العلاقات العربية .. الروسية مهمة للاثنين ..

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

  لا يختلف إثنان على أن علاقات الدول بين بعضها البعض قد بات يحكمها مدى المصالح الإقتصادية و السياسية التى يمكن أن تعود عليهم – بالنفع .. أو بالضرر – من جراء تصعيدهم أو تهدئتهم وتيرة هذه العلاقات.

و حتى لاتغيب الصورة عن الواقع بعيداَ ، فلعله ليس من نافلة القول أن الإتحاد السوفيتى – ووريثته روسيا – كانا خير شاهدٍ على صحة هذه المقولة.

فمنذ أن حملت البواخر السوفيتية الرجال و العتاد إلى موانىء بورسعيد فى خمسينات القرن الماضى، لتضمد جراح النكسة و تمد العون للقوات المسلحة المصرية  – التى شاء قدرها أن تمر بأيامها (النكسة) الصعبة و حتى إستطاعت رد الكرامة … و مرورأَ بحروب الإستنزاف المجيدة، و الحديث لم ينقطع .. ولن عن تلك الأيادى البيضاء التى قدمها الإتحاد السوفيتى لبلادنا و لقاضاياه العادلة ، وقد حقق الإتحاد السوفيتى من جراء ذلك – آنذاك – مكاسب سياسية زادت من نفوذه فى المنطقة و حققت له أيضاَ نفعاَ إقتصادياَ.

روسيا تبحث لها الآن عن دور بالمنطقة ، يعزر من مكانتها و يحميها – و لو من بعيد  – بعد أن تخلى الجيران برغبةٍ أو كراهةٍ عن حلف حَمَى الحدود و أمَّن المكانة، و دعوتها (روسيا) لمؤتمر السلام بموسكو هو محاولة قوية منها للملمة أهداب المنطقة، و قد عاث فيها التفكك و أحْتُلت البلاد و ساد التوتر و الإقتتال – حتى ما بين الأشقاء – ..لكن.. وروسيا فى هذا الوضع لن تستطيع أن توُثر فى مسار الحل للصراع العربى الإسرائيلى ما لم يكن أهلنا العرب داعمين لذلك .. وراغبين.

يبدو أنه كما أن روسيا، و قد أعلنت مراراً دعوتها لهذا المؤتمر – تجد فى هذا المؤتمر فرصة للتأثير السياسى فى منطقة خطرة – عاث فيها العم و حلفائه خراباً – فعلى دولنا العربية أيضاً – إذا ما أدركت فى هذا المؤتمر مصالحها– أن تتبنى الدعوة إليه و تعلنه طريقاً للحل – بعد أن فقدت مبادرات العم جديتها و تحولت إلى وعود ضبابية.

علينا أن نتحرك لنثبت أنه إذا كانت لروسيا مصلحة مشروعة فى الدعوة لمؤتمر موسكو للسلام .. فإن الدول العربيثة أيضاً – و بنفس القدر على الأقل – مهتمة هى أيضاَ بحل قضاياها.    

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*