جمعية “بناة السد العالي”تتقديم بالشكر والتقدير إلي “المصرية الروسية”

قامت جمعية “بناة السد العالي” والمهندس “صبري العشماوي” رئيس مجلس إدارة الجمعية بتقديم الشكر والتقدير إلي “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم” وذكرت في بيان لها بأن أعضاء مجلس أداره جمعية “بناة السد العال” يتقدمون بخالص الشكر والتقدير للجهود التي تم القيام بها في نشر وترجمة كتاب “السد العالي الهرم العظيم للقرن العشرين” الذي قام بتأليفه المهندس “جيورجي سوخاريف” والذي عمل في بناء السد العالي لمدة خمس سنوات نائباً لكبير الخبراء السوفييت ويعتبر الكتاب توثيقاً هاماً لفترة بناء السد العالي وأضافه كبيره الي وثائق السد العالي للتاريخ وخدمه الباحثين وإذ نشكر لسيادتكم تعاونكم الدائم مع الجمعية ونكرر شكرنا وتقديرنا لشخصكم الكريم ونتقدم لكم بدوام التوفيق والسداد وتفضلوا سيادتكم بقبول فائق الاحترام.

camscanner-%d9%a1%d9%a0-%d9%a2%d9%a8-%d9%a2%d9%a0%d9%a2%d9%a0-%d9%a1%d9%a1-%d9%a2%d9%a3-%d9%a3%d9%a0_1

أشار عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الفخري لـ «المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم» في مقدمة الكتاب، إلي أن مصر هبة النيل كما قال «هيرودوت» وبدون النيل لأصبحت مصر صحراء، ولهذا فإن التحكُّم فى شريان الحياة فى مصر كان حلم يراود المصريون منذ قديم الزمان حتى توصل العلم إلى أن بناء سدٍ فى جنوب مصر هو الأمل فى تحقيق هذا الحلم، ولكن الاحتلال البريطاني ووجود أسرة غريبة حاكمة وحكومات موالية للمحتل لا هم لها إلا مصلحتهم الخاصة، حالت دون ذلك رغم الثورات والانتفاضات المُتلاحقة للشعب المصري العظيم الرافض للاحتلال وأعوانه من الخونة، حتى قامت طلائع الجيش الوطني المصري بثورة 23 يوليو 1952 بقيادة «جمال عبدالناصر»، وأعلنت مبادئها من قضاء على الاستعمار وأعوانه وإقامة عدالة إجتماعية ورفعت شعار إرفع رأسك يا أخى لقد ولى عهد الاستعباد، وبعد 48 يوماً من نجاح الثورة أعلنت قانون الإصلاح الزراعى وأعلنت حداً أقصى للملكية ووزعت باقى الأرض على الفلاحين الذين تملكّوا الأرض التى يزرعونها لأول مرة فى التاريخ، وبدأت حكومة الثورة تُفكر فى كيفية زيادة مساحة الأرض الزراعية وزيادة إنتاجيتها، وإقامة صناعة وطنية تفى باحتياجات المواطن المصري، بالإضافة إلى استيعاب الثروة البشرية المصرية، فكان الحل هو السد العالى الذى سيُنظم تدفُّق النهر بتخزين المياة خلفة فى أكبر بحيرة صناعية عرفها الإنسان، فتكون بنكاً للمياة يحمى مصر من سنوات الجفاف، ويكون حائط سدٍ يحمى مصر فى سنوات الفيضان الجارف الذى يُدمر ويُغرق الكثير من الأراضى والقُرى، بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية النظيفة التى تكفى لإقامة المصانع التى نحلم بها، لتكون مصر بلداً صناعياً من الطراز الأول.

وفي مقدمة كتاب السد العالي الهرم العظيم للقرن العشرين ذكر المهندس صبري العشماوي رئيس مجلس أداره جمعية السد العالي، أن «معركة السد» كانت في الوقت عينه، معركةً شديدة الوطأة ضد النفس، وفى صراع مع الوعي المصري لاستعادة الثقة بالذات، وبالقدرة على النجاح في بناء هذا العمل الكبير، ولتخطي عقدة التخلّف الموروثة من عصور التَحَلُّل والاستعمار المُمتدة على مدار عهود طويلة، ولامتلاك القدرة على التجاوز. فالإنسان المصري الذي ظَلَّ، لقرونٍ عديدة، مُهَمَّشاً ومُستَعمراً ومخذولاً، كان بحاجةٍ لعبور الموروثات السلبية في ثقافته، فخاضَ معركةً بطوليةً عظيمةً، في مواجهة الأغلال الفكرية القديمة، ولاسترجاع وعيه الذاتي المغمور بالتراب والركام، الذى يُشير إلى انتمائه لحضارةٍ بنّاءةٍ كُبرى، شهدت البشرية قاطبةً لها بالسمو والرفعة، والريادة والقيادة، وللتأكيد على أن ما آلت إليه أوضاعه من تَخَلُّفٍ وتراجع، ليس بسبب نقصٍ في مكوناته، أو ضعفٍ في أهليته، أو خللٍ في جيناته، وإنما يعود هذا الوضع لظروفٍ تاريخية، خارجةٍ عن إرادته، وتراكماتٍ موضوعية لا ذنبَ له فيها، سبّبتها قرون من الاحتلالات والهيمنات الغربية والشرقية، أخَّرت تقدمه، وأعاقت نهضته، وحالت بينه وبين ما يصبو إليه من آمال.

وأضاف العشماوي، بأنه لم يكن السد العالي مجرد مانع لغلواء مياه النهر وفيضاناتها، أو مُنَظِّم لتدفقها وحركتها، أو مُنتج للكهرباء والطاقة ومُخرجاتها، أو باعث للروح في مئات الآلاف من أفدنة الصحراء الميِّتة القاحلة، التي باتت منتجةً للخضرة والغذاء؛ لم يكن السد كل هذا وحسب، وإنما كان أيضاً، وبالأساس، ملحمةً كبيرةَ لاستعادة دفق الحرية إلى شرايين البلاد، ومشروعاً جبّاراً لترسيخ أُسس لبناء الوطني المستقل، وتتويجاً لجهود وعرق ودماء مئات الآلاف من المصريين، الذين دفعوا، دون تردُّد، ثمن حرية وطنهم، واسترجاع إرادتهم، على مر القرون والعقود، ولبناء مجتمع جديد، يُلبِّى تطلعات الملايين الغفيرة من المصريين، الطامحين إلى التقدّم، وإلى العدل والحرية.

وأوضح العشماوي، وكما كان السد العالي، بالأمس يجمع بين الشعبين الصديقين، ويربطهما برباط من الثقة والألفة، وينقل خبرة بناء السدود العملاقة من العالم والمهندس والخبير والفني السوفيتي، لرفاقهم المصريين، فإن السد العالي الجديد: المفاعل النووي الذى تبنيه روسيا لمصر، في موقع «الضبعة»، سيُساهم، فضلاً عن تعظيمه لطاقة الكهرباء المصرية، في تكوين جيل جديد من الخبراء المصريين الواعدين، في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، الذين يربطون النظرية بالتطبيق، والوعي بالعمل، والجهد الفكري بالتطبيق على أرض الواقع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*