاري التاسع عشر للدول المصدرة للغاز في موسكو في 4 تشرين أول /اكتوبر 2017 ، وعقد القمة الرابعة للمنتدى في بوليفيا عام 2017.
ويعد منتدى الدول المصدرة للغاز أكبر تجمع للدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي على مستوى العالم، حيث يضم 19 دولة. وقد تأسس المنتدى الذي يتخذ من الدوحة مقرا له في العام 2001، بعد اجتماع طهران الذي ضم الدول المؤسسة والأكبر انتاجا للغاز، وهي روسيا وإيران وقطر.

نقلاً عن القدس العربى .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*