المؤتمر الدولى الثانى للمستشرقين الروس والثقافة العربية

المؤتمر الدولي الثاني للتواصل الثقافي العربي الروسي ”المستشرقون الروس و الثقافة العربية“

 

كتب : د.محمد نصر الجبالى 

  انطلاقا ًمن الإيمان بأهمية التواصل والتقارب الثقافي بين عالمنا العربي وروسيا الاتحادية، واستكمالاً لما حققه المؤتمرالدولي الأول للتواصل الثقافي العربي الروسي والذي احتفى بالشيخ محمد عياد الطنطاوى أول مٌعلم للغة العربية بروسيا (1840 – 1861) ، جاءت الرؤية المنهجية وراء عقد المؤتمرالدولي الثاني بعنوان”المستشرقون الروس و الثقافة العربية“، لتدارس ما وراء تشخيص الحالة الاستشراقية الحالية من تداعيات تتطلب الحلول العلمية والعملية القابلة للتطبيق على أرض الواقع وإلقاء الضوء على الجوانب المضيئة والانجازات التي تحققت.

  ففي رحاب القاهرة و برعاية كريمة من معالي وزير الثقافة المصري نظمت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ودار نشر ”أنباء روسيا“ بالتعاون مع مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية،المؤتمرالدولي ”المستشرقون الروس والثقافة العربية“، بمشاركة منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية والمركز القومي للترجمة والمركز الروسي للثقافة والعلوم بالقاهرة ، وبمشاركة من معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الروسية ، ومعهد آسيا وإفريقيا بجامعة موسكو وجامعة سانت بطرسبورج الحكومية ، والمركز الثقافى الروسى العربى بسانت بطرسبورج ، ووكالتى الإعلام”روسيا اليوم“و ”سبوتنيك“ ، ومجلة آسيا وإفريقيا اليوم – الطبعة العربية ، ومكتبة سانت بطرسبورج الحكومية .

وقد سعى المؤتمر إلى تحقيق جملة من الأهداف:

1- إبراز أثر الجهود العلمية في مجال الاستشراق .
2- توطيد العلاقات العلمية والثقافية بين المؤسسات العلمية في روسيا والعالم العربي .
3- بيان دور المستشرقين الروس في نقل التراث العربي الى اللغة الروسية .
4- إلقاء الضوء على اسهامات المستشرقين الروس في دراسة الثقافة العربية .
5- تكريم رموز العلماء من الجانبين نظير إسهاماتهم. (تكريم اسمي أ.د.سمية عفيفي و أ.د. أغناطيوس كراتشكوفسكي) ، ومن قبلهم الشيخ محمد عياد الطنطاوى .
6- الحفاظ على ديمومة المؤتمر واستمراريته والارتقاء به و تحويله إلى كيان ثقافي يمتد عطاؤه طوال العام .
7- الإسهام في إيجاد حلول للمشكلات التي تعترض عمل الباحثين في مجال الاستشراق .
8- توظيف التقنيات الحديثة في نقل التراث العربي إلى الروسية والروسى إلى العربية .

  وقد حظي المؤتمر منذ الإعلان عن محاوره وموضوعاته بعناية بالغة من العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في علوم الاستشراق واللغة الروسية والتاريخ من مختلف الدول. وقد وقع الاختيار على 26 بحثاً تناولت أغلب الموضوعات المطروحة تحت محاور المؤتمر. وعلى مدى سبع جلسات علمية ألقيت فيها البحوث وحظيت بمناقشات علمية ومداخلات هادفة شارك فيها الباحثون وضيوف المؤتمر.

  وقد تم افتتاح المؤتمر بحضور ممثلي الجهات الراعية والمتعاونة، وبحضور معالي وزير الثقافة المصري ونائب سفير روسيا الاتحادية في القاهرة و سفير جمهورية طاجكستان بالاضافة الى عدد كبير من رجال و رموز الثقافة. و قد امتلات القاعه الكبرى بدار الكتب المصرية بالحضور من باحثين و زائرين و صحفيين من مختلف البلدان.

