الإحتفاليات الصاخبه بالذكرى الثانية لثورة شعب مصر فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 تمر هذه الايام ، لكن على الكثيرين أن يتوقفوا أمام مدلولاتها . . وهى كثيرة.
المؤكد أنه لم تتجاوب أى سلطة تنفيذية كانت أو تشريعية تولت مقاليد الأمور على مدى العامين الماضيين مع احلام شباب الثورة ، ولم تبدو خططهم بقدر طموحات الشعب. لم تطرح على الشعب – وبعد مرور سنتين على ثورته أى سياسات أوبرامج أوخطط لمشروعات قومية للنهوض بالتعليم أو الصحة أو الإقتصاد لتحقيق شعارات الثورة فى الكرامة والعدالة الإجتماعية .
تم اللجوء لحلول سهلة ، وبسيطة تلخصت فى مد اليد للإقتراض مباشراً كان – بقروض قطر وأروبا وصندوق النقد الدولى أو غير مباشره – بمصالحات غير شفافة مع رموز فساد النظام السابق أو بصكوك كانت إسلامية وغدت غير اسلامية .
ليس جديداً أن مثل هذه الحلول السهلة التى لجئت إليها السلطات
المصرية ليست كلها بلا ثمن . .
فمن يمنح قرضاً لن يترك مستجديه دونما إملاءات .
وهكذا . .
يتورط الشعب . . وأجياله القادمة فى رهن ثرواتهم ومكتسباتهم التى ضحى فى سبيلها عشرات الألوف من فقرائه فى أعمال سخرةٍ كانت – كحفر قناة السويس مثلاً – أو فى ملحمة إبداع – كبناء السد العالى – ليضمنوا بها لأجيال قادمة حياة عزة . . وكرامة .
على الشعوب أن تصحح خياراتها قبل أن يفوت الأوان ، فقد مر عامان من العمر
لكن . . مازال فى العمر بقية .