صاروخ ترايدنت البريطاني

سكوت لا يتحدث أحد… بريطانيا تخفي فشلها في إطلاق صاروخ نووي

 

كتبت زينب محمد علي

تعانى لندن من فضيحة إثر نشر خبر فى صحيفة صنداى تايمز كشف تستر الحكومة البريطانية على فشل اختبار صاروخ ترايدنت الثانى، قبل أسابيع فقط من تصويت برلمانى مصيرى على مستقبل نظام الأسلحة.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن صاروخ ترايدنت الغير مسلح، ذو القدرة النووية “اختبربفشل ذريع” بعد تجربة الإطلاق من غواصة بريطانية أمام سواحل ولاية فلوريدا، وبدلا من التوجه عبر المحيط الأطلسي كما هو مخطط له، انحرف السلاح وتوجه بشكل خطير نحو أراضي الولايات المتحدة قبل أن يسقط في الماء.

وقال مصدر كبير فى البحرية البريطانية مجهول للصحيفة أن هناك حالة من الذعر الشديد لأن تجربة الإطلاق تلك لم تكن ناجحة، مضيفا أن كبار الشخصيات في الجيش والحكومة كانت حريصة ألا تُنشر المعلومات على الملأ.

وأثارت الحقائق أسئلة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي حول سبب عدم إخبار مجلس العموم البريطاني عن التجربة الفاشلة قبل التصويت المقرر لتحديد ما إذا كان يجب أو لا يجب إنفاق 40 مليار جنيه استرلينى (49.5 مليار دولار) لتجديد نظام الأسلحة النووية الاستراتيجي القائم على الغواصات.

وكانت تلك تجربة الإطلاق الأولى لصاروخ ترايدنت منذ أربع سنوات، وحدثت قبل فترة وجيزة من استلام ماى لرئاسة الوزراء فى يونيو بعد النجاح المفاجئ لاستفتاء المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبى الأمر الذى تسبب فى استقالة ديفيد كاميرون.

وأوضحت الصحيفة أن صواريخ ترايدنت تم إطلاقها 5 مرات فقط وذلك لأنها تكلف 17 مليون جنيه استرلينى (21 مليون دولار) لتجربة إطلاق كل منها، ويتم إنتاج الصواريخ من قبل شركة الدفاع الأمريكية لوكهيد مارتن.

ورفضت ماى الرد على أسئلة الـ”بى بى سى” المباشرة المتكررة حول ما إذا كانت على علم بالواقعة قبل أن تلقى خطاب لإقناع البرلمان بشراء 4 غواصات جديدة لبرنامج ترايدنت.

وصرح النائب العمالي كيفان جونز للصحيفة أن رادع نووي مستقل في المملكة المتحدة هو حجر زاوية حيوي للدفاع عن الوطن، وإذا كانت هناك مشاكل، ينبغي ألا يتم التستر عليها بهذة الطريقة الخرقاء.

و قال المحلل السياسى الروسى إيجور كروتشينكو محدثًا “زفيزدا” و هى شبكة إعلام روسية تديرها وزارة الدفاع أن التجربة الفاشلة كانت حادثًا خطيرًا ويطرح تساؤلات حول ما إذا كان مجرد مسألة تقنية، أو أن خطأ المُستخدم كان عاملًا أيضًا.

فى جميع الأحوال اقترح كروتشينكو أنه كان واضحًا لمَ أخفقت وزارة الدفاع البريطانية فى نشر أى تفاصيل عن الحادث وقت حدوثه، وذلك حفظًا لماء وجه المملكة المتحدة وهى عضو فى النادى النووى لذا فإن نشر تلك المعلومات لايعد ضروريًا، مشيرا إلى أنه لولا علم الصحيفة لكان ظل الأمر سرًا إلى الآن.

من جانبه صرح إيفان كونوفالوف، الخبير العسكري ومدير مركز دراسة الاتجاهات الاستراتيجية لإذاعة موسكو أن البنتاجون ووزارة الدفاع الروسية قد عرفوا بكل تاكيد عن الإطلاق الفاشل.

وأضاف أن هذه الإطلاقات يتم رصدها حول العالم ولا تحدث فى أغلب الأحيان لأن بلدان قليلة فقط من تملك أساطيل غواصات حاملة للصواريخ، ويعتقد أن وزارة الدفاع الروسية حصلت على معلومات عن الإطلاق و ليس هم فقط، فالأمريكين أيضًا يراقبون حلفائهم.

وقال المحلل أن وزارة دفاع المملكة المتحدة ستضطرلإصدار بيان بشان نسختها الخاصة من الحادث، مشيرا إلى أن ترايدنت هو صاروخ مجرب ومختبر، وانحرافه عن مساره أو فشل الاختبار ينعكس سلبًا على الشركة المُصنعة؛ لأنه عندما يتصرف نظام قتال تم اختباره عدة مرات على هذا النحو فتلك إشارة على أن هناك حاجة لإجراء تحقيق فيما حدث فعلًا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*