
د. حسين الشافعى
مخاضٌ أليم تمر به ثورة الشعب المصرى منذ بداياتها فى 25 يناير الماضى ، وهي الثورة التى إلتف حولها الشعب المصرى ، وأذهلت بنجاحاتها العالم كله ، وقهرت بسلميتها كل قوى الفساد والنفعية ..
مخاضٌ يعانى من عسراته الوطن ، بينما يقف البعض شاحذاً الهمم للإنقضاض ، فيما إنكب البعض على كيل اللكمات فى أحشاء الأم – لعل الوليد يزهق الروح –
إن الثورة التى إنطلقت شرارتها من شعبٍ طال صبره على الفساد والعمالة ، يحتضنها رحم بلدٍ أشادً للحضارة الإنسانية بُنيانها ، وأذَهل التاريخ البشرى بإنجازاتها .
لقد خرج الشعب المصرى بشبابه وكهوله .. نساؤه ورجاله .. مسيحيوه ومسلموه .. فى مدنه وقراه يعلنها مدوية .. فليسقط نظام الحكم الفاسد .. ورموزه .
كانت الثورة السلمية العظيمة فى الخامس والعشرين من يناير الفائت خرقاً لكل قواعد إدارة الشعوب ، وكسراً لكل ترسانات القهر والطغيان والإفقار .
الثورة المصرية خرجت لتهز عروش السلطة الفاسدة والثروات المنهوبة، وتعيد للشعب إرادته المسلوبة ، وكرامته المفقودة ، وحقه فى إدارة شئونه .
يمر عام .. ومازالت عروش السلطة الفاسدة والثروات المنهوبة تفعل فعلتها ، وتحاول الدفاع عما ملكته عبر عقودٍ من الزمان .
وكأنهم لا يبغون لمصر رفع هامتها .
لكن الزمان لن يعود بعجلته للخلف ..
ولن تنتصر فى النهاية إلا إرادة شعب حطّم الأصنام – كل الأصنام – إلى غير رجعة .
عليه نراهن .