هل للطموحات نهاية ؟

د.حسين الشافعى

د.حسين الشافعى

  على صعيد العلاقات المصرية – الروسية

كانت زيارة الرئيس المصرى حسنى مبارك لروسيا أواخر مارس الماضى زيارة قصيرة لكنها كانت زيارة هامة ، و تمثلت أهميتها فى تأكيد إستمرار الطابع الإستراتيجى للعلاقات المصرية الروسية بمناسبة إنتقال السلطة من فلاديمير بوتين إلى دميترى ميديفيديف الرئيس الروسى الجديد ، و الذى تولى مهام منصبه الجديد فى السابع من مايو الجارى .

على نفس المستوى كان تأكيد القيادتين الروسيتين الكبيرتين – اللذين إلتقاهما الرئيس مبارك –  على دور روسى محورى لدعم الحقوق العربية المغتصبة فى فلسطين و سوريا . و هكذا..كانت الدعوة لمؤتمر موسكو للسلام من أجل طرح قضايا التسوية الشاملة للصراع العربى الإسرائيلى ، و هو الطرح الذى تقدم فيه روسيا نفسها كوسيطٍ نزيه لمثل هذه الحوارات .

 على الصعيد المحلى .. 

فقد شهدت الأيام القادمة مراسم إحتفاليات تولى دميترى ميدفيديف رئاسة الدولة بروسيا الإتحادية ، خلف لفلاديمير بوتين ، و الذى صار مؤكداً حصوله على ثقة البرلمان الروسى ..{مجلس الدوما} فور تقدم الرئيس الجديد بخطاب ترشيح له كرئيسلمجلس الوزراء .

كشف الحساب الذى تقدم به بوتين فى المؤتمر العام الأخير لحزب روسيا الموحدة ، و الذى أصدرالمؤتَمِرين فيه قرارهم  بإختياره (بوتين) رئيساً للحزب – حوى بعض المؤشرات الرئيسية على عافية الإقتصاد الروسى ، و العزم على المضى قدماً فى خطة تحديث البنى الأساسية ، و الصناعية و الخدمية بالمجتمع الروسى ، ناهيك عما يزيد عن 520 مليار دولار تمثل فائض البنك المركزى الروسى بالعملات الأجنبية ، و هو الرصيد الذى تعول القيادة الروسية الجديدة على الإنفاق منه على مشروعات صناعية عملاقة إلى جانب خطة لتحسين المردود الإجتماعى لحياة الشعب بعد سنوات طويلة من الإنتظار .

إنتقال السلطة الهادىء الذى تم فى روسيا هذه الأيام هو مؤشر هام على إستقرار السياسات الخارجية لروسيا ، و لعل من أولويات هذه السياسة الخارجية أن تساهم روسيا فى جهود إقرار السلام بمنطقة الشرق الأوسط – بعد قرابة الستون عاماً من الإحتلال – بنجاح ، بعد ما أدت هذه السياسة دورها فى إخماد فتيل حربٍ- لم تكن منطقية – كانت قد دقت طبولها ضد إيران و سوريا .

لايعنى ذلك بالمرة أن مهمة الرئيس ديمترى ميدفيديف ستكون سهلة ..فالطموحات – على ما يبدو – لن يكون لها نهاية..  

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*