الإرهاب الأسود … والدولة العريقة

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

تصاعدت وتيرة الأعمال الإرهابية القذرة التي يقوم بها مختلو الجماعات الإسلامية الإرهابية من أذناب الإخوان الإرهابيون . فمن تفجيراتٍ قرب محطات مترو ، إلى تفجيرات وسط الحشود في مولد السيد البدوي ، إلى تفجيرات العريش التي أدمت الشعب وغيرها من عشرات العمليات الإرهابية التي تستهدف حماة الوطن وبسطاؤه على السواء .

ورداً على إغتيالات وقتل وسفك دماء المئات من مواطنينا ، ومن بينهم جنود نذروا أنفسهم لحماية تراب هذا الوطن والزود عنه ، يأتي رد الدولة بأقصى قدر من الهدوء الذي يصل في تقديرنا إلى التهاون في القصاص من المجرمين عما ارتكبوا من جرائم .

محاكمات عقيمة بين ردهات المحاكم لم تقتص – حتى الآن – لدمٍ واحدٍ من شهداء الوطن ، ولم ترد للشعب الصامد حقه في قصاصٍ عادل منهم .

وجاء التحرك الأخير من الحكومة بإحالة هذه الجرائم إلى المحاكم العسكرية ليضع الأمور في نصابها ، بعد أن بدت الدولة غير قادرة ، أو غير مستعدة لهذه المواجهة .

في الحرب على جماعات الإرهاب السياسي صنيعة الغرب وأمريكا ، فإن الشعب المصري العريق في حربه ضد الإرهاب لا يجب أن يعوّل إلا على نفسه .

إنها ضريبة يدفعها الشعب الأبيّ ، ومؤسساته العريقة من شرطة وجيش ، ثمناً لإعلاء إرادة شعبهم في رفض الحكم الديني والخيانة الوطنية والولاء للشيطان … وهي ساسيات الإخوان الإرهابية التي ثار عليها الشعب في الثلاثين من يونيو .

للمال العام حرمة … وللمتلكات العامة حرمة … وأي مساسٍ بهما هو مساس بالوطن ، وهدم لمؤسساته .

ومع مراجعات قانون التظاهر … وتكريس حق التظاهر السلمي بالإخطار ، وضرورة حماية الشرطة للمتظاهرين السلميين ، يجب أن تبقى يد الدولة العريقة وأجهزتها مرفوعة لكل من يمس مالاً … أو منشأة عامة – ناهيك عن أشراف الأمة من جنود ، تمسك بمن ينتهك هذه الحرمات لتقتص منه القصاص العادل والسريع ، وتضرب بيد من حديد على مكامن وتجمعات هذا الوباء السرطاني .

على المجتمع أن يُند إمكانياته ، فهو في حالة حرب مستمرة مع إرهاب إرتضى أن يُدنس تراب هذا الوطن بجرائمه التي تستهدف إسقاط دولة عمرها هو عمر البشرية …

قد تستمر المواجهة مع هؤلاء الإرهابيون وطيور الظلام لزمنٍ ، لكن مما لا شك فيه أن شعباً بهذه العراقة لن يستسلم لإرهاب … أو تخلفٍ مهما طال الأمد .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*