استضافة القاهرة لوكالة الفضاء الإفريقية.. ريادة مصرية وعودة لقيادة القارة من جديد

مثل قرار استضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية، حلقة جديدة من حلقات الإنجازات التي تحققها بالمجالات العلمية الدولية، وشهادة تؤكد القدرة التي تمتلكها الدولة بتكنولوجيا الاستشعار عن بعد، وتكنولوجيا الاتصال.

كان المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى، قد قرر استضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية، تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وتتويجًا للجهود العلمية والفنية الحثيثة بالجهات المختصة على مدار عام ونصف.

ثقة مصرية

يعكس هذا القرار الثقة التامة فى قدرة مصر على توظيف الوكالة لخدمة القارة بأسرها على صعيد تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، لدفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية، وفقا لأجندة إفريقيا 2063.

وأكد وزير التعليم العالي، د. خالد عبدالغفار، أن هذا النجاح يعد شهادة دولية جديدة لمصر فى سلسلة إنجازاتها العلمية الدولية، وتقدم مصر العلمى فى مجال تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، مضيفا أنه يواكب بدء تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى ونجاح استراتيجية الدولة فى الاهتمام بالشأن الإفريقى.
مما لاشك فيه أن استضافة مصر وكالة الفضاء الإفريقية، تزيد من قدرة الدولة وانضمامها إلى كبريات الدول العالمية في هذا المجال منها ”أمريكا – فرنسا – النمسا“، وإجراء البحوث الفضائية، واعتبارها ”المطبخ العلمي“ لكل الأبحاث التي تجرى داخلها مع تعزيز أواصر التعاون بين جميع دول القارة خاصة في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد.

وكالة الفضاء

البداية وافق مجلس النواب، على مشروع قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية، للعمل على مجمع فضائى مصرى بمدينة الفضاء، بهدف إنتاج أقمار صناعية بالكامل بأيدٍ مصرية، وتأهيل كوادر مصرية وتدريب الشباب.

ويرى علماء فضاء، أن وكالة الفضاء تزيد من قوة الدولة بقطاعات ومجالات عدة منها الجانب الأمني، والقدرة على التطوير واقتحام المشروعات بما يحقق إستراتيجيتها التنموية وإطلاق الأقمار الصناعية، والاتفاق على أنها شهادة لدور مصر وقيادة القارة السمراء لعمل مشروعات تنموية بجميع المجالات ومنها العلوم والتكنولوجيا والفضاء بين دول القارة.

وثمن د. حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية في مصر، خطوة استضافة مصر لوكالة الفضاء الإفريقية، مؤكدًا أن اقتحام مصر مجال الفضاء رغم المصاعب التي تواجهها، يؤكد أن هناك إرادة سياسية لديها القدرة على السير بالبلاد قدمًا نحو مستقبل مشرق.

ويرى ”الشافعي“، أن اختيار مصر لاستضافة الوكالة الإفريقية، لتأكيد دورها وامتلاكها مقومات تكنولوجيا الفضاء، كما لديها أقمار بث إعلامي و”نايل سات“، مع تعاون في مشروع كبير مع فرنسا في ”قمر اتصالات“ من الجيل الحديث، والذي سيحدث نقلة كبيرة للدولة المصرية في مجالات الاتصالات والفضاء وقنوات التواصل الاجتماعي وتكوين شبكة اتصالات دولية، وأن اختيار مصر من قبل المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، رغم وجود دول بالقارة منها ”نيجيريا – الجزائر – جنوب إفريقيا“، يؤكد عودة مصر لريادتها القوية وقيادتها للقارة من جديد.

وكشف خبير الفضاء، عن إطلاق مصر 21 فبراير الجاري، قمرًا جديدًا للاستشعار عن بعد بالتعاون مع روسيا، مؤكدا أن هيئة الاستشعار عن بعد كان لها دور كبير في هذا الحدث مصر، وأتت مصر الأكثر ترشيحًا بعد أن أفردت مساحة ضخمة فى ”القاهرة الجديدة“ تبلغ 50 فدانًا لتكون مقرًا جديدًا لوكالة الفضاء المصرية، وتجرى أعمال تصمميات، منها التصميم الخاص بمبنى المقر الرئيسي لوكالة الفضاء الإفريقي، مؤكدًا أنها ستحدث نقلة نوعية في مجال الاستشعار عن بعد وتوظيف وإدارة موارد القارة منها ”المياه وثروات القارة السمراء“ الواقعة تحت سيطرة دول أوروبا وأمريكا وليست بالضرورة أن تكون صديقة لإفريقيا.

