”الأزمة الأوكرانية“ ميدان للحرب الباردة بين روسيا وأمريكا

كتبت: سارة حسين.

وفقًا لما قاله سيرجي ناريشكين – رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية –  أثناء اجتماع مجلس رؤساء أجهزة الأمن والخدمات الخاصة في بلدان رابطة الدول المستقلة، أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في إرساء الديمقراطية بأوكرانيا.

وقد ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع التفكيك التدريجي لنظم القيادة الوطنية القائمة بأوكرانيا وذلك بعد النتائج المؤسفة لعملية ”إضفاء الطابع الديمقراطي“ في البلاد.

كما أضاف ناريشكين أن جهود الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين تهدف إلى التدخل في العمليات الديمقراطية وكذلك التدخل في شئون الدول ذات السيادة المستقلة. كما أشار إلى أن الغرب قد شن حربًا بالفعل ضد رابطة الدول المستقلة. ومن خلال هذه الأحداث يمكننا أن نتوقع ببساطة أن أمريكا تعتزم القيام بحرب غير معلنة ضد دولتنا.

والجدير بالذكر أن الأزمة الأوكرانية بدأت في أواخر 2013 مع اندلاع احتجاجات باتت تعرف إعلاميا بأحداث ”الميدان“ أو ”يورو ميدان“، والتي قادها أنصار التكامل مع الاتحاد الأوروبي وتحولت تدريجيًا إلى مواجهات مسلحة في العاصمة كييف وغيرها من المدن الأوكرانية وأسفرت عن الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش وصعود الأحزاب والقوى الموالية للغرب إلى السلطة. وقد كانت هذه خطة محكمة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين لمحاصرة روسيا من جهة الغرب والضغط عليها إذا لزم الأمر.

ولكن انطلقت احتجاجات مناهضة في جنوب شرق أوكرانيا للسكان الناطقين بالروسية الذين رفضوا الاعتراف بالسلطات الغربية الجديدة في كييف وسياساتها بشأن اللغة الروسية، مطالبين بالحفاظ على التعاون مع روسيا وإقامة نظام فيدرالي في البلاد.

وشهد جنوب شرق أوكرانيا فيما بعد إجراء استفتاء عام في شبه جزيرة القرم صوت سكان الجزيرة بموجبه لصالح انضمامها إلى روسيا، وتبعه إعلان استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين من جانب واحد، ونشوب حرب حقيقية في منطقة دونباس أودت بحياة أكثر من 4,6 ألف شخص حسب تقارير الأمم المتحدة.

علاوة على ذلك، أثارت لأزمة الأوكرانية عام 2014 توترًا حقيقيًا في العلاقات بين روسيا ودول الغرب، ناهيك عن كارثة إنسانية أدت إلى نزوح مئات الآلاف من سكان شرق أوكرانيا من مناطق القتال إلى مقاطعات أوكرانية أخرى وإلى روسيا وغيرها من الدول.

ولا تزال المشاحنات في أوكرانيا حتى يومنا هذا، وتضمن أخرها إعلان أمريكا عن استعدادها لمد أوكرانيا بالأسلحة، وقد وصفه البعض بقرار يفتح ”حمام الدماء“.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*