الدكتور حسين الشافعي والدكتور عمرو عيسى مع القس الروسي

رحلة ”جريجوري ماترتسوف“ الروسي إلى مصر لتعلم اللغة العربية

كتب أنباء روسيا

يهتم الكثير من المستشرقين الروس وقساوسة الكنيسة الروسية بعلوم القرآن الكريم للبحث والتعمق، ومن بين هؤلاء الأشخاص هو القس جريجوري ماترتسوف أحد أكبر المستشرقين وقساوسة الكنيسة الروسية الحالية وأصغرهم سنا، حيث يجيد هذا القس أكثر من ثمانى لغات وحاصل على الدكتوارة فى القانون الكنسى من روما، ورسالته الجديدة التى تبدو غريبة من نوعها، وهو دراسة المتشابهات في القرآن الكريم.

ويعد هدف الدراسة هو الرد على بعض المسائل التى اعتقد بعض المستشرقين قديما وحديثا فى أنها من المنتاقضات فى القرآن الكريم، فى محاولة لتجديد الخطاب الدينى وإعادة فتح الحوار الإسلامى المسيحى بشكل أكثر إنفتاحا وشفافيًة ومحاولة الوقوف على نقاط التلاقى بين الجانيبن على الرغم من إختلاف العقيدة والمنهج، وإعادة المناظرات القديمة بشكل أكثر تحضرا ورقيا وتفنيد كل من الجانبين رأيه بوضوح وبالحجة والمنطق دون تجريح ولا إهانة وإتاحة الفرصة للجميع بعد ذلك على إختيار طريقه دون إكراه ولا إجبار والذى سيؤدى فى النهاية إلى أن إختلاف الرأى والعقيدة والمنهج لا يفسد للود قضية، وأننا فى نهاية المطاف أبناء لأب واحد وأم واحدة أخوة فى الإنسانية، منحنا الله الواحد القدير حق الحياة، ومنحنا حق الإختيار ولم يكرهنا على شئ حتى فى عبادته أو الكفر به فهذه الحياة ماهى إلا امتحان صغير فيه فقط عمل بلا حساب، وستأتى دار أخرى يكون فيها فقط حساب بلا عمل، فكل منا أعطى ورقة الحياة لكى يخُط فيها ويكتب ويرسم ما يشاء ثم ستسحب هذه الورقة فى يوم ما، لا يعرفه إلا الله القدير مانح الحياة الذى أعطى الورقة لكى يراى ويُجنى كل منا ما كسبته يداه.

الدكتور عمرو عيسى يعلم القس الروسي اللغة العامية المصرية

الدكتور عمرو عيسى يعلم القس الروسي اللغة العامية المصرية

وبدأت رحلة القس جريجوري في إجادة العربية لمساعدته فى أبحاثه المتعلقة بعلوم القرآن الكريم والسنة المشرفة، ووقع الإختيار على الدكتور عمرو عيسى إبراهيم ابن كلية الألسن من وسط نخبة من كبار أساتذة اللغة العربية فى مصر لتعليمه وتلقينه علوم اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية المصرية.

ومن جانبه رحب الدكتور عمرو عيسى مباشرة بالفكرة وبالفعل بدأت دروس العلم بين الشابين المسلم والمسيحى اللذان ما إن إلتقيا إلا وقد توافقا فى الفكر والرأى وأعرب الإثنين على أنه بالفعل لابد من التعاون لإعادة فتح الحوار الإسلامى المسيحى فى ثوبه الجديد وتتطوير وتجديد الخطاب الدينى بين الجانبين بما يتناسب مع عصرنا الحالى، ومحاولة الوقوف على نقاط التلاقى والتوافق لبناء عالم جديد خالى من التطرف والعنف.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*