
د.حسين الشافعى
تشهد العلاقات الروسية العربية فى الأونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً ، ومن زيارة الرئيس ميدفيديف إلى العاصمة السورية دمشق فى بدايات الشهر الماضى إلى طرح مجموعة من دول الخليج لمشروعات تعاون مشتركة كبيرة مع روسيا فى مجال النفط والغاز ، وهو نفس الطرح الذى شهدته العلاقات الروسية – السعودية من محاور جديدة للتعاون .
روسيا دعت إسرائيل إلى الإنضمام لمعاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية ووضع المنشأت النووية الإسرائيلية تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، كما أعلنت روسيا إعترافها بحق إيران فى تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقاً لأحكام معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية ، وتصر روسيا على ضرورة التمسك بالتسوية السلمية الدبلوماسية للوضع الدولى المتعلق ببرنامج إيران النووى.
روسيا تضع من بين أولوياتها – وفى مكان الصدارة قضية حل الصراع العربى – الإسرائيلى يقوم على إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو 67 ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة . روسيا أيضاً تدين عمليات الإستيطان الإسرائيلية وهذه من ثوابت السياسة الخارجية الروسية.
وليس سراً أن زيارة ميدفيديف لتركيا – قادماً لها من دمشق – كانت لتأكيد دعم روسيا لإستئناف المفاوضات غير المباشرة بين روسيا وإسرائيل حيث دعت روسيا إلى ”تفعيل عملية التسوية فى الشرق الأوسط بإستخدام أساليب لم تُتَبَع سابقا“.
هذا التقارب السياسى – الإقتصادى أثار قلق دوائر أجنبية ”ليس فقط لما يمثله ذلك من سعى روسيا إلى تعزيز نفوذها فى الشرق الأوسط“ ، وإنما أيضاً لتجاوب دول عربية – ذات حساسية خاصة – لهذا التقارب – بل وسعيهم إليه بنفس القدر الروسى.
من جهة أخرى ..
أعلن سريجى لافروف وزير الخارجية الروسى عن مناشدته للولايات المتحدة وبالإمتناع عن أى إجراءات أحادية الجانب ضد إيران ، وهو ما فسرته نفس الدوائر الغربية بأنه كان بمثابة ”دفاع عن إيران يقيد أيادى أمريكا“.
لن يكون حقيقياً هنا أن نشير إلى أنه ليس هناك ما يدعو للتعجب . فالواقع يشهد بأن السياسة الخارجية الروسية عَدَت مستقلة التوجيهات ، وتتعامل مع القضايا فى المنطقة بقوة ، وحيادية . وعلى دول المنطقة ، وهى تبحث عن داعم لرؤيتها ومصالحها ، أن تبدى تجاوباً أكبر مع هذا الدور الروسى الفاعل.
فهل تأتى ”الأساليب التى لم تُتبع سابقاً“ بثمارها …