الخلايا الجذعية

العلماء الروس يبتكرون جسيمات نانوية تسرع من نمو الخلايا الجذعية

كتب محمد طارق

جاء في المقال الذي نشرته جريدة Materials Science and Engineering C أن العلماء الروس اخترعوا طريقة بسيطة لتسريع عملية نمو الخلايا في أنبوب الاختبار، مستخدمين الجسيمات النانوية المصنوعة من أكسيد السيريوم الرباعي، وهو ما ساعد على تطوير العلاجات القائمة على أساس الخلايا الجذعية.

و يوضح أنطون بوبوف من معهد الفيزياء الحيوية النظرية والتجريبية في بوشتشينو، الذي نقلت الوكالة الإخبارية للمؤسسة كلماته، أنه “يحدث في أثناء تكاثر الخلايا بداخل جسم الإنسان أوضاع مثالية. حيث ترتفع نسبة الأكسجين في أوضاع الـ in vitro مقارنة بالأوضاع في الـin vivo ، مما يؤثر على ميتوبلازما الخلية. خاصةً و أنه تطورت لديها الإجهاد التأكسدي. و بعد إضافة الجسيمات النانوية إلى أكسيد السيريوم الرباعي انخفض معدل الأكسدة بعد القيام بمحاكاة أوضاع نمو الجسد ذاتها. فبدأت مستنبتات الخلايا الجزعية بالنمو سريعًا”.

و خلال السنوات الأخيرة ابتكر العلماء عدة طرق لزيادة أجنة الخلايا الجذعية و تحويل الأنسجة “الناضجة” إلى نظيرتها الجنينية ، عند إعادة برمجتها عن طريق العلاج الجيني. و تستخدم بعض هذه المستنبتات في الطب التجريبي ، لكن استخدمها الطبي يعيق شيئين – فهي لم تقض على خطر تحول تلك الخلايا إلى ورم سرطاني و صعوبة تكاثر الخلايا الجزعية خارج الجسد.

و يدرس بوبوف و فريق عمله تركيب جسيمات أكسيد السيريوم الرباعي النانوي منذ فترة طويلة و كذلك يقومون بالتأثير على عمل الخلايا و جسد الحيوانات و الإنسان بأكمله. و أوضح فريقه أن الجسيمات النانوية “المجموعة في شكل حزم” لهذا المعدن تحمي الخلايا من الجرعات القاتلة للإشعاع ، التي تمنع تراكم تلك الجزيئات النشطة كميائيًا فيها.

و أظهرت الاختبارات أن غالبية الفئران ، التي قاموا بحقنها بأكسيد السيريوم الرباعي ، قد نجت من التعرض إلى كميات قاتلة من الإشعاع. هذه الجسيمات النانوية ، كما يوضح العلماء ، تعمل بفضل تمكنهم من اختراق غشاء الخلايا، و تتراكم في العضيات المنفصلة بداخلها ، و”تحجز” الجزيئات العدوانية بفضل وجود شوائب في الشبكة البلورية للجسيمات النانوية التي يرتبط بها الأكسجين و المؤكسدات الأخرى.

و حث هذا الاكتشاف علماء الأحياء من معهد الفيزياء الحيوية النظرية و التجريبية  و المؤسسات البحثية الروسية الأخرى على فكرة أنه من الممكن أن يستخدموا الجسيمات النانوية في حماية الخلايا من الأوضاع الأخرى ، عندما تتراكم فيها أو في الوسط المغزي غالبية المؤكسدات.

و من أجل التأكد من تلك الأفكار قام العلماء بسحب عينة خلايا جزعية من فئران غير كاملة التكوين ، و استخرجوا منها مستنبتات الأرومة الليفية ، و قاموا بـ”تجهيز” أنسجة متلاحمة ، بعد ذلك كان هناك جزءًا منها مشبعًا بالجسيمات النانوية لأكسيد السيريوم الرباعي ، المغطاة بقشرة عضوية خاصة.

و كما بينت هذه التجارب ، انخفض تركيز الجزيئات العدوانية  للجسيمات النانوية غير عالية التركيز بصورة ملحوظة في الوسط المغذي و هذا يعني أنه تسارعت عملية انقسام الخلايا الليفية. و من المثير للإهتمام أنه في أثناء تداخل بعض الجزيئات النانوية يتم إزالة مؤكسدات كثيرة من الوسط المغذي و الخلايا ، و نتيجة لذلك فنمو الخلايا لا يتسارع ، و إنما يتباطأ.

و يلخص بوبوف قائلاً “إن إنشاء ركيزة خاصة للمواد المستنبتة مع هذه الجسيمات النانوية هدفه الزيادة الفعالة لأعداد الخلايا الجزعية. و كذلك يمكن تغطية الأجزاء المطعمة بغشاء له تلك الجسيمات النانوية ، كي تتأقلم بسرعة في داخل الجسد”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*