السفير عزت البحيري والدكتورة نورهان الشيخ و الدكتور حسين الشافعي

الجمعية المصرية للأمم المتحدة في ندوة حول العلاقات الروسية المصرية

السفير عزت البحيري : على الشعب أن يلتف حول الرئيس لدعم برنامج التحول المصري
نورهان الشيخ : عصر العالم أحادي القطبية انتهى، وعلى مصر عمل تحالفات وفقًا لمصالحها
حسين الشافعي : على الرئيس القادم أن يتبنى مشروعًا لإحداث ثورة تعليمية شاملة للمجتمع

أنباء روسيا 

أقامت الجمعية المصرية للأمم المتحدة ندوة كبيرة بمقرها بالقاهرة حول العلاقات المصرية الروسية دعى إليها السفير عزت البحيري رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة، وحضرها عدد من الجمهور، وسفراء، ودبلوماسيين من مصر، وليبيا، والعراق، وسوريا، ودولة فلسطين. شاركت في الندوة الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور حسين الشافعي رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، وأدار الندوة الدكتور مسعد عويس السكرتير العام للجمعية المصرية الروسية للثقافة والعلوم.
تحدث في الندوة السفير عزت البحيري الذي أشار إلى أن الشعب يجب أن يلتف حول الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستكمال تنفيذ برنامجه الطموح، ووضع مصر على خارطة الدول الأسرع نموًا، مذكرًا بأن ما حققته مصر خلال الفترة الرئاسية الأولى من حكم السيسي يعد إنجازًا ضخمًا بكل المقاييس، مع الوضع في الاعتبار كم الضغوط التي تواجهها الإدارة المصرية من إرهاب يعوق عملية التنمية.
تحدثت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة حول الدور الذي بدأت تلعبه تكتلات سياسية جديدة تبللورت قوتها في العالم الحديث منها المحور الروسي الصيني الهندي، وتوقعت أن يلعب هذا المحور دورًا رئيسيًا في تحطيم ظاهرة القطبية الأحادية التي سادت العالم في القرن الماضي، لتتحول هذه التكتلات إلى كتل مؤثرة تظهر أدوارها المؤثرة على الساحة الدولية. طالبت الدكتورة نورهان أن تتخذ الإدارة المصرية توجهات واضحة باتخاذ سياسات تدافع عن مصالحها أولاً وتحاول أن تقوم بدور فعال في هذه التكتلات والتحالفات الجديدة بما يتوافق مع سياستها ومصالحها ومشيرة إلى أن مشاركة الرئيس المصري في اجتماعات مجموعة البريكس الأخيرة، والتي تأسست في عام 2008 في جزيرة هوكايدو اليابانية، كانت مشاركة إيجابية، على مصر أن تطورها بالاندماج الكامل في هذه التجمعات بما يخدم مصالحها.
تحدث الدكتور حسين الشافعي رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم عن العلاقات التاريخية المصرية الروسية منذ كان الحجاج للأراضي المقدسة بفلسطين المحتلة في القرون الأولى الميلادية يمرون في طريقهم ذهابًا وإيابًا عبر مصر إلى الحج، وتوقفوا فيها لفترات، وسجلوا ذكرياتهم عن الشعب والحضارة والعادات في كتابات هامة. استمرت هذه العلاقات خلال فترة حكم محمد على، الذي كلف الشيخ أحمد عبيد الطهطاوي بترجمة كتاب هام للفيلسوف الفرنسي فولتيرعن تجربة التحديث في روسيا التي قادها بطرس الأكبر، واتخذ خطوات هامة لفصل الكنيسة عن الدولة ومصادرة أموال وأملاك رجالاتها الذين كانوا قد أثروا باستغلالهم للدين، وقيامه بإنشاء الترسانة البحرية وجيش روسي قوي، والاهتمام بالتعليم، وانبعاث المبعوثين للخارج للتواصل مع ما حققه الغرب في مجالات الحياة المختلفة.
وقد عمل الشيخ أحمد عبيد الطهطاوي على ترجمة هذا العمل من الفرنسية إلى العربية، وقدمه للوالي محمد على الذي استفاد منها في تجربة مصر الحديثة، وصدرت هذه الترجمة في مخطوطة تحت اسم “الروض الأزهر في تاريخ بطرس الأكبر”. واستمر التواصل الثقافي المصري مع روسيا – استطرد الشافعي في حديثه – فأرسل في 1841 الوالي محمد على إلى روسيا أول معلم للغة العربية إلى الإمبراطورة الروسية، وقضى ما تبقى من عمره حتى عام 1861 في إعداد الجيل الأول من المستشرقين الروس وأنشأ قسم الثقافة العربية وساهم مساهمة رئيسية في إحداث التواصل العربي الروسي.
تحدث الشافعي أن مصر تحتفل هذه الأيام بالذكرى المئوية لمولد الزعيم جمال عبد الناصر، وقد بذل عبد الناصر جهدًا ضخمًا لتحرير مصر من الاحتلال، وإقامة قاعدة صناعية كبيرة، وحاول إدخال مصر في العصر النووي بإقامة أول مفاعل نووي ، كما سعى جمال عبد الناصر إلى دخول مصر لعصر الفضاء بإطلاق مجموعة من الصواريخ : الظاهر والرائد والظافر، وأنشأ صناعات تسمح بامتلاك تكنولوجيات الفضاء إلا أن المشروع المصري في التنمية واجه حربًا ضروس من أمريكا، والعرب، وإسرائيل لإجهاض هذا المشروع.
