روسيا في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 46

أنباء روسيا :

 شارك وفد روسي في الدورة ال 46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ( 2015 ) بإعادة إحياء واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية في الشرق الأوسط ، علمًا أن المعرض توقف في السنوات ال 4 الأخيرة. 

ضم الوفد الروسي مجموعة من الكتاب والأدباء والمستشرقين، من بين ممثلي 26 بلدًا يحضرون في الدورة الحالية ، التي يشارك فيها كذلك ما يزيد عن 840 دار نشر من مختلف أرجاء العالم .

شاركت روسيا في قاعة العرض الرئيسية علمًا بأن المهرجان هذا العام حمل عنوان الثقافة والتجديد كما حملت شخصية هذا العام اسم الإمام محمد عبده ( 1905 – 1849 )، ”وذلك باعتباره رائد الدعوة للوسطية الإسلامية التي نتمنى أن تسود مرة أخرى“ حسب وصف رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد. وكانت المملكة العربية السعودية ضيف شرف المهرجان هذا العام. 

أقام الجناح الروسي والمركز الروسي للعلوم والثقافة بالتعاون مع الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية على خلفية المهرجان مجموعة من الفعاليات الثقافية تمثلت في عدد من الندوات. بدأت بندوة حول الصعوبات التي تواجه الترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة العربية كانت ضمن فعاليات المائدة المستديرة. كما أقيم لقاء مفتوح مع الأديبة الروسية ناتاليا كورتوج حول الأسطورة الروسية في أدب الأطفال في قاعة ضيف الشرف ، شارك في اللقاء كل من شريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية و الدكتورة سامية توفيق مترجمة العمل القصصي الذي يحمل عنوان ”حكايات الوسادة“ من أعمال الأديبة ناتاليا كورتوج إلى اللغة العربية، والذي أصدرته دار نشر ”أنباء روسيا“.

كما استضافت قاعة ضيف الشرف أيضًا ندوة تحت عنوان”روسيا ومصر … وألف عام من الصداقة“ استعرض خلالها المستشرق الروسي فلاديمير بلياكوف تاريخ العلاقات العلاقات المصرية – الروسية والتي تعود إلى 1001 بعد الميلاد وليست وليدة اللحظة . وأشار الدكتور بلياكوف إلى أن التعاون المصري الروسي تطور فيما بعد ليمتد من العلاقات الدبلوماسية فقط إلى العلاقات الاقتصادية والعسكرية والأدبية، من الجدير بالذكر أن هناك كتابان قد ترجما من اللغة الروسية إلى اللغة العربية للمستشرق الروسي يحملان عنوان ”روسيا في عيون مصرية“ و ”مصر في عيون روسية“ وكانا ضمن الكتب المعروضة بالجناح الروسي بالمعرض.

كما أقيمت على هامش المهرجان وبالتعاون مع الجناح الروسي ندوة ألقاها الدكتور أليكسيى فينوجرادوف دكتور علم المصريات ، وعضو معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تحدث فيها عن تاريخ العلاقة التي ربطت روسيا بمصر والتي امتدت إلى 1001 عام . وكيف أنها بدأت بعد الاصلاحات التي قام بها الأمير فلاديمير واعتناق الدولة للدين المسيحي وعرفت روسيا من خلال الكتاب المقدس الكثير من الأخبار عن الشعوب الموجودة في منطقة الشرق الأوسط . وأمر الأمير فلاديمير بإرسال عدد كبير من السفراء إلى الدول المجاورة بغرض تجميع عادات وتقاليد الشعوب، وأرسل أحد السفراء إلى مصر في العام 6609 من تاريخ بداية العالم، وهو ما يعني عام 1001 بالتأريخ الحديث.