  و قد بدا حفل الافتتاح بعزف السلام الجمهورية لكل من دولة روسيا الاتحادية و جمهورية مصر العربية. ثم تلاه كلمة الأستاذ الدكتور حسين الشافعي رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة و العلوم و دار نشر ”انباء روسيا“ حيث أشار إلى أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الفترة التي تشهد تطورا في العلاقات الروسية المصرية و المسئولية التي تقع على المؤسسات الثقافية في مد جسور التواصل بين الثقافتين كما تطرق إلى أهداف المؤتمر و العمل الذي تم على مدى العامين الأخيرين منذ انعقاد الدورة الأولى. ثم تحدث معالي وزير الثقافة المصري الأستاذ حلمي النمنم حيث تناول أهمية الاستشراق عموما و الاستشراق الروسي خاصة و أثنى على جهود القائمين على تنظيم هذه الفعالية.

  ثم قام معالي الوزير حلمي النمنم و الأستاذ حسين الشافعي بتكريم عدد من الهيئات الثقافية و العلمية التي ساهمت و تساهم في التواصل العربي الروسي حيث تم تسليمهم درع المؤتمر و الذي يحمل صورتي الاستاذه الدكتورة سمية عفيفي و الأستاذ الدكتور اغناطيوس كراتشكوفسكي. كما تم تكريم اسميهما و تسليم درع المؤتمر الى اسره الدكتورة سمية و الى رئيس قسم اللغة العربية بجامعة سانت بطرسبورج حيث عمل اغناطيوس كراتشكوفسكي.

  ”و تحدثت الاستاذه الدكتوره مكارم الغمري عميد كلية الالسن الاسبق عن فضل العالمين الجليلين الاستاذه الدكتوره سمية عفيفي و البروفوسير اغناطيوس كراتشكوفسكي و اسهاماتهما في نقل التراث من و الى العربية“

  و أخيرا تحدث رئيس اللجنة التنظيمية الدائمة للمؤتمر الدكتور محمد نصر الجبالي عن جهود اللجنة التنظيمية التي سبقت افتتاح المؤتمر و المطبوعات المرفقه و التي تم توزيعها على المشاركين و الباحثين و الموقع الالكتروني الذي تم إطلاقه للمؤتمر و كذا موقع التسجيل الالكتروني و تم الإعلان عن انطلاق جلسات المؤتمر الدولي الثاني للتواصل الثقافي العربي الروسي.

وقد تضمنت الجلسات مناقشة المحاور الآتية:

الأول :
الاستشراق الروسي وإتجاهاته .
الثاني :
المستشرقون الروس والتراث العربي .
الثالث :
الاستشراق الروسي والرحلة في العالم العربي .
الرابع :
التراث العربي المخطوط في روسيا .
الخامس :
الاستشراق الروسي وحركة الترجمة والنشر بين العربية والروسية .
السادس :
الأدب  العربي في روسيا .
السابع :
سبل التعاون بين المؤسسات العلمية العربية والروسية ومستقبل دراسات الاستشراق الروسية .

 

  و قد شهدت الجلسات مناقشات و مداخلات مهمة و حظيت بحضور كبير حتى الجلسة الاخيرة. و كانت الجلسة السابعة هي مسك الختام حيث عقدت بالمركز الثقافي الروسي بالقاهره و حضرها لفيف من رجال و رموز الثقافة في مصر . و شرف الجلسة نيافه الأنبا آرميا.و شهدت هذه الجلسة توزيع دروع التكريم على الشخصيات التي كان لها دور في مد جسور التواصل بين الثقافتين مثل الأستاذ الدكتور أبو بكر يوسف و الدكتور بهيجة الهلباوي و الاستاذه الدكتورة آمال ألسبكي و الاستاذه الدكتورة مكارم الغمري و الدكتور نبيل رشوان و الدكتور أنور إبراهيم و الأستاذ الدكتور عامر محمد احمد و الأستاذ الدكتور محمد نصر الجبالي والاستاذه الدكتورة نورهان الشيخ و الدكتور اسحق عجبان و من الضيوف البروفوسير دميتري ميكولسكي و البروفوسير جينادي جورياتشكيتن

وقد خلص المشاركون في المؤتمر إلى التوصيات الآتية:

1- يشيد المؤتمر بما جاء في الجلسة الافتتاحية من تأكيد على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات في أحداث التقارب الثقافي و العلمي بين روسيا والعالم العربي. كما يثني على ما جاء في كلمة راعي المؤتمر في الجلسة الافتتاحية وما تضمنته من رؤى وأفكار أكدت على أهمية تحويل هذا المؤتمر إلى فعالية منتظمة و الارتقاء به من عام الى عام.