عاد الحلم المصري مرة أخرى لظهور – كما يقول الدكتور حسين الشافعي – بعد ثورتي 25 يناير، و30 يناير 2013 على يد الإدارة المصرية الجديدة. عاد هذا الحلم ليصبح أمرًا واقعيًا إذ وقعت مصر عقد إنشاء أربعة مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة النووية مع روسيا بقرض قيمته 25 مليار دولار، يحقق للخزانة العامة للدولة صافي دخل يفوق 264 مليار دولار خلال فترة عمل هذه المفاعلات، كما أن مصر أصبحت تمتلك رؤية واضحة لدخول عصر الفضاء بالتعاون ليس فقط مع روسيا إنما مع مجموعة كبيرة من بلدان العالم، ولديها الآن أقمار للاتصالات، ومشروعات لأقمار الاستشعار عن بعد، وأقمار للبحوث العلمية. وقد توجت البلاد ذلك كله بإعلان مصر بإنشاء وكالة مصر للفضاء.
أشار الدكتور حسين في حديثه أمام الجمعية المصرية للأمم المتحدة إلى أن أحد أهم المشاكل التي تواجه التنمية في المجتمع المصري هى ظاهرة التخلف الشديد في برامج التربية والتعليم. ذكر الشافعي أن على الرئيس السيسي أن يعلن بوضوح تبنيه لإحداث ثورة تعليمية تشمل المعلمين والبرامج التعليمية بما يسمح للطفل المصري أن يطور إمكانياته العقلية في البحث والتفكير والابتكار، بعيدًا عن المسرحية الهزلية للتعليم التي تجرى الآن بمصر، وتشارك في هذه المسرحية الهزلية الأسرة المصرية في المقام الأول التي ارتضت بالتعليم الفارغ من أي محتوى، مما أفرز قطاعات ضخمة من خريجي المدارس والجامعات بمستوى تأهيل متدني، وتكفي في هذه الإشارة إلى التقارير الدولية عن التعليم المصري، والتي وضعت في مصر في قائمة أول خمس دول في العالم في انهيار منظومة التعليم الأساسي.
اقترح الدكتور حسين الشافعي في حديثه أمام ندوة الجمعية المصرية للأمم المتحدة ضرورة أن تتبنى الدولة المصرية والرئيس المنتخب في دورته الثانية برنامجًا يمكن أن يمتد إثنى عشر عامًا، ولا يحمل الدولة أعباء مالية كبيرة. ويبدأ هذا البرنامج – الذي يقترحه الشافعي – بالسنة الأولى الابتدائية باختيار المعلمين الأكفاء في مسابقة للمتميزين منهم في كل مراحل التعليم للتركيز على تلاميذ الصف الأول الابتدائي بعد صياغة برامج تعليم متطورة إقتداءً بالبرامج التعليمية الدولية. مع التركيز على الجانب الوطني والاخلاقي في المحتوى التعليمي. ومع السنة الثانية من مسيرة الثورة التعليمية المنشودة، يتم إضافة تلاميذ السنة الأولى مرة أخرى إلى جانب استكمال البرنامج التعليمي المحدث مع طلبة السنة الثانية وهكذا وعلى مدى اثنى عشر عامًا يمكن استكمال برنامج تطوير التعليم بما في ذلك تطوير البنية الأساسية والاهتمام بأحوال المعلمين.
لقى اقتراح الشافعي بندوة الجمعية المصرية للامم المتحدة بالقاهرة تضامنًا من المشاركين، حيث أعلن السفير عزت البحيري رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة عن تبني الجمعية هذا الاقتراح لرفعه إلى القيادات السياسية للبلاد ليكون محورًا رئيسيًا من محاور التنمية الشاملة للمجتمع المصري.
من جانب آخر يذكر أن مؤتمرًا دوليًا للتواصل الثقافي العربي الروسي تنطلق فعالياته بحفل افتتاح رسمي في الثامن والعشرين من يناير بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والسفير سيرجي كيربيتشينكو سفير روسيا لدى جمهورية مصر العربية، والدكتور حسين الشافعي رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، وشارك فيه أساتذة الاستشراق من الجامعات الروسية، وتشارك فيه وفودًا من البحرين والإمارات والمغرب ولبنان والأردن وفلسطين وسوريا والعراق، ويجرى هذا المؤتمر بالتنسيق بين المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ووزارة الثقافة ودار الكتب والوثائق القومية.
فعاليات المؤتمر تجرى يومي 28 ، 29 يناير بالقاعة الرئيسية للندوات على هامش الدورة الـ49 للمعرض الدولي للكتاب، ويشارك فيها المستشرق المعروف ألكسي فاسيليف رئيس معهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية وفلاديمير بلياكوف أستاذ التاريخ العربي بمعهد الاستشراق وممثلي للجامعات الروسية ومعاهد الاستشراق بروسيا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*