
د.حسين الشافعى
ثورة مصر الشعبية التي إنطلقت شرارتها في الخامس والعشرين من يناير الفائت لم يُحْدِث هزتها المدوية للداخل فقط ، وإنما إمتدت آثارها لدول العالم فارضةً عليها إعادة حساباتها السياسية ، ورسم علاقاتها الدولية مع الدول الثائرة على نظم فسادٍ عامٍ ،أسقطتها هذه الثورات في تونس ومصر و سوف تستمر الثورة في بلدان أخرى حتى تحقيق طموحات شعوب ظلت لعقودٍ مقهورة-.
روسيا .. وقد إلتزمت الحيطة والسالمة مع أحداث الثورة المصرية -لتقارير ساستها المؤكدة لاستقرار حكم الرئيس المخلوع وثباته – أضحت مضطرة – وبعد إنتصار إرادة الشعب ، ناهيك عما تكشف من فساد نظام الحكم المخلوع ، وتفريطه في الولاء لشعبه – لتقييم جديد لهذه المفاهيم.
مطبخ الخارجية الروسية – وقد تواترت أنباء مؤكدة عن إعادة رسم سياساته ، فضلاً عن ساسته – خاصة العاملين في إدارت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – قد يكون أكثر فاعلية في المستقبل القريب للخروج بالعلاقات المصرية – الروسية ، والروسية – العربية إلى مستوى جديد.
يبقى على المجتمع الدولي بآلياته ، ومنظماته أن يتجاوب أيضا مع ثورات الشعوب وتطلعاتها ويوفق قوانينه وأحكامه لكي تنحاز – بلا هوداه – مع شعارات الديمقراطية والشفافية والعدالة .
إن إلزام المجتمع الدولي لحكومات العالم بفترات محدودة لحكم رؤسائها ، وإلتزامه بوضع معايير للحرية وللشفافية والنزاهة للحكام والمسئولين تكشف ثرواتهم – بالأخص خلال فترات حكمهم – وتردها لشعوبهم ، قد يكون في ذلك عوناً حقيقياً للشعوب لفرض خياراتها.
وهذا بعضٌ مما يمكن أن يتبناه المطبخ الروسي ويقدمه كمقترحات للهيئات والمحاكم الدولية لدعم إرادة الشعوب بديلاً عن دعم حكامها ونظمهم – مهما كانت هذه النظم ضد إرادة شعوبها-.
إن موسكو تعيد حساباتها .. وعلينا أيضا أن نعيدها .