حتى يأتى التواصل بنتائجه

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

  استقبلت مصر فى النصف الثانى من شهر يونيو الماضى رئيس روسيا الاتحادية ديمترى ميدفيديف فى زيارة لمصر قصيرة لكنها هامة.

الزيارة الأولى للرئيس الروسى جاءت خلال فترة ولايته الأولى – بينما الرئيس السابق فلاديمير بوتين كان قد زارها خلال فترة الولاية الثانية – و قد يعكس هذا الأمر – على هامشيته – إهتماما روسياً متزايداً بمنطقتنا و قضاياها و تطوير العلاقات معها.

من هنا ..جاءت هذه الزيارة لتفتح صفحة جديدة فى العلاقات المصرية – الروسية،  و قد بدا التفاهم المشترك أحد أهم سماتها.

روسيا تبدو مُصرة على إزكاء التفاهم و التواصل مع عالمنا العربى – و مصر فى القلب منه – و كان إطلاقها لقناة فضائية باللغة العربية – روسيا اليوم – تعبيراً عن هذا الإصرار. حيث فتحت هذه القناة حواراً أكد على المفاهيم الأساسية للسياسة الخارجية الروسية و التى تتبنى حلاً عادلاً لقضية الشرق الأوسط ، و قد أعلنه بوضوح الرئيس الروسى ميدفيديف فى خطابه بجامعة الدول العربية مؤكدأ حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة و طالب – ميدفيديف – بوقف المستوطنات، و هى مطالبة تتفق مع القانون الدولى الذى يجزم تغيير المعالم الجغرافية للدول تحت الاحتلال.

الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف أشار خلال الزيارة إلى أن «التعاون الراهن الروسى – المصرى» يعد عاملاً هاماً فى السياسة العالمية، إنه قادر على تهيئة الظروف لحل كثير من المشاكل الدولية و الإقليمية، لاسيما و أن مواقفنا فى مجملها متقاربة خاصة فى المسائل الخطيرة جداً مثل الإرهاب و التطرف و التسوية السلمية للنزاعات و حظر نشر السلاح النووى.

على صعيد استمرار التفاهم و التواصل و التقارب مع عالمنا العربى و قضاياه، و كأحد نتائج زيارة الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف _ القصيرة والهامة _ لمصر، فإن الجهات المعنية بروسيا تدرس مشروعاً كبيراً لإصدار جريدة روسية باللغة العربية – للتوزيع بجميع الدول العربية – و سوف تصدر هذه الجريدة على مايبدو أسبوعيا وباسم أنباء موسكو لتدشين احتفالية المعرض الدولى للكتاب بالقاهرة بروسيا كضيف شرف للعام القادم 2010 بدءاً من العام القادم.

و حتى لايبدو هذا الإصرار على توثيق عرى التفاهم و التواصل و التقارب مع المجتمع العربى ، بأدوات و آليات مختلفة من جانبِ واحدِ، فإن المجتمع العربى مطالب أيضاً بأن يبحث عن أساليب للتواصل مع روسيا.

فالتواصل ..والتفاهم..والتقارب..ما لم يبتغيه الطرفان لن يأت بأية نتائج ، إذ سيكون فى اتجاه واحد .. و هو ما لا يحقق مصالحنا.

فهل نتواصل .. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*