كاكوشنيك

بقلم أ.د/دينا محمد عبده

هو الغطاء الروسي التقليدي، والذي تضعه المرأة فوق رأسها ويشبه الهلال أو المروحة أو الدرع الدائري وله قمة تشبه عرف الديك، ويأتي المسمي من كلمة «кокошь» بالروسية والتي تعني الديك ذو العرف. تصنع قاعدة الكاكوشنيك من قماش سميك مبطن وباقي أجزاءه من الكرتون والورق المقوي، ويتم تزيينه وخاصة الجزء العلوي منه بالعديد من الشرائط والخرز والإكسسوارات، وتدخل في تصميمه العديد من الألوان الطبيعية والإصطناعية التي تعطي له شكل جمالي خرافي. أما الثريات من النساء كانت ترتدين الكاكوشنيك الذي تم حياكته بخيوط من الذهب وكان يرصع ببعض الأحجار الكريمة مثل اللؤلؤ والعقيق الأحمر. يتم تثبيته من الأمام علي الجبهة ويثبت من الخلف بالأشرطة وأحياناً من الجوانب أيضاً. وفي كثير من الأحيان تحيك به بعض الأوشحة الحريرية أو الصوفية الزاهية الألوان والتي يتم تطريزها بالخيوط الذهبية والفضية. ويختلف شكل الكاكوشنيك من منطقة لمنطقة ومن مقاطعة لمقاطعة ويرتبط بتقاليد تمشيط الشعر لدي المرأة إذا كان مربوط في شكل عصبة، أو ضفيرة أو ضفيرتين، فهناك ما يثبتت علي الجبهة حتي الأذن وهناك ما يثبتث فوق الرأس وهناك ما يثبت من الخلف.

لم يتم التعرف علي زمن ظهور ذلك الغطاء التقليدي للمرأة الروسية، ولكن تم العثور علي أغطية للرأس تشبه الكاكوشنيك تنتمي إلي القرن العاشر الميلادي وحتي الثاني عشر، وظل حتي القرن الثامن عشر ترتديه النساء النبيلات الاتى تنتمين إلي الطبقة الأرستقراطية، وقد منع القيصر بيوتر الأكبر بموجب مرسوم ملكي ارتدائه في مجتمع النبلاء في ضوء سياسته التي دعت إلي التغريب، وقد سمحت الإمبراطورة يكاترينا الثانية بإرتدائه مرة أخري في نهاية القرن بموجب مرسوم ملكي أيضا وذلك في ضوء سياستها لإستعاده كل ماهو روسى قومي. وارتدته نساء النبلاء والكثيرات من الأباطرة النساء علي رأسهن يكاترينا نفسها.  أما في القرن التاسع عشر اقتصر علي الفلاحات ونساء التجار والطبقة المتوسطة، وفي نهاية القرن بدأ في الإختفاء ليحل محله أغطية أخري للرأس. أما في الوقت الحالي أصبح الكاكوشنيك رمز للزي الروسي القديم يقتصر ارتدائه أحيانا علي الأعياد والمناسبات.      

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*