لم تحمل الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر ولبنان وفرنسا ومالى وتونس رغم مأساويتها إلا تأكيداً بأن أذرع الإرهاب وعصاباته – المحتمية برداء دينٍ هو منها براء – أصبحت ممتدة ، بعد أن تقاعست دول عظمى عن دورها في محاربته ولم تقدم هذه الدول يد العون لدعم الدول التى تحاربه وفى مقدمة هذه الدول مصر ، والتى يقود شعبها حرباً ضروساً ضد منظماته وجماعاته.
لكن الحدث الإرهابى الأكثر تأثيراً كان إعتداء سلاح الدفاع الجوى العثمانى على الطائرة المقاتلة الروسية سو – 24 بعد عودتها من مهامها في الحرب ضد عصابات النفط الداعشية – التركية وضربها لمصدر ثروات التنظيم الداعشى ، والدولة التركية ، في حدثٍ خارقٍ للأعراف الدولية عَرّفه الرئيس الروسى بأنه طعنة في الضهر من قبل أعوان للإرهابيين ، أضاف إليها الكيسى يوشكوف – رئيس لجنة الشئون الخارجية بالدوما أنها – الضربة – كانت مدروسة .. ومتعمدة . وكانت كلمات ميدفيديف – رئيس الوزراء – قاطعة في وصفه ما حدث بالجريمة التركية ، جاءت في إطار سعى أنقرة للدفاع عن تنظيم داعش الإرهابى ، مستطرداً أن مصالح مالية مباشرة لمسئولين أتراك ترتبط بتوريد مشتقات نفطية من داعش .
أثبت هذا الحدث ما كانت تروج له وسائل إعلام دولية عن دور ضخم تلعبه تركيا في تسهيل مهام الداعشيين ، وشراء نفطهم البخس ، وتسليحهم وتسهيل تنقلاتهم بين الحدود ، كمستهدف إستراتيجى تركى لزرع قلاقل في العالم العربى الذى كانت سيدته – على حد زعمها – لوقت قريب ، لتستعيد أوهام خلافةٍ متخلفةٍ لفظتها الدول.
الدور التركى – المشارك لدور أمريكا وحلفائها – في صناعة وتمويل وتسليح الجماعات المسلحة الإرهابية دور ضخم ، طالما نددت به القاهرة على مدى سنوات ولم يعر أحد هذه التنديدات أي إهتمام، وهو دور ستتكشف أبعاده بعد أن طالت يداه الدب الروسى الهادئ ، لتخرجه من سكونه ، وسكوته على حقائق صادمة تثبت تورطه ورعايته للإرهاب الدولى .
الحقائق على الأرض ، وصراع المصالح المتناقضة بين دولٍ ترعى الإرهاب .. ودولٍ تحاربه بما تملكه من أدوات سيسقط أقنعة زائفة كثيرة ، وسيستدعى – من الجميع – أن يعلن إنحيازه لمعسكرٍ واحدٍمنهما ..
فالحرب مستمرة ضد الإرهاب .. وحتماً ستسقط الأقنعة .