وكالة أنباء روسيا الإخبارية
كتبت: يارا شريف محمد
وفقًا لما نشرته مجلة Scientific Reports فقد تمكن مجموعة من العلماء الروس والبريطانين من إنشاء نموذج كمبيوتر لنمو النهايات العصبية والذي يمكنه مساعدة الفيزيولوجيا العصبية ( أحد فروع علم وظائف الأعضاء) في فهم كيف حدوث اتصال بين الخلايا العصبية، وفهم ما الذي يمنع النخاع الشوكي من التجدد بعد إصابة العمود الفقري.
وصرح رومان بوريسيوك من معهد المشكلات الرياضية في علم الأحياء المنتمي للأكاديمية الروسية للعلوم: ”لقد اخترعنا وسيلة تمكننا من دراسة كيف تتكون الروابط بين الخلايا العصبية على نموذج إلكتروني، وتكمن أهمية هذا الاختراع في أنه يبين لنا تكوين حزم الألياف خلال نمو المحور العصبي، كما أنه يوضح العوامل التي تؤثر على نمو وتكوين الحزم، وهذه التفاصيل يمكن أن تكون مفيدة لفهم مبادئ التجدد للمحاور العصبية التالفة في النخاع الشوكي“.
وفي السنوات الأخيرة تمكن العلماء من تحقيق التجدد الجزئي لحركة الأطراف بعد إصابة العمود الفقري في تجاربهم التي أجروها على الفئران مستخدمين التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد للأجزاء التالفة من النخاع الشوكي وبعض التمارين وكذلك حقن الخلايا الجذعية الجنينية.
ولكن تكمن المشكلة في أن هذا التجدد لم يجعل الفئران قادرة على التحكم بشكل كامل في أطرافها، فلقد تمكنوا فقط من القيام بالحركات الانعكاسية ولكنهم لم يتمكنوا من التحكم في التحرك بوعي، ولقد حدث ذلك لأن الطرق الحالية لعلاج تلف النخاع الشوكي لم تؤد إلى تجديد القشرة المخية والنهايات العصبية التي تربط بين مركز الحركة بين المخ والحبل الشوكي.
وقد أشار العلماء إلى أنه اليوم يحاول العشرات من العلماء حل هذه المشكلة بدراسة طريقة ظهور اتصال بين الخلايا العصبية، إلا أن أعدادها الكبيرة وأحجامهم الصغيرة تبطئ من اكتشاف هذا السر.
واقترح علماء الرياضيات من روسيا وبريطانيا طريقة لتسريع هذه العملية وذلك بإنشاء نسخة كمبيوتر شاملة توضح كيف يحدث الاتصال العصبي بين المحور العصبي في الضفادع الصغيرة.
وخلال إنشاء هذا النموذج اكتشف العلماء ظاهرة غريبة ومثيرة وهى التكوين السليم للاتصال العصبي في النموذج وبخاصة الاتصال العصبي الذي يحدث في الضفادع الصغيرة.
فدراسة هذه المجموعة من الاتصالات بين الخلايا العصبية، كما يرى الباحثون، سوف تساعد على فهم ما يحدث في الجهاز العصبي البشري عند بدء الحركة، وهذا مهم لأن أحد أشكال مرض باركنسون ( الشلل الأرتعاشي) يظهر عندما يشعر المريض بصعوبة عند بدء أية حركة.
ويرى العلماء أنه الآمال متعلقة بهذا الجهاز لفهم أي تشوهات تظهر في بنية الشبكة العصبية التي تسيطر على النشاط الحركي.
