وفقًا لأسس علمية.. مستشار وكالة الفضاء الروسية يكشف لـ «بوابة الأهرام» مصير الصاروخ الصيني

المصدر: بوابة الأهرام
قال الدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية بالشرق الأوسط ورئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، إن حالة القلق والفزع “المصطنعة” حيال الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5 بي” ليس لها أساس علمي، لكنها حملة ممنهجة لمواجهة الصعود الصيني والروسي خصوصًا في مجال الفضاء.
وأكد الشافعي في تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام”، أن واقعة فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني بعد قيامه بمهامه ليست الأولى في تاريخ الإنسانية، وأن هناك صواريخ أمريكية وسوفيتية أخرى سقطت على الأرض وفي أماكن مأهولة ولم تحدث حيالها هذه الضجة، لدرجة أنه في إحدى المرات سقطت بعض أجزاء صواريخ سوفيتية في غرب كندا.

وأشار مستشار وكالة الفضاء الروسية، إلى أنه وكما هو متعارف تحترق معظم أجزاء الصاروخ بعد دخوله مجال الغلاف الجوي، وتبقى فقط بعض الأجزاء الصلبة المصنعة من المواد المختلطة التي تستطيع تحمل درجات حرارة عالية جدًا وتقاوم عملية الاحتراق وتنفذ إلى الأرض، وغالبًا ما ما تكون هذه المواد لا تمثل أي خطورة على الإطلاق، موضحًا أن الصاروخ ليس حاملًا لرؤوس نووية، وأنه إذا كان طوله 30 مترا أو أقل بقليل، لكن هذا الطول أيضًا أقل من المتعارف عليه، مضيفًا أن كوكب الأرض تغطيه مساحات من المياه بنسبة 71% تقريبًا تمثل المحيطات والبحار وطبقًا للتقديرات العلمية فإن سقوط هذه الأجزاء التي لم تحترق لا تمثل خطورة على كوكب الأرض أو سكانه.

وأكد الدكتور حسين الشافعي، أن هناك صراعا ضخما على الفضاء، وواضح أنه هناك سياسات غربية وأمريكية لمواجهة التقدم والتطور الصيني في مجال السياسة والاقتصاد والفضاء، وأن ما يحدث هو حملة لمواجهة هذا الصعود الصيني، خصوصًا أن بكين أنشأت محطة فضائية خاصة بها أولًا، ثم وقعت اتفاقيات تعاون مع روسيا لإنشاء محطة مشتركة أكبر حجمًا تكون بديلة للمحطة الفضائية الدولية التي تخرج من الخدمة قريبًا ويمتلك فيها الأمريكان والمجتمع الأوروبي نسبة غالبة.

وأعاد كلماته قائلًا: “لا يوجد أسس علمية للقلق عما قد ينجم من دخول هذا الصاروخ الصيني للغلاف الجوي”، متابعًا: “هكذا العلم والتكنولوجيا تقبل التجربة والخطأ لكن ذلك يؤدي لحركة تطور العلوم ووصولها للحدود القصوى لكي تكون قادرة على صناعة وصياغة مستقبل ضخم للبشرية”.

جدير بالذكر أنه في العام الماضي، مرت واحدة من أكبر قطع الحطام الفضائي غير المتحكم فيها مباشرة فوق لوس أنجلوس وسنترال بارك في مدينة نيويورك الأمريكية قبل أن تهبط في المحيط الأطلسي. وكذلك كانت واحدة من أكبر القطع المحترقة من محطة “سكاي لاب” الفضائية التابعة لناسا في عام 1979، ومرحلة صاروخ “سكاي لاب” في عام 1975 ومحطة “ساليوت 7” الفضائية التابعة للاتحاد السوفيتي في عام 1991. ويمكن إضافة مكوك الفضاء كولومبيا من عام 2003 إلى تلك القائمة منذ أن فقدت ناسا السيطرة عليه عند هبوطه.

وعادة لا يسقط الحطام المحترق على الأرض، لأن وكالات الفضاء في جميع أنحاء العالم حاولت بشكل عام تجنب ترك الأجسام الكبيرة في المدارات خاصة الصواريخ أو المركبات الفضائية التي لديها القدرة على إعادة دخول الغلاف الجوي للأرض بدون السيطرة عليها. ولا يوجد قانون دولي أو قاعدة لمنع الصواريخ الفضائية من السقوط على الأرض، ولكن تحرص العديد من البلاد على إطلاق الصواريخ خاصة الضخمة بعد دراسة دقيقة، وهذا ما لم يحدث مع الصاروخ الصيني الذي من المقرر أن يدخل الغلاف الجوي للأرض في نهاية هذا الأسبوع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*