
د.حسين الشافعى
رئيس مجلس الإدارة
ورئيس التحرير
إنتهت زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا دونما إعلان عن توقيع عقد إنشاء المفاعلين النوويين لتوليد الكهرباء بالضبعة ، خلافاً لتوقعات كثيرين بذلك.
كانت الدولتان قد وقعتا مذكرة للتفاهم فى هذا الشأن خلال زيارة الرئيس بوتين لمصر فى فبراير الماضى . كان هذا الأمر ما لفت إنتباه الدوائر الصحفية ، ووسائل الإعلام فى محاولة لاستطلاع الأسباب وراء ذلك .
قدمت روسيا لمصر عرضاً بالمشروع النووى تضمن مسائل جوهرية حُسمت بإيجابية ، لعل أهمها سداد قيمة المحطات بعد تشغيلها ، ومن عائد ما تولده من كهرباء ، كذا إشراك المصانع والشركات المصرية فى تصنيع 25 % من مكونات المفاعل الأول ، 35 % من مكونات المفاعل الثانى محلياً – بعدما تأهلت لذلك الشركات المصرية على مدى سنوات .
قرار إنشاء المفاعلات النووية لمصر ، وقد سبقتنا فيه حتى الأردن ، هو بالأساس قرار سياسى ، أظن أن الإدارة السياسية للبلاد قد عزمت على تنفيذه . أمَّا القرار الفنى : مع من؟ وكيف؟ . وبكم؟ فهو قرار مستقل للخبراء المصريين يعتمد على دراسات ومقارنات ومناقشات وتجهيزات ، ولا مجال هنا للضغط أو التعجيل .
مصر تسعى لتحقيق مشروعها النووى منذ عقود ، وللمشروع تبعات فنية ضخمة يجب أن تسبر أغوارها ، ويتحمل فى شأنها متخصصينا مسئولياتهم .. فهلا قاموا بهذه المسئوليات دونما ضغط .. أو استعجال ؟
مصر على أعتاب مرحلة جديدة فى البناء ، والتنمية تحتاج فى ذلك إلى خطة للتنمية البشرية تواكب هذه المرحلة ، فبعدما كانت البلاد مُصَّدِراً للعلم ، والمعلمين لدول المنطقة، وساهم فى إحداث نهضة تعليمية بهذه البلدان ، صار التعليم فى بلادنا – حِلةُ بما فيه من أساسىٍ وجامعى – دونما أى مردود مجتمعى .
شرفت بأن حضرت إحتفالات الممر الجديد لقناة السويس ، وكم أبهرنا حجم الإنجاز الضخم الذى تحقق بجهد ، وبأيدى المصريين الذين مولوا ، وخططوا ، ونفذوا هذا المشروع . وقد كان تنفيذه فى هذا الزمن دليلاً على قدرةٍ سبقتها إرادة .
لعل روح العطاء هذه .. والعمل المخطَطَ لإعادة بناء الدولة تسود .. وليس لنا عن ذلك أى بديل .