السودان تستبق الجميع: المحطة النووية العائمة الروسية تصل شواطئ السودان قريبًا

أنباء روسيا

نقلًا عن جريدة الأهرام في توقيت بالغ الدلالة يأتي مواكبا لبدء الخرطوم جولة مباحثاتها من أجل تطبيع علاقاتها مع الإدارة الأمريكية بعد قرارها حول بداية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد السودان، زار الرئيس السوداني عمر البشير روسيا مؤخرا كأول رئيس سوداني يزورها، حيث التقى مع سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسي وطلب مساعدة روسيا في تحديث أسلحة القوات المسلحة السودانية، إلى جانب عرضه حول إقامة قواعد عسكرية روسية في السودان على البحر الأحمر.
كان الفريق عمر البشير وصل إلى روسيا على رأس وفد كبير ضم أهم وزراء حكومته، ومنهم وزراء الدفاع والخارجية والمالية والموارد المائية والكهرباء والمعادن والزراعة والنفط والغاز. وفي لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي حرص الجانب الروسي على إذاعة القنوات التليفزيونية الرسمية والإخبارية لفقرات كاملة من مشاهده استطرد الرئيس السوداني في إدانته الممارسات الأمريكية في المنطقة وتدخلها في الشئون الداخلية لبلدانها. وأشاد البشير بما قامت وتقوم به روسيا في دعمها لسوريا التي قال انه «لولا تدخل موسكو لما بقيت سوريا كدولة»، على خريطة السياسة الدولية. وأضاف انه يريد بحث قضية تدخل الولايات المتحدة في الشئون الداخلية لدول المنطقة، مشيرا الي خطتها بشأن تقسيم السودان الي خمس ولايات بعد نجاحها في استقطاع جنوب السودان، بينما أعاد طلب مساعدة موسكو من اجل تحديث القوات المسلحة السودانية. ومضى ليقول «ان الوضع في البحر الأحمر يثير قلقنا، ونريد التباحث في هذا الموضوع من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر». ورغم ان الرئيس بوتين لم يعلق بشكل مباشر على هذه الدعوة المغرية، فانه لم يكن ليصمت أمام مثل هذه العروض من جانب الرئيس السوداني ولا سيما انها تتناول عددا من المجالات الحساسة بالغة الأهمية بالنسبة لروسيا عسكريا واقتصاديا، ما قد يكون فرصة بالغة الأهمية لتطوير روسيا لاستراتيجيتها الجديدة في القارة الإفريقية. قال بوتين «لدينا آفاق جيدة في مجال الاقتصاد، وفي مجال الطاقة». وحدد الرئيس الروسي أولويات بلاده في التنقيب واستخرج النفط والغاز والمعادن بما فيها الذهب وتبادل الموارد، مؤكدا وجود الكثير من آفاق التعاون في مجالات صناعة المحروقات، وقطاع الطاقة الكهربائية، وفي التطوير السلمي للطاقة النووية وهو ما تجسد لاحقا في توقيع اتفاق التعاون في بناء محطة نووية. وحول هذا الموضوع تحديدا توصل الجانب السوداني مع مؤسسة «روس آتوم» إحدى مؤسسات بناء المحطات النووية الكبرى في العالم الى اتفاق حول بناء محطة نووية بقدرة 1200 ميجاوات، الى جانب محطة روسية «عائمة « بقدرة ثمانية ميجاوات قالت المصادر انها ستصل قريبا إلى ميناء بورتسودان على شواطئ البحر الأحمر. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن البشير تصريحاته حول توصل الجانبين الى اتفاقات أخرى بشأن « إعفاء الجوازات الدبلوماسية من التأشيرات، وأيضا تفاهمات في مجال الزراعة والغابات وفي مجال المعادن والتعليم».
وبينما توقف الكثيرون من المراقبين في موسكو عند «اندفاع» الرئيس السوداني نحو طلب الحماية الروسية من التدخلات الأمريكية واعتباره تجسيدا لطلب ذاتي عزاه البعض الى كونه ملاحقا من جانب المحكمة الجنائية الدولية، قال إبراهيم غندور وزير الخارجية السودانية ان طلب الرئيس البشير «جاء في سياق مواجهة ما يتعرض له السودان منذ 1990 وإصدار دول غربية لقرارات تستهدفه». غير ان الجانب الروسي لم يتعجل التعليق على طلب إقامة القاعدة العسكرية وقال فيكتور بونداريف رئيس لجنة الدفاع والامن في مجلس الاتحاد ان روسيا لم تتخذ قرارها بعد وان المسالة لا تزال في طور النقاش. وكان فرانتس كلينتسيفيتش نائب رئيس اللجنة كشف عن احتمالات طلب دول أخرى في المنطقة إقامة قواعد مماثلة، مشيرا الى أهمية هذه المسألة لتامين مصالح روسيا في المحيط الدولي.
أما الرئيس البشير فكان أكثر صراحة حين أشار في حديثه الى وكالة «سبوتنيك» إلى حاجة السودان إلى «رادارت ومنظومات كاملة للصواريخ، دون ان يستبعد إمداد بلاده بمنظومات الدفاع الجوي لتغطية الأجواء السودانية، وكذلك قوارب الصواريخ وكاسحات الألغام لتأمين المياه الإقليمية السودانية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*