استقبلت مصر فى النصف الثانى من شهر يونيو الماضى رئيس روسيا الاتحادية ديمترى ميدفيديف فى زيارة لمصر قصيرة لكنها هامة.
الزيارة الأولى للرئيس الروسى جاءت خلال فترة ولايته الأولى – بينما الرئيس السابق فلاديمير بوتين كان قد زارها خلال فترة الولاية الثانية – و قد يعكس هذا الأمر – على هامشيته – إهتماما روسياً متزايداً بمنطقتنا و قضاياها و تطوير العلاقات معها.
من هنا ..جاءت هذه الزيارة لتفتح صفحة جديدة فى العلاقات المصرية – الروسية، و قد بدا التفاهم المشترك أحد أهم سماتها.
روسيا تبدو مُصرة على إزكاء التفاهم و التواصل مع عالمنا العربى – و مصر فى القلب منه – و كان إطلاقها لقناة فضائية باللغة العربية – روسيا اليوم – تعبيراً عن هذا الإصرار. حيث فتحت هذه القناة حواراً أكد على المفاهيم الأساسية للسياسة الخارجية الروسية و التى تتبنى حلاً عادلاً لقضية الشرق الأوسط ، و قد أعلنه بوضوح الرئيس الروسى ميدفيديف فى خطابه بجامعة الدول العربية مؤكدأ حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة و طالب – ميدفيديف – بوقف المستوطنات، و هى مطالبة تتفق مع القانون الدولى الذى يجزم تغيير المعالم الجغرافية للدول تحت الاحتلال.
الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف أشار خلال الزيارة إلى أن «التعاون الراهن الروسى – المصرى» يعد عاملاً هاماً فى السياسة العالمية، إنه قادر على تهيئة الظروف لحل كثير من المشاكل الدولية و الإقليمية، لاسيما و أن مواقفنا فى مجملها متقاربة خاصة فى المسائل الخطيرة جداً مثل الإرهاب و التطرف و التسوية السلمية للنزاعات و حظر نشر السلاح النووى.
على صعيد استمرار التفاهم و التواصل و التقارب مع عالمنا العربى و قضاياه، و كأحد نتائج زيارة الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف _ القصيرة والهامة _ لمصر، فإن الجهات المعنية بروسيا تدرس مشروعاً كبيراً لإصدار جريدة روسية باللغة العربية – للتوزيع بجميع الدول العربية – و سوف تصدر هذه الجريدة على مايبدو أسبوعيا وباسم أنباء موسكو لتدشين احتفالية المعرض الدولى للكتاب بالقاهرة بروسيا كضيف شرف للعام القادم 2010 بدءاً من العام القادم.
و حتى لايبدو هذا الإصرار على توثيق عرى التفاهم و التواصل و التقارب مع المجتمع العربى ، بأدوات و آليات مختلفة من جانبِ واحدِ، فإن المجتمع العربى مطالب أيضاً بأن يبحث عن أساليب للتواصل مع روسيا.
فالتواصل ..والتفاهم..والتقارب..ما لم يبتغيه الطرفان لن يأت بأية نتائج ، إذ سيكون فى اتجاه واحد .. و هو ما لا يحقق مصالحنا.
فهل نتواصل ..