نموذج نشأة الحياه الكونية

كتب: تامر المنشاوي

بناء على المشاهدات الفلكية وما يقوم به من فيزيائيون وكيميائيون من أبحاث فقد وضع العلماء نموذجاً لنشأة الكون ونشأة الحياة فيه، وهذا النموذج قد يكون صحيحاً أو خاطئاً، ولكن البحث لا يزال جاريا لمعرفة “الحقيقة”على أية حال يقول النموذج بأن الكون قد بدأ بالانفجار العظيم وبعدها تكونت الجسيمات الأولية من بروتونات ونيوترونات ثم بعدها الإلكترونات ثم التحمت بعض البروتونات مع النيوترونات وكونت أنوية ذرات الهيدروجين والهيليوم، تلك هي اللبنات الأولية لبناء الكون بالإضافة إلى الإلكترونات، وتكون غازي الهيدروجين بنسبة نحو 75% والهيليوم بنسبة نحو 23 % وقليل جداً جداً من العناصر الأثقل الخفيفة (مثل الليثيوم). تلك هي البداية، ومع الانفجار العظيم يبدأ الزمن أي الزمن قبل الانفجار العظيم في علم الغيب من العجيب أن تتساوى كتلة البروتون والنيوترون (بينهما فرق صغير)! ولماذا الإلكترون أخف 1840 مرة من البروتون؟ والجاذبية بين تلك الجسيمات التي تعتمد على الكتلة، تلك القوة، لماذا هي بهذا القدر بالذات؟ والتحام البروتونات المتماثلة الشحنة في وجود نيوترونات، لماذا تتحد (لتكوين عناصر) ولا تتنافر، أنها القوة الشديدة هي التي تجمع بينهم لتكوين أنوية الذرات، ولماذا القوة الشديدة تعمل بهذه القوة بذاتها، وفي حدود ضيقة جداً على مستوى الجسيمات الأولية، ولا تمتد إلى البعيد مثلما تفعل قوة الجاذبية؟

وطبقاً لنموذج الانفجار العظيم بدأ الكون بغمامة شديدة الحرارة مكونة من جسيمات أولية بروتونات ونيوترونات متساوية الكتلة تقريباً، وإلكترونات أخف منها 1840 مرة. لهذا تدور الإلكترونات (الخفيفة) حول أنوية الذرات في البدء تكون غازي الهيدروجين والهيليوم مع اتساع الكون وانخفاض درجة حرارته. التحم بروتونين ونيوترون مع بعضهم وكونوا نواة ذرة الهيليوم-3 . كما اندمج بروتونان مع نيترونان وكونوا نواة الهيليوم-4. تلك هي اللبنات الأولى في الغمامة الأولية، وتحت فعل الجاذبية إلى تمتد إلى البعيد تجمعت أجزاء من تلك الغمامة مكونة نجوما و مجرات. وبتزايد كميات الهيدروجين والهيليوم في نجم اشتعلت تفاعلات الاندماج النووي فيه، و”طبخت ” في قلب النجوم عناصر أثقل من الهيليوم، مثل الليثيوم والكربون والنتروجين والأكسجين وغيرها حتى عنصر الحديد. وتعتمد الخواص الفيزيائية والكيميائية على خواص اللبنات الأساسية وهي البروتون والنيوترون والإلكترون، أصل الخلق. ومع ذلك تختلف خواص العناصر اختلافا كبيرا، ومنها على الأخص الكربون والنيتروجين والهيدروجين التي يمكنها تشكيل جزيئات مسلسلة طويلة منها مادة عضوية ومنها ما يسمى مادة حيوية يتكون الجزيء منها من آلاف الذرات وذلك عندما توجد لها ظروف مناسبة من الضغط ودرجة الحرارة مثل ظروف الأرض.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*