
د.حسين الشافعى
مسلسل سقوط نظم الحكم العربية الفاشية مازال جارياً ، وهاهي الدولة الثالثة في الترتيب تنتفض لتنفض عنها شبح غبي حاكم هيمن على مقدراتها لأكثر من أربعين عاماً مارس خلالها الحكم بديكتاتورية وغباء فاض به الكيل .
لم تفلح ترساناته المسلحة ، ولا جيوشه المدججة بالسلاح ، ولا مرتزقة تكسَّبوا من حمايتهم لأركان حكمه ، لم يفلح كل ذلك في الوقوف أمام ثورة شعبه ولو كره الكارهون .
لكنه .. هذا العقيد الغبي لم يشأ إلا وأن يتركها دماراً وخراباً على شعبه ، فلم يكن هناك ما يعنيه إلا أن يدافع عن سلطاته ونفوذه حتى آخر رمق .
مَثَلُ القذافي في ذلك مَثَلُ غيره .. فزين الدين وحسني كلاهما لم يقبل بالخروج الآمن إلا وقد نشر الفساد والمفسدين في كل مؤسسات حكمهما ، ودمر قوام الدولة الرشيد بعدما هدموا مقومات المجتمع التعليمية والصحية والاجتماعية .
تبدو الأمور في بلاد الثورات العربية تونس ومصر وليبيا الآن ، وكأن الإقتصادات قد إنهارت وتراجعت الأمال في تحسنٍ للأوضاع قريب .
قد يبدو هذا صحيحاً ..
لكنه .. وعلى الوجه الآخر ، فقد تولى أمور الحكم بهذه البلدان حكوماتٍ عليها أن تطرح برامجاً للنهوض بشعوبهم على كل الأصعدة، وهذا هو واجبهم لإنقاذ مستقبل شعوبهم من الوقوع في فخ الفوضى الخلاقة .
الشعوب تثق في حكامها الجدد .. لكنها ليست ثقة مطلقة ، فلن يعلو صوتٌ بعد الآن على صوت هذه الشعوب ، وقد أدركت سلطتها ، ولن تفرط فيها أبداً .