أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري

روسيا – مصر.. ذوبان الثلوج

كتب : أحمد بهاء الدين شعبان

على الرغم من برد روسيا القارس الذى ينخر العظام، وجليدها الذى يغطى كل شىء فيها بغلالة بيضاء، البيوت، والمركبات، والطرقات، والسهوب، بل البحيرات التى جمد ماؤها حتى يمكن السير عليه بالأقدام، على الرغم من ذلك كله، يلمس المرء دفئًا فى المشاعر، وتدفقًا فى العواطف، تجاه مصر وشعبها، خاصة تجاه عصر العلاقات الحميمة بين الشعبين والدولتين، خلال عهد الرئيس جمال عبدالناصر، الذى يُكن له الروس احترامًا بالغًا، ويقيّمون تجربته تقييمًا إيجابيًا ملحوظًا، باعتباره قائدًا لحركة تحرر واسعة النطاق، امتدت آثارها من القاهرة إلى المحيطين العربى والإقليمى، وتجاوزت هذه الحدود إلى المحيط العالمى، من خلال حركة عدم الانحياز والحياد الإيجابى.

المناسبة: الاحتفال الذى شهدته «المكتبة الوطنية» بمدينة «سان بطرسبورج»، عاصمة القياصرة، المتألقة كلؤلؤة تشع بالجمال والأصالة، بمئوية ميلاد «عبدالناصر»، حيث اجتمع بدعوة من «المؤسسة المصرية – الروسية للثقافة والعلوم»، ومؤسسها د. حسين الشافعى، السيد عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الزعيم، والسيدة حرمه، والسيد السفير المصرى بروسيا، إيهاب نصر، وممثلون لجمعية بناة السد العالى المصرية، ورئيس الحزب الاشتراكى المصرى، كاتب هذه السطور، وخبير الطاقة النووية د. منير مجاهد، وعشرات من الأكاديميين الروس والعرب والمصريين، ومعهم عسكريون (سوفييت) من الذين قاتلوا فى صفوف الجيش المصرى، بعد حرب ٥ يونيو ١٩٦٧، وشاركوا فى إعادة بناء قواتنا المسلحة، وإعدادها لمعركة التحرير، بل شارك بعضهم مشاركة فعلية فى الدفاع عن سماء مصر، وهو مصدر فخرهم واعتزازهم، حتى بعد مرور أكثر من خمسين عامًا على الحرب وذكرياتها!.

وقد أعقب الكلمات العميقة والمؤثرة، التى تبادلها الطرفان، بهذه المناسبة الرفيعة إسدال الستار عن تمثال نصفى من البرونز، للرئيس عبدالناصر، صنعته أنامل الفنان المبدع، د. أسامة السروى، النحات المتميز، والمستشار الثقافى فى روسيا.

وتكررت مظاهرة الحب لمصر وشعبها، ولنضالهما، ولـ«جمال عبدالناصر» الذى رغم رحيله، عام ١٩٧٠، فما زالت ذكراه حية فى مشاعر كل المتحدثين، من الروس والمصريين، التى عبروا عنها بكلمات متدفقة، مشحونة بالمشاعر الفياضة، وبروح الود والصداقة، والتعاطف، بل الحماس الذى يلمسه كل من استمع لكلمات المتحدثين.

وثانيًا يتم إسدال الستار عن تمثال نصفى جديد للرئيس عبدالناصر، من تنفيذ نفس الفنان، الذى سبق ونفذ تمثالًا لعميد الأدب العربى «د. طه حسين»، وحظيا بإعجاب المشاهدين، للمجهود العظيم فى إعدادهما وتنفيذهما.

لقد عكست كلمات المشاركين فى اللقاءين المهمين، الإحساس بالأمل فى مسار العلاقات المصرية – الروسية الراهن، والمستقبلى، وأعربت عن التفاؤل بأن نتيجة حرص الجانبين على المكاسب المشتركة ستكون فى مصلحة الطرفين، ودافعة لبناء علاقة متوازنة وذات نفع متبادل، بعيدًا عن شروط التبعية والاستغلال، التى تفرضها الدول الاستعمارية، لأنها لا ترى فى مصر، ودول الوطن العربى، إلا سوقًا لبضائعها، ومنفذًا لأوامرها، ومرتعًا لقواتها، وفريسة لأنيابها الوحشية الضارية!.

 

المصدر : جريدة الدستور المصرية  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*