أروع إنجازات الإنسان في الفضاء

كتبت : علياء الشامى

عندما يتأمل الإنسان العالم من حوله سيجد أن تكنولوجيا الفضاء أصبح لها دورًا مهمًا في جميع أوجه حياتنا تقريبًا و من خلال محطات الفضاء أصبح الإنسان قادرًا على العيش في الفضاء لمدة طويلة ليكتشف أشياء جديدة حول الأرض و الكون و يساعدنا اكتشاف الفضاء في تطوير حياة الإنسان على الأرض و أضحى النجاح في عالم الفضاء مقياسا لنمو الدول و تطورها، و عندما  ننظر إلى السماء يجب أن نعرف أنه يوجد في ذلك الفضاء الواسع محطة فضاء دولية ضخمة و تعتبر من أروع الإنجازات التي توصل إليها الإنسان.

محطة الفضاء الدولية (ISS) هى مركبة فضائية ضخمة تدور حول الأرض و تعتبر مختبر للعلوم  يعيش فيه رواد الفضاء حيث من الممكن أن يعيش فيها 6 رواد فضاء يبقوا عادة من 4 إلى 6 شهور و يوجد فيها صالة رياضية كبيرة ،كما يوجد بها مصفوفات شمسية ضخمة و نافذة كبيرة تسمح برؤية الفضاء الخارجى بوضوح .

وهى  أكبر مثال على ما يمكن تحقيقة من خلال التعاون الدولى فلقد عملت الكثير من البلدان لبنائها ويقومون بستخدمها معًا و تعتبر أكبر جسم من صنع الإنسان يدور حول الأرض، وهى مشروع قامت ببنائه خمس وكالات فضاء و هم : وكالة الفضاء الأمريكية (NASA)، وكالة الفضاء  الروسية (ROSCOSMOS)، وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وكالة الفضاء اليابانية (JAXA)، وكالة الفضاء الكندية (CSA)، و وكالة الفضاء البرازيلية تساهم في المشروع من خلال عقد مع ناسا، و تشمل قائمة المساهمين الآخرين الدول الإحدى عشر الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية و هم ( بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وأسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا) و تم ذلك من خلال توقيع اتفاقيات وضعت إطار التعاون بين الشركاء في مجالات تصميم المحطة الفضائية وتطويرها وتشغيلها واستخداماتها.

الفضاء

الفضاء

لقد تكلف صنع المحطة 100 مليار دولار و تتألف المحطة من أكثر من 100 جزء تم وضعهم معًا في الفضاء من قبل رواد الفضاء، وقد تطلب نقل الأجزاء إلى  أكثر من 40 رحلة فضائية و تبلغ كتلة المحطة 289 , 417 كم، و تتحرك المحطة الفضائية الدولية بسرعة متوسطة تعادل 27,700 كم في الساعة و تكمل دورة واحدة حول الأرض كل 55, 91 دقيقة لتكمل 15.73 دورة كاملة حول الأرض في اليوم الواحد، و بدأ بناء المحطة في 20  نوفمبر عام  1998 مع إطلاق وحدة  التحكم الروسية زاريا و تم حملها على الصاروخ الروسي بروتون وفيما بعد التحمت بها وحدة الخدمة الأمريكية يونيتي في 8 ديسمبر عام 1998 و بعد ذلك  التحمت الحجرة الانفصالية الروسية زافيدا في 25 يوليو عام 2000 وقد أرسل في وقت لاحق من ذلك العام في 14 أكتوبر عام 2000 هيكل كامل من الدعامات، و تم تكملة ذلك الهيكل  على فترات متبعدة حيث كان يتم إرسال كل فترة دعامة و لقد تم إرسال آخر دعامة  (S6) في 19 مارس 2009 و  أطلق المختبر ديستني الأمريكي في 10 فبراير 2001، ومختبر كولومبوس الأوروبي 11 فبراير 2008 ، المختبر الياباني كابو في 3 يونيو عام 2008 .

توجد أهمية كبيرة لمحطة الفضاء الدولية حيث أنها تساعد في الأبحاث الفضائية التي سوف تحسن الحياة على الأرض و هذا يشمل الأبحاث الطبية و الفيزيائية و الكيميائية كما يتم إجراء العديد من التجارب تهدف لتطوير مواد جديدة و أيضًا و تهدف لدعم البحث العلمي للبشرية واختبار قدرة الإنسان على الحياة في الفضاء لفترات طويلة حيث يمضي أفراد الطاقم كل  وقتهم في تهيئة المحطة، وبناء مكّوناتها، وإجراء تجارب علمية ومراقبة الأرض و من الأهداف التي يعمل عليها الرواد في المحطة، معرفة أثر انعدام الجاذبية لوقت طويل على جسم الإنسان، واختبار تقنيات جديدة . إضافة إلى أنها بمثابة قاعدة انطلاق للبعثات المحتملة إلى القمر و المريخ .

و انطلقت البعثة الأولى التي قطنت المحطة الفضائية الدولية من روسيا في 31 من أكتوبر عام 2000، وضمت ثلاثة رواد فضاء هم: سيرغي كريكالف( Sergei Krikalev) مهندس الرحلة ووليام شيفرد (william shepherd )  قائد المهمة ويوري جيدزنكو  ( Yuri Gidzenko) قائد سويوز، وأمضى هذا الطاقم أكثر من 140 يوماً، ثم عاد إلى الأرض في الحادي والعشرين من مارس عام 2001.

و كان وقتهم في المحطة ينقسم بين ممارسة الرياضة البدنية للتغلب على التأثير الضار لنعدام الجاذبية، وتجميع المحطة و صيانتها، و  التجارب و أخيرًا الاتصالات مع موظفى الخدمات الأرضية و بالطبع كان يوجد وقت للممارسات الشخصية متمثلة فى  الغداء و الراحة .

و هكذا نرى الدور المهم الذي تؤديه المحطة لمساعدة الإنسان على فهم الكون من حوله، كما تساعد الإنسان في التطور و التقدم في كل مجالات الحياة، و محطة الفضاء الدولية  سوف تتضيف للإنسان معرفة كبيرة ستعود علية بالنفع حاضرًا و مستقبًلا .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*