2- يدعو المؤتمرإلى تكريم كبار العلماء ممن أسهموا في نقل التراث بين الثقافتين. ويشيد بالجهود التي ىقام بها كل من الأستاذة الدكتورة سمية عفيفي والأستاذ الدكتورأغناطيوس كراتشكوفسكي.

3- العمل على تعميق الحوار بين الحضارات، وإيلاء الترجمة ومعاهدها والعاملين في مجالها أهمية خاصة ، التنسيق فى هذا الصدد بين الجهات والمراكز والمؤسسات المعنية في البلدين وتشجيع البحوث والدراسات والإبداعات التي تهتم بنقل تراث الثقافتين العربية والروسية ، وتشجيع القيام بالترجمات وبالأبحاث اللازمة لاستدراك نقص المعلومات في مصادر المعرفة الأساسية حول روسيا والبلدان الناطقة بالروسية ، وفى هذا الصدد سيمنح المؤتمر بدءاً من دورته الثالثة جوائز للمتميزين من الباحثين والمترجمين الروس والعرب باسم الشيخ محمد عياد الطنطاوى وسمية عفيفى وكراتشكوفسكى .

4- أسس المؤتمر موقعاً الكترونياً (www.a-rfcs.org) يضم أخبار المؤتمر والأبحاث المنشورة ومكتبة الكترونية تضم آخر الإصدارات من الترجمات من وإلى العربية ، والمؤتمر في هذا الصدد يدعو الجامعات ومراكز الدراسات والمهتمين بمد المكتبة بنسخ الكترونية من التراث والأعمال المترجمة للعربية والروسية لتصبح قاعدة بيانات متكاملة لخدمة الباحثين والمهتمين .

5- يوصي المؤتمر بإعادة إصدار الأدب الكلاسيكي السوفيتى – الروسي حتى يتعرف الجيل الجديد من الشباب على هذا الكنز الثقافي والإبداعي.

6- يوصي الحاضرون بضرورة تنظيم المؤتمر بشكل سنوي وبالتناوب بين الدول العربية ودول الاتحاد السوفيتى سابقاً .

  يتوجه المؤتمر بالشكر للجنة التحضيرية الدائمة للمؤتمر الثقافى الروسى –العربى ، وإلى السادة المشاركين بالفعاليات كما يتوجه بالشكر الخاص للشركاء بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية على جهودهم المتميزة .

  كما يتوجه بالتحية للمؤسسات المشاركة : منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية – المركز القومى للترجمة – معهد بلدان آسيا وإفريقيا بجامعة موسكو الحكومية – معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية – مكتبة سانت بطرسبورج الحكومية – المركز الثقافى العربى الروسى بسانت بطرسبورج ومكتبة موسكو الحكومية .

تقوم اللجنة التحضيرية الدائمة للمؤتمر الثقافى العربى الروسى بمخاطبة الجهات المعنية بمدينة آلما آتا بدولة كازاخستان لتنظيم فعاليات الدورة الثالثة للمؤتمر خلال سبتمبر 2016.

  وبمناسبة هذه الاحتفالية الثقافية الكبيرة تعلن دار نشر ”أنباء روسيا“ عن الاعداد لتدشين مشروع لترجمة (100) كتاب روسي وعربي في مختلف المجالات المعرفية بالتعاون مع المركز القومي للترجمة وتحت رعايته وإشرافه. فى إطار الدور الذي ينهض به المركز في نقل التراث العالمي إلى العربية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*