أثناء نقل الصاروخ الروسي سايوز وفي مقدمته القمر المصري أيجيبت سات أيه بالسكك الحديدية داخل مطار بيكانور الفضائي في إتجاهه إلى منصة الإطلاق

العبقرية المصرية ما زالت تبهر العالم: من هدم خط بارليف لصناعة القمر الصناعي

– القيادة السياسية الحالية أصرت على النهج العلمى لرسم معالم الدولة الحديثة

لعل العبقرية المصرية ما زالت تبهر العالم، حينما انتصر أحفاد مهندسى هدم حائط بارليف بحرب 6 أكتوبر 1973، فى المعركة التى خاضوها لمدة 4 سنوات وأنهم يستطيعون أن يطلقوا قمرا صناعيا تحت شعار «صنع بأيدى مصرية» بعنوان «إيجيبت سات A»، الذى أعاد الروح إلى أجسادهم وعقولهم بعد سنوات من الظلم؛ لضياع القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات 2» فى الفضاء بعد انطلاقه بعام واحد.

المهندسون المصريون استطاعوا – مؤخرا- رد اعتبارهم بإطلاق قمر صناعى «إيجيبت سات A»، ولعل تحمل تكاليف البناء والإطلاق من الجانب الروسى خير دليل على أن الخطأ كان من الجانب الأجنبى، حيث بدأت القصة المصرية مع الفضاء منذ إطلاق «إيجيبت سات 1»، بعدما فقد الاتصال به بعد عام من الانطلاق أيضا، وكان قد صنع بالتعاون بين الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء فى مصر ومكتب تصميم يجنوى الأوكرانى، وتم إطلاقه من على متن صاروخ دنيبر-1 فى 17 أبريل 2007 من قاعدة باكينور لإطلاق الصواريخ بكازاخستان.

واستبدلت مصر سات – 1 بـ«إيجيبت سات – 2»، ليكون القمر الثانى لها، ولكن بشريك أجنبى آخر وهو روسى، وتم إطلاقه بأبريل عام 2014 فى الفضاء، وفقد فى مايو 2015، الأمر الذى تسبب فى توجيه الاتهامات نحو المهندسين المصريين إلا أنه سرعان ما أعلن الجانب الروسى تحمل التكاليف لبناء القمر الصناعى المصرى (إيجيبت سات A)، وإطلاقه من قاعدة بياكنور الروسية، بتكلفة روسية كاملة تقدر بـ 100 مليون دولار؛ تعويضا عن القمر الصناعى المصرى سات 2.

إيجيبت سات A صناعة وإدارة مصرية 100%، ويصل عمره الافتراضى إلى 11 عاما، وهو صنع بتكنولوجيات أكثر حادثة، ويعد إطلاق هذا القمر تأكيدا على قدرة المهندسين المصريين فى مجال صناعة الأقمار الصناعية، خاصة أن الإدارة والصناعة مصرية خالصة.

ويستخدم القمر الجديد فى أغراض الاستشعار عن بُعد وليس للأغراض العسكرية، وكان تم الاتفاق عليه فى أغسطس 2015، واستغرق بناؤه عامين كاملين، ويزن القمر المصرى 1150 كيلو وتبلغ سرعته 22 كم فى الثانية، وتصل قدرته التحليلية على مستوى المتر، بما يجعله أكثر الأقمار تقدما على المستوى العربى والأفريقى، كما أنه مزود بكاميرات تلسكوبية تساعد فى تحديد أى جسم أبعاده 3.3 قدم «متر واحد» بكل وضوح، وهذا سيساعد مصر أمنيا فى حماية الحدود.

القمر مزود بمجسات حديثة تساعد فى التنقيب والبحث الجيولوجى أيضا، وبه محرك دفع كهربائى «أيونى» حديث، الذى يساعد على الحفاظ على عمره الافتراضى المعلن، ويدعم القمر الصناعى المصرى (إيجيبت سات A) أغراض البحث العلمى والاستشعار من بُعد ومجالات التنمية المستدامة المختلفة بالدولة على مستوى (الزراعة ـ التعدين ـ التخطيط العمرانى – البيئة)، وكذلك الرصد السلبى للمخاطر الطبيعية مثل (التصحر ـ حركة الكثبان الرملية ـ السيول) وغيرها، كما يساعد القمر الصناعى المصرى فى متابعة المشروعات التنموية الكبرى (مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ـ جبل الجلالة ـ مشروع مدينة العلمين الجديدة) وغيرها من المشروعات التنموية المختلفة بالدولة.

ويتيح استخدام القمر الصناعى المصرى (إيجيبت سات A) البيانات الفورية والدورية لرصد ومتابعة الثروات الطبيعية والمعادن والمياه السطحية والجوفية والتخطيط العمرانى ودراسة البيئة الساحلية للمزارع السمكية ومراقبة البحيرات وتنشيط الثروة السمكية.

كما يتيح القمر الصناعى المصرى بيانات للتنبؤ بالأرصاد الجوية ونمذجة المناخ لمواجهة المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والهبوط الأرضى ووضع نظم الإنذار المبكر لحماية المواطنين والمنشآت من تأثير المخاطر الطبيعية والبيئية، كما تمكن مسارات القمر المتميزة من تحديد الأحوزة الزراعية واختيار مسارات الطرق الجديدة ومسح الأراضى الزراعية ومواجهة التعدى عليها، وسوف يدعم دور مصر على المستويين العربى والأفريقى فى مجال البحث العلمى ودعم المشروعات التنموية فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية. وقال الدكتور حسين الشافعى، مستشار هيئة الفضاء الروسية فى مصر، إن مصر عانت وتمت محاربتها وانهالت المكائد عليها من أمريكا وأوروبا عند إطلاق مشروعها الخاص بالقمر الصناعى منذ الستينيات، والذى بدأ فى عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لافتا أن القيادة السياسية الحالية أصرت على انتهاج نهج علمى لرسم معالم الدولة الحديثة، لافتا إلى أن المهندسين المصريين هم الجنود المجهولين فى إطلاق القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات A» من قاعدة بايكونور الفضائية بكازاخستان، وأنهم ثروة مصر التى لا تقدر بأموال.

وقال الشافعى، إن القمر الصناعى يتكون من 3 مكونات رئيسية المكون الأول يشمل المحرك والجسم والخلايا الشمسية وهى متاحة فى السوق العالمية، والمكون الثانى هو البرامج، التى تربط الأجزاء ببعضها البعض لكى يتم التواصل، وهو بالكامل مكون مصرى 100%، أما المكون الثالث فهو إدارة وتشغيل واستخدام المعلومات الصادرة، وهى أيضا 100% مصرى، مشيرا إلى أن مصر عانت من أجل الحصول على صور تتعلق بقضايا معينة وبأموال باهظة، والآن مصر تمتلك ذلك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*