الحرب ضد الإرهاب … وحتمية سقوط الأقنعة

د.حسين الشافعى  رئيس مجلس الإدارة  ورئيس التحرير

د.حسين الشافعى
رئيس مجلس الإدارة
ورئيس التحرير

  لم تحمل الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر ولبنان وفرنسا ومالى وتونس رغم مأساويتها إلا تأكيداً بأن أذرع الإرهاب وعصاباته – المحتمية برداء دينٍ هو منها براء – أصبحت ممتدة ، بعد أن تقاعست دول عظمى عن دورها في محاربته ولم تقدم هذه الدول يد العون لدعم الدول التى تحاربه وفى مقدمة هذه الدول مصر ، والتى يقود شعبها حرباً ضروساً ضد منظماته وجماعاته.

  لكن الحدث الإرهابى الأكثر تأثيراً كان إعتداء سلاح الدفاع الجوى العثمانى على الطائرة المقاتلة الروسية سو – 24 بعد عودتها من مهامها في الحرب ضد عصابات النفط الداعشية – التركية وضربها لمصدر ثروات التنظيم الداعشى ، والدولة التركية ، في حدثٍ خارقٍ للأعراف الدولية عَرّفه الرئيس الروسى بأنه طعنة في الضهر من قبل أعوان للإرهابيين ، أضاف إليها الكيسى يوشكوف – رئيس لجنة الشئون الخارجية بالدوما أنها – الضربة – كانت مدروسة .. ومتعمدة . وكانت كلمات ميدفيديف – رئيس الوزراء – قاطعة في وصفه ما حدث بالجريمة التركية ، جاءت في إطار سعى أنقرة للدفاع عن تنظيم داعش الإرهابى ، مستطرداً أن مصالح مالية مباشرة لمسئولين أتراك ترتبط بتوريد مشتقات نفطية من داعش .

  أثبت هذا الحدث ما كانت تروج له وسائل إعلام دولية عن دور ضخم تلعبه تركيا في تسهيل مهام الداعشيين ، وشراء نفطهم البخس ، وتسليحهم وتسهيل تنقلاتهم بين الحدود ، كمستهدف إستراتيجى تركى لزرع قلاقل في العالم العربى الذى كانت سيدته – على حد زعمها – لوقت قريب ، لتستعيد أوهام خلافةٍ متخلفةٍ لفظتها الدول.

  الدور التركى – المشارك لدور أمريكا وحلفائها – في صناعة وتمويل وتسليح الجماعات المسلحة الإرهابية دور ضخم ، طالما نددت به القاهرة على مدى سنوات ولم يعر أحد هذه التنديدات أي إهتمام، وهو دور ستتكشف أبعاده بعد أن طالت يداه الدب الروسى الهادئ ، لتخرجه من سكونه ، وسكوته على حقائق صادمة تثبت تورطه ورعايته للإرهاب الدولى .

الحقائق على الأرض ، وصراع المصالح المتناقضة بين دولٍ ترعى الإرهاب .. ودولٍ تحاربه بما تملكه من أدوات سيسقط أقنعة زائفة كثيرة ، وسيستدعى – من الجميع – أن يعلن إنحيازه لمعسكرٍ واحدٍمنهما ..

فالحرب مستمرة ضد الإرهاب .. وحتماً ستسقط الأقنعة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*