مؤتمر ديسمبر 2016

استضافت مصر فى ديسمبر 2016، مؤتمرا حول الفضاء ومستقبل إفريقيا التنموى، شارك فيه معظم دول القارة، وتم الخروج منه بعدة توصيات، واقترحت مصر حينها استضافة وكالة الفضاء الإفريقية، ومنذ ذلك الوقت وبدأ العمل على قدم وساق وأخذ خطوات عملية لتبادر بإنشاء الوكالة، لأنه لايمكن التصور استضافة مصر وكالة الفضاء الإفريقية حينها ولايوجد لديها وكالة فضاء.

وجاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بانشاء وكالة الفضاء ليستجيب للمصالح الإفريقية، وتم الإعلان والخروج بقانون إنشاء وكالة فضاء في يناير 2018 ، وخلال 6 أشهر بعد إعلان إنشاء الوكالة تم إصدار اللائحة التنفيذية للوكالة ليصبح أمرًا واقعًا، تستطيع من خلال الدولة المصرية استضافة الوكالة الإفريقية بمقر رئيسي.

ويقول الدكتور الشافعي، إن استضافة الوكالة الإفريقية، تمثل إنجازًا جديدًا تعود من خلاله مصر لقيادة القارة السمراء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء والاتصالات، مما يؤدي إلى الاستقرار والاستغلال العلمي بجميع الثروات التي تتمع بها دول القارة، موضحًا أن مصر سواء في ”قمر الفضاء – قمر الاستشعار عن بعد“، ستوفر جزءًا من طاقتها لعمليات التطوير، خاصة أن مصر في ”الاستشعار عن بعد“، تمتلك صورًا بكفاءة عالية لدول العالم لم تتح لدول إفريقيا، وسيتم وضع خطة تسويقية لها بعد أن كانت دول أوروبا وأمريكا تفرض حظرًا عليها بجميع التقنيات حتى لا تكون عاملاً للثروات بالبلاد.

دفع عجلة التنمية

فوائدة كثيرة ستعم على دول القارة السمراء بعد احتضان مصر لوكالة الفضاء، والتعامل مع المشروعات التنموية والثروات، في ظل عودة الثقة لمصر من قبل دول القارة والتعاون لدفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية والتعامل وفقا لأجندة إفريقيا 2063.

ويشير الدكتور محمد بهي الدين عرجون، مقرر مجلس بحوث الفضاء والاستشعار عن بعد بأكاديمية البحث العلمي، إلى أن هذا النجاح يؤكد ما تستطيع مصر أن تقدمه للقارة من تعاون كبير في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد من حيث الاستخدام والتشغيل والتطبيق والتدريب ونقل التكنولوجيا، لما تملكه من خبرات علمية متراكمة مع البنية التحتية القوية للفضاء من مختبرات ومحطات استقبال وتحكم ومعامل لبناء الأقمار الصناعية.

برنامج طموح للفضاء

مصر هي إحدى 4 دول إفريقية قامت مبكرًا بإنشاء برنامج طموح للفضاء ونقل التكنولوجيا أسفر عن تصنيع وإطلاق وتشغيل القمر الصناعي إيجبت سات 1 في أبريل 2017 واستمر تشغيله عدة سنوات.

ويري “عرجون” أستاذ هندسة الفضاء بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن مصر تستطيع عن طريق الوكالة الإفريقية أن تقدم للقارة الكثير من الخبرات والتعاون في مجال حققت فيه تقدمًا كبيرًا، وإحداث نقلة واضحة عن طريق استخدام تطبيقات الاستشعار عن بعد وتكنولوجيا الفضاء في التنمية المستدامة.

نقلاً عن : بوابة الأهرام

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*