منذ العدد الأول لمجلتنا – أنباء روسيا – فى يناير 2007 ( وكانت تصدر تحت اسم أنباء موسكو آنئذٍ ) ، ونحن نتبنى مسئولية لفت الإنتباه إلى تراث ضخم تركه لنا أحد أوائل وأهم العلامات الثقافية المؤثرة فى تاريخ العلاقات المصرية – الروسية ” وهو الشيخ محمد عيَّاد الطنطاوى “ الذى لم يلتفت أحد لأهميتهُ وقيمتهُ الثقافية والتاريخية على مدى ما يزيد عن المائة وخمسين عاماً منذ وفاته.
فالشيخ الطنطاوى .. كان أحد علماء الأزهر ، سافر إلى روسيا عام 1840 كأول مُعلم للغة العربية بالمدرسة الإمبراطورية بسانت بطرسبورج . وبمباركة من الوالى ”محمد على باشا “ شد شيخنا الرحال إلى مهجرة فقطع رحلتهُ من الإسكندرية تصحبهُ زوجتهُ ماراً بأسطنبول فأوديسا فى رحلة استغرقت ثلاثة أشهر ويزيد ، ورصدها فى كتاباته محللاً ومتأملاً للناس والأماكن راصداً مقارناتٍ طريفة ذكية عميقة.
عاش الشيخ الطنطاوى ما تبقى من حياته بسانت بطرسبورج ( 1840 – 1861 ) واهباً نفسه للعلم والتعليم ، ولم يكتف بدوره كمُعلم للغة العربية بل عكف على الكتابة والإبداع ، فأخرج عدداً من الكتب لا زال الإهتمام بها محدوداً رغم أهميتها وقيمتها .
على مدى سنوات ، ومجلتنا – أنباء روسيا – تعمل على جمع مخطوطاته ، وأرشفتها الإلكترونية لتكون تحت يد الباحثين والمهتمين والعامة .
أصدرت ”دار نشر أنباء روسيا “ أول كتاب مصرى عن الشيخ عيَّاد الطنطاوى ”من تراث الشيخ الطنطاوى “ تضمن النص الكامل لكتابه الشهير ” تحفة الأذكياء فى تاريخ روسيا “ وبعضاً من كتابه ”أحسن النخب فى معرفة لسان العرب “ ، كما حوى رصداً كاملاً لحياته وأعماله ، وتنوى الدار إصدار جزءٍ ثانٍ عن مخطوطات الشيخ يحوى – وللمرة الأولى – صوراً من بعض آثاره .
هذا العام ..
وفى إطار الإحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية – الروسية ، وبالتعاون مع العديد من الجهات المصرية تم رصد عدة أعمال فى سبيل إحياء تراث شيخنا الجليل :
دار الكتب والوثائق القومية – وهى المعنية الأولى بتراث الشيخ ، وبالتنسيق مع “د.أسامة السروى “ مستشارنا الثقافى بموسكو ستوفد باحثاً متخصصاً لدراسة الدكتوراه عن تراث الشيخ عيَّاد الطنطاوى بذات الجامعة التى عمل بها الشيخ فى حياته .
كلية الألسن – ذات التاريخ العريق والصلة المباشرة بتراث شيخنا – بصدد عقد ندوة كبرى إحتفاءً بذكراه .
أنباء روسيا .. ستقدم خلال الإحتفالية بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات نسخة كاملة من مخطوطات الشيخ عيَّاد الطنطاوى وتحوى أكثر من مائة وستة عشر مخطوطاً – هدية لكل المهتمين من وزارة الثقافة والأزهر الشريف ولمجمع البحوث الإسلامية ومجمع اللغة العربية ، وللجامعات والباحثين .