وكالة أنباء روسيا الإخبارية
بقلم أ.د/ دينا محمد عبده
يعتبر النير واحدا من أهم الوسائل التي تستخدم في الحياة الريفية الروسية في الماضي وان لم يعد موجوداً الأن في القري الروسية إلا في بعض القري التي مازالت تحتفظ ببعض التقاليد والحرف الريفية، وقد قال الأجداد عنه يظل الإنسان محتفظا بقوته مادام قادرا علي حمل الماء عن طريق النير، ويصبح الصبي فتي عندما يقوم بذلك. ويتكون النير من عصا خشبية توضع علي الكتف ويتدلي منا دلوان مثبتان في طرفي تلك العصا يتم ملئهما بكميات متساوية تقريبا من الماء فيتمكن حامله من السير بالماء لبضعة أمتار دون تعب خاصة عندما يقوم بالتبديل من كتف إلي كتف وتستطيع النساء تبادل الأحاديث لفترات من الزمن دون أن تشعر بثقل ما تحمله. ويتم عادة تعبئة المياه من البئر في الدلو الخلفي ثم الأمامي، فالأمر يعتمد علي حفظ التوازن وعدم السماح للمياه من الإنسكاب من أي من الدلويين. وكان يستخم النير لحمل المياه من أجل الشرب والأغراض المنزلية وغسيل الخضروات والفاكهة وكذلك سقاية الماشية، ومن العادات الريفية المثيرة أن العروس في يوم زفافها لابد أن تحمل نير مزدان بشرائط ملونة وتسير به دون أن ينكسب نقطة ماء منه. كان النير يصنع من خشب الأشجار ويتم تشكيله علي شكل قوس، وكان في قري أخري يصنع علي شكل لوح مستقيم من الطرفين يأخذ شكل منحني عند الوسط لتتمكن المرأة من وضعه عند العنق. ويتعلق الدلوان بالطرفين عن طريق خطاطيف، وهناك أنواع أخري يصعب استخدامها من جانب امرأة واحدة فتضطرامرأتان لحمله، فأحد طرفيه تحمله امرأة تسير للأمام والثاني تحمله أخري تسير للخلف. وأحيانا يتم نحط عدة نقوش عل النير لتعطيه شكلاً جميلاً، ويتم تركيب قطع معدنية من القصدير تثبت علي النير بمسامير لتمنعه من الكسر. يتم تخزين النير في المنازل الريفية في وضع رأسي أو تثبيته علي مسمارين سميكيين يتم اعداهما خصيصا لتعليق النير عليهما، فحتي يومنا هذا يمكن رؤية النير في بعض القري الروسية.
