عصام الحضري

“عصام الحضري”… أسطورة لن ينساها التاريخ

كتبت نيڤين ممدوح

أصبح الحارس المصري المخضرم عصام الحضري والبالغ من العمر 44 عاما أكبر لاعب يشارك في نهائي كأس الأمم الأفريقية، حيث أصبح هذا رقما قياسيا سيسجله التاريخ.

التحق عصام الحضري عام 1996، بالنادي الأهلي، وبدأ في حصد الألقاب، ولم يختفِ الحضري بعيداً عن المنتخب المصري. إلا أن الأندية التي لعب فيها تغيرت في الفترة الأخيرة، واليوم يلعب في فريق “وادي دجلة”، والذي يأتي في المرتبة العاشرة في البطولة الحالية من الدوري المصري.

بالنسبة للحضري لم يكن لديه أسراراً بخصوص كرة القدم لفترة طويلة. حيث فاز ثلاث مرات في دوري أبطال أفريقيا، وفي كأس الأمم الأفريقية أربع مرات. وزد على ذلك أنه قد تغلب هناك على نجوم عالميين. وفي المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية نهاية عام 2006 عاقب الحضري ديدييه دروجبا (الأصغر سناً بـ5 سنوات) من منتخب كوت ديفوار، وفي المباراة النهائية عام 2008 لم يترك صامويل إيتو (الأصغر سناً بـ8 سنوات) وفريقه الكاميرون، وفي نهائي 2010 هزم أسامواه جيان (الأصغر سناً بـ12 عاماً) وسائر غانا. في كل هذه الأحداث الثلاثة، بالمناسبة، لقب الحضري بأفضل حارس مرمى في البطولة.

ولكن في مرحلة ما، على ما يبدو، ترك الحضري منتخب مصر لفترة ففي بداية عام 2013 كان قد تخطى سن الأربعين، وأصبح المدربون “الفراعنة” يثقون في الشباب الأصغر كحراس للمرمى. وبعد ثلاث سنوات فحسب ظهر عدة مرات في ذلك الوقت في التدريبات، وقد شارك المنتخب في البطولات الرسمية بدونه. ولكن ماذا جعل هيكتور كوبر يعيد اللاعب القديم، القادر على الإجابة هو المدرب نفسه فحسب.

ليست هناك أية أسباب خارجية تم استعراضها لذلك: تصدر فريق مصر بثقة تصفيات كأس العالم، ومما لا شك فيه في يونيو 2016 في المباراة الدورية للتأهل القاري في تنزانيا قد عاد الحضري إلى منتخب مصر، وفاز المنتخب المصري وأعاد إلى منتخبه الرقم الأول وشارة الكابتن. ولا سيما أنه قد فاز معه المصريون في الخريف باثنين من أهم مباريات تصفيات كأس العالم 2018 في الكونغو وغانا.

ومع انطلاق المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الأفريقية الحالية ضد مالي، حرس مرمى مصر حارس مرمى آخر هو أحمد الشناوي البالغ من العمر 25 عاماً. ولكن في منتصف الشوط الأول، أصبح واضحاً أنه لا يستطيع مواصلة اللعب. كان لدى كوبر على مقاعد البدلاء اثنان من حراس المرمى هما شريف إكرامى البالغ من العمر 33 عاماً من نادي “الأهلي”، والزعيم دون منازع في الدوري المصري البالغ من العمر 44 عاماً الحضري من نادي “وادي دجلة”، فاختار المدرب الحضري.

في تلك المباراة، وفي المباريات الثلاثة التالية لم يغب الحضري حتى مرة واحدة. وفي الدور النصف النهائي قد ضربه منتخب بوركينا فاسو. لكنه أعاد المباراة في ركلات الترجيح على مسافة 11 متراً. أصبح الخصم هو الزعيم بعد الضربة الأولى، وعندما شعر الشاب البوركيني أنه على وشك أن يربح، صد الحضري اثنتين من ضرباتهم هما الرابعة والخامسة. بدءاً من الزميل البالغ من العمر 20 عاماً كوفي كواكو الذي قام بصد الركلة الأولى في البداية، وقرر تحويلها إلى هدف مسجل، ثم النجم الصغير برتراند تراوري البالغ من العمر 21 عاماً، وهكذا أصبحت مصر في الدور النهائي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*