بوتين وأردوغان

صراع بين روسيا وتركيا بشأن مصر

كتبت منى فرج حامد

تعتبر روسيا أنه من الضرورى إدراج مصر ضمن الثلاث دول الوسطاء لتسوية الأزمة السورية، حيث تدخل موسكو فى المجموعة مع طهران وأنقرة، ولكن تركيا انتقدت تلك الفكرة.

وقالت مصادر فى الأوساط الدبلوماسية الروسية  لصحيفة ”إزفستيا“ الروسية حقيقة أن موسكو تحبذ إشراك مصر فى مجموعة الوسطاء الدوليين لتسوية الأزمة السورية، وطبقا لكلماتهم فقد أعربت أنقرة عن رفضها لذلك، حيث جاء سبب الرفض نتيجة عزل القوات المسلحة المصرية للرئيس المعزول محمد مرسي، فقد كان لذلك فى تركيا أثراً سلبياً تجاه السلطات المصرية. وحالياً تدخل تركيا وإيران فى مجموعة الثلاث وسطاء لتسوية الأزمة السورية إلى جانب روسيا.

كما صرح النائب الأول لرئيس لجنة المجلس الفيدرالى للشئون الدولية فلاديمير جاباروف لـ”إزفستيا“ أن تعزيز دور القاهرة يكون  فى صالح  المفاوضات السورية.

وأشار فلاديمير جاباروف إلى أنه ستكون هذه خطوة صحيحة، لأن مصر اثبتت أنها عدواً لدوداً للتطرف الإسلامى، ونحن نتذكر ما فعلته منظمة ”الإخوان المسلمين“ الإرهابية هناك، علاوة على ذلك تعتبر سوريا بالنسبة لمصر صديقاً منذ القدم. وكما هو معروف أنه فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى تأسست الجمهورية العربية المتحدة والتى انضمت فيها كلتا الدولتين، وهذا يعنى أنها قريبة من روح وتاريخ الدولة. وبالنسبة لمصر من الهام جداً أن يسود السلام في سوريا، أما بالنسبة لـ”داعش“ فقد دمُر.

أشار عضو مجلس الشيوخ متحدثاً عن تركيا التى لا ترغب فى انضمام القاهرة إلى مجموعة الوسطاء إلى أن ”حلت اللحظات، التى  يجب أن ننسي حينها النزاعات والصراعات القديمة، فى حالة إذا ظهرت تهديدات من جانب الشر الكبير وهىداعش“.

فى الحقيقة توترت العلاقات بين مصر وتركيا بعد التحركات الاحتجاجية الواسعة ضد الرئيس محمد مرسي فى يوليو عام 2013، ولقد شارك فى تلك الاحتجاجات ملايين المواطنين، وتدخلت القوات المسلحة فى الموقف وعزلت رئيس البلاد، واعتبروا في تركيا أن أعمال الجيش بمثابة إنقلاب عسكرى. وفى وقت لاحق قامت أنقرة بطرد السفير المصرى من البلاد على خلفية الأحداث التى وقعت فى مصر.

كما صرح النائب البرلمانى السورى حنين نمير لـ”إزفيستيا“ أن فكرة إشراك مصر فى تسوية الأزمة السورية تعتبر فكرة بناءة، ففى الآونة الأخيرة سمحت ديناميكية تطوير العلاقات بين سوريا ومصر بإفتراض أن القاهرة يمكن أن تلعب دوراً هاماً فى تسوية الأزمة السورية. لكن للأسف حتى الآن ليس من الضرورى الحديث عن ذلك، حيث أن تركيا بالإضافة إلى العديد من دول الخليج الفارسى يعارضون تلك الوساطة.

نظمت مصر فى وقت سابق لقاءات للمعارضة السورية وكان من نتائج تلك اللقاءات تشكيل ما يسمى ”مجموعة القاهرة“ للمعارضة، ومع ذلك فإنها لم تقم بقطع العلاقات مع دمشق الرسمية. كما قامت القاهرة بمكافحة الإرهاب دون تمييز بين المجموعات المختلفة، وكذلك فقد دعمت تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية دون تدخل خارجى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*