صواريخ إسكندر الروسية

السعودية تنسحب من مشروع تطوير صواريخ أوكرانية سرية موجهة ضد روسيا

كتبت – زينب محمد علي

قام مستثمرون سعوديون باستثمار حوالى 40 مليون دولار العام الماضي سرًا في تطوير منظومة صاروخية أوكرانية الصنع تحمل اسم “غروم -2″، وهو نظام الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التكتيكية الأوكرانية الجديدة – (إس أر بى إم )- وهو النظام المصمم لمنافسة الصواريخ الروسية “اسكندر-إم” ، ومع ذلك تشير التقارير الآن إلى أن السعوديين قد قطعوا التمويل ما أدى إلى توقف البرنامج.

وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية في الصيف الماضى أن المهندسين العسكريين من مكتب التصميم “يوزنوى” و مصنع الكيميائى فى “بافلوجراد” قد بدأوا أعمال التطوير لنظام (الرعد) غروم-2 باستخدام أموال من عميل أجنبى غامض، و سرعان ما كشف هذا العميل السرى لتكون المملكة العربية السعودية التى قدمت نحو مليار هريفنيا (40 مليون دولار) لتصميم و تطوير نظام الصواريخ التكتيكية قصيرة المدى أرض- أرض.

منظومة غروم الأوكرانية

منظومة غروم الأوكرانية

في ذلك الوقت، توقع الخبراء أن السعوديين كانوا يبحثون عن نظام قادر على اطلاق كل من الصواريخ البالستية والصواريخ العابرة بالتبادل، وغروم-2 كان من المفترض أن يزود بصاروخين أرض-أرض بمدى يترواح بين 280 كم ويصل إلى 500 كم، على الرغم من أن هذا سيكون غير قانونى بموجب معاهدة نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف والتي تعد أوكرانيا طرفًا فيها.

وفى أواخر العام الماضى مع أعمال التصميم التى كانت تتقدم على مايبدو، بدأت وسائل الإعلام الأوكرانية تتباهى ببرنامجها الجديد غروم-2 القادر على ضرب موسكو والتمكن أخيرًا من سحق الجمهوريات الإنفصالية الوليدة في منطقة دونباس الأوكرانية التى مزقتها الحرب.

وقيل أن هذا النظام متقدم للغاية لدرجة أنه سيغير ميزان القوى بين روسيا وأوكرانيا وسيتفوق على” اسكندر 9كيه720″ الروسى (إس أر بى إم ) الذى كان من المفترض أن ينافسه.

وأضافت وسائل الإعلام أن مسار الصواريخ الغير متوقع يجعلها محصنة ضد الدفاعات الجوية الروسية بما في ذلك (إس-300) و(إس-400)، أما الآن فعلى مايبدو أن تطوير غروم -2 قد توقف بتوقف المال السعودى، فقد أبقى (بى إم بى دى) التابع لمركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات وهو مركز أبحاث يحظى بالاحترام مقره موسكو العين على أعمال تطوير غروم-2 والاتصال السعودى منذ البداية.

منظومة غروم الأوكرانية

وصرح مركز (بى إم بى دى) نقلًا عن عدة مصادر من المؤسسات المعنية فى أعمال تطوير غروم-2 أن العمل على المشروع قد توقف، وبدون أيه تفاصيل صرحت ( بى إم بى دى) أن السبب فى التوقف هو عدم وجود تمويل من العملاء من المملكة العربية السعودية  للمرحلة الثانية من تصميم وتطوير العمل.

علاوة على ذلك، أضاف التقرير أن الإدعاءات السابقة من جانب بعض وسائل الإعلام الأوكرانية بأن النظام سيكون جاهزا للدخول في الخدمة مع الجيش الأوكراني في وقت لاحق من هذا العام لا تعكس الوضع الفعلي.

ويتساءل المحللون العسكريون من أوكرانيا وروسيا على حد سواء، لماذا قررت السعودية  تجميد تمويل غروم-2 في هذه المرحلة، وأشاروا أن المملكة العربية السعودية، سعت دون جدوى للحصول على كلا النظامين الروسي والأمريكي، ولكن لم يحالفها الحظ للقيام بذلك.

وعلق رئيس مركز تحليل الاسترتيجيات و التكنولوجيات ” أندريه فرولوف”  مقترحًا أن الرياض ببساطة لم تكن راضية عن نتائج المرحلة الأولى من أعمال البحث و التطوير، مضيفا أن الشركاء السعوديين أنفسهم قد نفذ منهم المال، وأن أوكرانيا قد تم الضغط عليها لوقف التطوير من قبل حلفائها الغربيين.

وأضاف أن هناك خيارًا آخر و هو أن السعوديين ربما لم يخططوا أبدًا لرؤية المشروع مكتملًا على الإطلاق وببساطة أرادوا الوصول لتكنولوجيا الصواريخ أو مكوناته الفردية.

من جانبه، قال الصحفي والمحلل السياسي ” اناتولي اسرمان” أنه في البداية، بدت الرياض مهتمة بشراء الصواريخ الأوكرانية بكميات تجارية، مشيرا إلى أن للأسف سرعان ما فهم السعوديين أن اقتصاد أوكرانيا عصف به انقلابين، الأول في عام 2004 ثم في عام  2014 وذلك قبل وقف التعاون الاقتصادي مع روسيا، وأصبح غير قادر على تقديم ما كانوا يبحثون عنه.

وأضاف اسرمان موضحًا أن اقتصاد يدار بهذه الطريقة سيجد صعوبة في تولي أبسط المهام ناهيك عن شئ من قبيل تطوير الصواريخ الباليستية بقدرة على المناورة بالرؤوس الحربية، لذلك على الرغم من أن كلمة “اسكندر” عربية، أو بالأحرى نطق العربية من الكلمة اليونانية “الكسندر” فإن العرب لم تتح لهم الفرصة للحصول على هذه “الاسكندر” بثمن بخس من أوكرانيا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*