«روز اليوسف» تبرز إنجازات «أنباء روسيا» في ترجمة  كتاب عن طه حسين

 

روسيا تحتفى بطه حسين

كتب  : خالد بيومى

صدر حديثا عن دار نشر أنباء روسيا كتاب «طه حسين.. الإنسان والمفكر العظيم» من تأليف «باجرات ج. سيرانيان»، و«ألكسندر أو . فيلونيك» وآخرون، ونقله للعربية عن الروسية المترجمة «أمانى التفتازانى».
الكتاب يضم مجموعة من المقالات التى تمثل جزءا من الوثائق الخاصة بالمؤتمر التاسع لمركز الدراسات الإسلامية والعربية بمعهد الاستشراق، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والذى خصص لإحياء ذكرى عميد الأدب العربى د.طه حسين. وكتب مقدمة الكتاب د.حسين الشافعى، رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، والذى أشار إلى أن طه حسين اشتهر بكونه إنسانا صلبا ويمتلك شخصية جسورة، وكان يتمتع بذكاء حاد ومعرفة واسعة فى شتى مجالات الحياة مما أكسبه شهرة كبيرة تخطت عالمه المحلى والعربى  إلى العالم الخارجى.
وأضاف الشافعى: «لقد قدم طه حسين جهودا كثيفة للحفاظ على الثقافة المصرية وترسيخها لدى الجماهير، كما كشف لقرائه عن الأهمية المستمرة للثقافة اليونانية والرومانية القديمة والثقافة الفرنسية، وترجمت أعماله ونشرت بلغات عدة، بما فيها اللغة الروسية».
واختص طه حسين، الاتحاد السوفيتى وروسيا بالكثير من التعاطف، وهو أمر انعكس على أنشطته فى دعم نضال الجيش الأحمر ضد الفاشية الألمانية خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى.
وأكد باجرات سيرانيان أن طه حسين أول مصرى يحصل على درجة الدكتوراه من الجامعة المصرية وقررت إدارة الجامعة إرساله إلى باريس لاستكمال دراسته، وفى جامعة السوربون استطاع طه حسين أن يستوعب طرق وأساليب البحث العلمى وتشكلت لديه الرغبة فى نقل كل أدوات الاستشراق الفرنسى إلى الوطن، ونال أطروحته التى كرسها لدراسة علم الاجتماع التاريخى لابن خلدون، وعقب عودته للوطن شغل أستاذ كرسى التاريخ اليونانى والرومانى القديم، ثم تولى منصب أستاذ كرسى الأدب العربى.
وكانت أهم إنجازات طه حسين اهتمامه بمصير الأدب الوطنى، وذاع صيت طه حسين فى روسيا عقب صدور الجزء الأول من كتابه الشهير «الأيام» والذى ترجمه إلى الروسية شيخ المستعربين الروس إغناطيوس كراتشكوفسكى عام 1931 وذلك وفقا للطبعة العربية التى صدرت عام 1929.
ويرى الباحث والمفكر على زادة أن طه حسين عندما يتأمل الشعر والفلسفة يرى أنهما يصدران عن ملكة واحدة وهى الملكة التى ترفع الإنسان عن الحقائق التفصيلية الواقعة إلى عام آخر أرقى منها، فالفيلسوف شاعر يعرض شعره نثرا، والشاعر فيلسوف يعرض فلسفته شعرا دائما، ويعترف حسين بأن الوقت الذى كان مضيه مع كتبه ومؤلفاته حين يفرغ من عمله يعد أثمن وقت يعيشه. ويرى أن هناك شبها كبيرا بين كافكا والمعرى ويجمع بينهما الحيرة والالتباس.
أما د.جورياتشكين أستاذ التاريخ الحديث بجامعة موسكو، فيرى أن طه حسين قدم إبداعا فى أكثر اللحظات دراماتيكية فى تاريخ وطنه، بل فى تاريخ العالم العربى قاطبة، وتمكن من تسليط الضوء على القضايا المسكوت عنها فى المجتمع المصرى وقدم حلولا لخلخلة جمود  الوعى المجتمعى.
أما المستعربة الراحلة فاليريا كيربتشينكو فتعبر عن بالغ الأسى لإصابة  طه حسين بفقد البصر حيث قيد العمى إمكانياته فى وصف زهور الحياة وتفاصيلها المصورة  لكنه نجح فى التعرف على الأدب الفرنسى الحديث وتمايز الأشكال والفنون الروائية لمؤلفاته. وترى كربتشينكو  أن رواية «أوديب» لم تصل إلى مرحلة النضج الفني، عكس رواية «دعاء الكروان» ذات الطابع الرومانسى، حيث نجح طه حسين فى تشكيل شخصية نسائية صلبة وتكمن من تتبع مشاعر البطلة ووعيها بالمأزق الذى وقعت فيه.
وقدمت ميخائيلوفا شويسكايا نصيحة طه حسين للأدباء الشبان حينما قال: «ويل للأديب إذ شعر بالرضى عن نفسه لأنه فى تلك اللحظة ستهجره الطموحات وسيفقد القدرة على التطوير».

نقلا عن : صحيفة روز اليوسف

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*