تُرجمت في هذه الفترة وقائع جريجوري سينكيل ويوحنا مالالا إلى اللغة الروسية عن البيزنطية والتي تضمنت الكثير من مؤلفات الكاهن المصري مانيتون، الذي كتب مؤلفاته باللغة اليونانية ما بين القرنين الرابع والثالث الميلادي وحملت تلك المؤلفات تاريخ مصر . يجدر الإشارة إلى أن مؤلفات مانيتون التي قسم فيها التاريخ المصري إلى ممالك قديمة ووسيطة وجديدة وتاريخ الأسر الفرعونية لا تزال تشكل الأساس الذي يستند إليه جميع العاملين في حقل المصريات .

وأشار الدكتور أليكسيى فينوجرادوف كذلك إلى ترجمة وقائع جيورجي أمارتول (الراهب السكندري) ، الذي يحكي قصصاً دينية من الكتاب المقدس، إلى اللغة الروسية. ثم توالت الإنطباعات الشخصية للرحالة والتجار والحجاج وموظفي الدولة من الروس الذين زاروا مصر . ذلك النوع من الآداب الذي أسموه بأدب الرحلات. كما ذكر أن أول روسي تحدث عن الأهرامات هو الكاهن فارسانوفي والذي زار مصر في العامين 1461 – 1462 ووصفها وفقاً لتقاليد ذلك الزمان على أنها ”حظيرة النبي يوسف وفقاً لقصص الكتاب المقدس“.

كما أظهر العلماء الروس أمثال جوليانوف، زيفات، أوليمان اهتمامًا كبيرًا بفك طلاسم اللغة الهيروغليفية بعد اكتشاف حجر رشيد عام 1799 ، وإن باءت محاولتهم جميعًا بالفشل. واستضاف الجناح الروسي في ختام فعالياته واحداً من أبرز أعلام المترجمين العرب وهو الدكتور عبد الله حبة، المتخصص في الترجمة الأدبية من اللغة الروسية إلى اللغة العربية، في ندوة بعنوان ”ترجمات تشيخوف إلى اللغة العربية“، وذلك بمناسبة حلول الذكرى ال 155 لميلاد الأديب الروسي أنطون تشيخوف.

دارت فعاليات الندوة حول التعريف بالكاتب الروسي وأهم أعماله التي ضمت 900 قصة و 5 مسرحيات وعدة كتب منها كتاب ”جزيرة ساخالين“ وهو عبارة عن مذكرات تشيكوف عن الرحلة التي قام بها إلى جزيرة ساخالين بالاتفاق مع إحدى دور النشر لتصوير عذابات المنفيين والسجناء والفقراء هناك. وأكد الدكتور عبد الله حبة على أن الروح الإنسانية العميقة التي تميزت بها كتابات تشيخوف هي التي لفتت الأنظار في بداية العشرينيات والثلاثينيات وتأثر بها كل من محمود تيمور ومحمد حسين هيكل وإبراهيم كامل ودفعهم إلى ترجمتها، إلا أنهم قد ترجموها عن لغات أخرى غير اللغة الروسية وهو ما يجعل النص يفقد % 40 من القيمة الأدبية ، على العكس إذا قمنا بترجمة النص عن لغته الأصلية فإنه يفقد حوالي 20 % من قيمته الأدبية.

كما أشار إلى أن تشيخوف قد اضطر إلى كتابة القصص الفكاهية والمرحة في بداية حياته من أجل كسب الرزق وتحت اسم مستعار . من الجدير بالذكر أن الدكتور عبد الله حبة ولد بالعراق وسافر إلى روسيا للدراسة في أكاديمية الفن المسرحي بقسم تاريخ وأدب المسرح وله 52 كتابًا مترجمًا كما عمل في دار نشر بروجرس وأنباء موسكو ونوفستي وإيتار تاس .

كما يعكف الآن على ترجمة مسرحيات ليف تولستوى وصدرت له تراجم لأعمال ألكس تولستوى وميخائيل شولوخوف وميخائيل بولجاكوف والأخوين ستروجاتسكى والعديد من الكتب في موضوعات أخرى. كما شارك الجناح الروسي في معرض الكتاب بمجموعة من الكتب باللغة العربية والصادرة عن دار نشر ”أنباء روسيا“.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*