عالم مصريات روسي يكشف سر التابوت الذهبي

كتب – خالد بيومي :

صدر حديثاً عن دار نشر أنباء روسيا الطبعة العربية من كتاب ”سر التابوت الذهبي“ لعالم المصريات الروسي يوري ياكوليفيتيش بيريبوليكين ضمن سلسلة المصريات التي تصدرها الدار ونقل الكتاب إلى العربية الدكتور وحيد محمد شعيب أستاذ الآثار وتاريخ حضارة مصر والشرق الأدنى كلية الآداب جامعة دمياط .وقد عثر على التابوت الذهبي عام 1907 في إحدى مقابر الجبانة الملكية في طيبة في وادي الملوك قبل خمسة عشر قرناً من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة .

ويميط الكتاب اللثام عن لغز التابوت الذهبي ، وتتمحور شخصياته الرئيسة حو شخصيتين ملكيتين من أشهر الشخصيات المصرية القديمة وهما : أمنحوتب الرابع ”إخناتون“  الذي تقلد حكم مصر عندما كان لها إمبراطورية عالمية ، والملك الذي تبنى الإصلاحات الثورية التي أرست أقوى المعالم في كافة نواحي الحياة المصرية تقريباً  ، وزوجته الملكة نفرتيتي ، كما تكشف الدراسة عن ظهور شخصية ثالثة وهي المحظية الملكة ”كيا“ التي لاحت قصتها من غياهب القرون حيث أسقطها هنالك في النهاية تعاسة قدرها الاستثنائي .ونهجت نقوشها نهجا خاصا ومختلفا عن بقية النقوش في العمارنة ، حيث تم صياغة ألقابها واسمها في شكل اتبعه النحاتون والرسامون ولم يحيدوا عنه وهذه الصيغة : ”الزوجة المحبوبة العظمى لملك الوجهين القبلي والبحري ، العائش في الحقيقة“ ومكنت هذه الصيغة الباحثين من تصحيح بعض النظريات الخاطئة في التاريخ العمارني مثل تدهور مكانة نفرتيتي واغتصاب آثارها لصالح ابنتيها مريت آتون وعنخس ان باآتون في نهاية حكم إخناتون .

إن ظروف اكتشاف التابوت الذهبي الغامض تشبه بدرجة كبيرة ظروف اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة ، وهو الاكتشاف الذي آثار العالم بأسره . كما يتشابه المكان الذي عثر فيه على كلا الاكتشافين . ونظراً للعائق المتمثل في كومة الأنقاض الحجرية الضخمة عند سفح المنحدرات الصخرية ، فإن أعمال الحفر والتنقيب الجارية في وادي الملوك والتي كان يشرف عليها الامريكي الثري ث. م . ديفز ، قد أرجئت في عيد رأس السنة الميلادية الجديدة ، الأول من يناير عام 1907 م .

وكان الوادي المهجور مستخدماً كجبانة للفراعنة طوال خمسة قرون وهي الفترة التي استغرقها عصر الدولة الحديثة ، وتقع الجبانة في الجزء الغربي للعاصمة المعروفة باسم مدينة طيبة .وقد اعتاد الحجارون القدامى عند نحتهم إحدى المقابر الصخرية الجديدة على ترك أكوام كبيرة من الأنقاض الحجرية والتي كانت تطمر المدخل المؤدي إلى المقبرة القديمة ، وهو الأمر الذي مكن ديفز من تخمين أن الكومة الحجرية أو الدبش الذي أغلق الممر تخفي تحتها أحد الأبواب المؤدية إلى مقبرة سليمة .

وقد وصف جاستون ماسبيرو الذي كان يشغل آنذاك منصب الأمين العام للآثار المصرية فيقول : ”أوصلت الكهرباء داخل المقبرة بواسطة سلك كهربائي متصل بمحطة كهربائية مخصصة لإنارة المقابر الملكية الصخرية ، وعند وميض أول شعاع تجاوبت معه انعكاسات الذهب البراقة في كل الاتجاهات .وربما اعتقد السيد ديفز أنه انتقل بنفسه إلى أحد الكهوف العجيبة المكدسة بالكنوز في قصة لف ليلة وليلة . فقد برق الذهب على الأرض وعلى الجدران وفي أقصى ركن حيث كان التابوت الذهبي مركوناً على الجانب “ .

وقد احتوت كومة الأنقاض على مفتاح حل أربعة ألغاز في التاريخ المصري القديم ، وهو مفتاح الحل الذي ساعد على إماطة اللثام عن الواحد تلو الآخر وهي : لغز الضيعة الجنوبية ، و لغز التابوت الذهبي ، ولغز رؤوس الأواني الكانونية الأربع والمنحوتة من الألبستر ، ولكن ما زالت هناك حلقة مفقودة في هذه السلسلة وهي سر المومياء الراقدة في التابوت الذهبي .

ولا يوجد أدنى شك بأن الشخص الذيكان يعتقد بأنه يمثل إخناتون قد وضع في تابوت ذهبي معدل له .

ويذكر بيريبولكين أن البرهان الدال على عزو المومياء إلى الملك أمنحتب الرابع مستقى في المقام الأول من نقوش التابوت ؛ نظراً لأنه لا يوجد فرعون آخر موصوف بالنعت ”العائش في الصدق“ قبل اسمي ميلاده وعرشه المتضمنيين في خرطوشين ، وكذلك لا يوجد فرعون آخر متبوع اسم ميلاده بالنعت ”العظيم في بقائه“ .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*