كتب – خالد بيومي :
مؤخراً ظهرت دراسة حديثة تكشف عن ظاهرة النوستالجيا إلى الاشتراكية / الشيوعية ـ تؤكد الاهتمام حول التصالح مع الماضي الشيوعي . الدراسة صدرت ضمن كتاب ” علم النفس السياسي .. رؤى نقدية “ للدكتور كريستيان تيليغا أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة ” لوفبرة “ البريطانية .وتبرز الاهتمام حول التصالح مع الماضي الشيوعي ( وموروثه ) في أوروبا الشرقية وتعكس هذه النوستالوجيا للماضي الشيوعي طوباوية ارتدادية ، وتشوفاً وتطلعاً إلى العالم الآمن ، والمجتمع العادل ، والصداقات الحقيقية ، والتضامن المتبادل / والرفاه بشكل عام .
ففي العام 1999 اعتبر 50% من السلوفاك أن النظام الاشتراكي السالف أفضل من الديموقراطية الراهنة ، وفي العام ذاته في روسيا ، تبين أن 85% من الروس آسفون على سقوط الشيوعية والاتحاد السوفيتي ،وفي عام 2004 تراجع المعدل إلى 74% ، وفي العام 2002 ، قال 56 % من البولنديين في استطلاعات للرأي إن الحياة في الماضي كانت أفضل .وفي عام 1995 ، و2003 اعتبر 88% ثم 86% من السلوفانيين ، على التوالي ، أن الحياة في يوغوسلافيا السابقة كانت ” طيبة “ ، و” طيبة جداً “ .
وفي تاريخ أقرب ( 2009) أعلن 72% من الهنغاريين ، و62% من البلغار والأوكرانيين ، و60 % من الرومانيين ، 45% من الروس ، و42 % من اللتوانيين والسلوفاك ، و39% من التشيك ، و35% من البولنديين أنهم يعيشون في حال أسوأ مما كانوا عليه أيام الشيوعية .
وتظهر استطلاعات للرأي في رومانيا ، قريبة العهد ، أجريت بتكليف معهد التحقيق في الجرائم الشيوعية وذاكرة المنفى الروماني والمعهد الروماني للتقويم والاستراتيجية تناقضات صارخة في الرأي . فعلى الرغم أن 50% يعتقدون أن الأمور كانت ” أفضل في الماضي “ قبل ديسمبر 1989 ، فإن 41% يعتقدون بالفعل أن النظام الشيوعي كان ” إجرامياً “ .
وعلى الرغم من أن أكثر من نصف الرومانيين يعتقدون أن الشيوعية كانت نظاماً قمعياً ، فإن 13% منهم فقط هم الذين يعتبرون أنهم ” عانوا “ في ظل الشيوعية . وعلى الرغم من أن أكثرمن نصف الرومانيين يعتبرون الاطلاع على ملفات الشرطة السرية الشيوعية أمراً غير ذي بال ، فإن أغلبية كبيرة تعتقد أن من تعاونوا مع الشرطة السرية يتعين ألا يشغلوا مناصب عامة .