74 عامًا من الشراكة.. ”بوابة الأهرام“ ترصد ثمار التعاون المصري – الروسي في تكنولوجيا الفضاء

نقلًا عن بوابة الأهرام.

يمثل امتلاك مصر لقمر صناعي جديد، خطوة مهمة نحو انضمام الدولة للحاق بالدول الرائدة في هذا المجال، إذ أن هدفه تطوير استخدامات تكنولوجيا الفضاء، ووسيلة لتحقيق النمو الاقتصادي، وتأمين الأمن القومي، واكتشاف الثروات المعدنية.

وترتبط هذه الخطوة بالتعاون المصري- الروسي، الذي يمتد لنحو 74 عاما، شملت العديد من الاتفاقيات، الاقتصادية والعلمية والعسكرية بين البلدين.

فبعد إطلاق محطة الضبعة النووية، سيثمر التعاون المصري الروسي، عن إطلاق القمر الصناعي الجديد، أواخر العام المقبل 2018، وهي خطوة اعتبرها خبراء ومتخصصون مهمة لمصر في إطار خطتها للتنمية، التى تبتغيها منذ نفض غبار الخطوات التي أخرت مسيرتها سنوات ليست بالقليلة.

وفي هذا الصدد استطلعت ”بوابة الأهرام“، آراء المتخصصين للوقوف على ملامح وأبعاد وأهمية هذا الملف والفوائد التي ينتظر أن تجنيها مصر سواء سياسيا أو اقتصاديا مع وجود القمر الصناعي.

وقال الدكتور حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية في مصر، إن الفوائد التي ستعود لمصر من القمر الصناعي، تبدأ من تطوير الصناعات مع طفرة اقتصادية خلاف الحفاظ على الأمن القومي، موضحا أن القمر الصناعي سيتم إطلاقه في أواخر 2018، ويعد بديلا عن القمر المفقود في فبراير 2015، بعد تعرضه لموجات إشعاعية وموجات كهرومغناطيسية، مشيرا إلى أن هذا الحادث “عارض” تعرضت له العديد من البلدان.

وأكد الشافعي، أن القمر يدخل مصر عالم تكنولوجيا الفضاء، مبينا أن روسيا تحملت مسئولية تصنيع قمر آخر على نفقتها الخاصة، بعد فقدان القمر في 2015. واعتبر، الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي للتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، أن القمر الصناعي، أحد خطط الدولة التي تضعها لحماية أمنها القومي، لمراقبة عمليات التسلل وكذلك العمليات الإرهابية، ومراقبة الأمن المائي، مشيرا إلى أن الأمن المائي يأتي ضمن الأمن القومي لمصر. وعدد النهري، فوائد إنشاء القمر الصناعي المصري، منها اكتشافات للثروات المعدنية، والمعادن والأراضي، ومراقبتها من عمليات التدهور، وأعمال التخطيط العمراني والمساعدة في جميع مراحل التنمية، لافتا إلى أن القمر الصناعي الذي سيتم إطلاقه بالتعاون مع الجانب الروسي في أواخر عام 2018، بداية لسلسة أخرى من الأقمار بمصر. ورأى رئيس المركز الإقليمي لتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، أن القمر الصناعي سيضع لمصر أهمية كبيرة بين الدول، ومع وجوده ستراقب مصر ما يدور حولها، مبينا أن وجود منظومة الفضاء يعود بالفائدة لمصر من الناحية الاقتصادية، ويتبعها ذلك وجود السلسة الكبيرة من الأقمار خلال السنوات المقبلة.

من جانبه أشار الدكتور مدحت مختار، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء السابق، إلى أن القمر الصناعي، سيكون ضمن سلسلة الأقمار التي تمتلكها مصر، لرصد المخاطر التي تواجهها، مع فوائد تعم على الدولة بوجود تلك المنظومة الفضائية، منها الثروات المعدنية، ومراقبة الأرض على وجه العموم. وعن القمر الصناعي، الذي سيكون بالتعاون مع روسيا، أكد مختار، أنه يعد تعويضا عن القمر الذي توقف منذ فبراير 2015، نتيجة عطل فني، موضحا أن الأنشطة الفضائية وامتلاك الأقمار الصناعية، بات أحد الأعمدة الرئيسية لبناء اقتصاد الدول خلال العقود المقبلة.

ولفت رئيس هيئة الاستشعار عن بعد السابق، إلى أن وجود المنظومة الفضائية بمصر، يثقل الكوادر المصرية، مع الاكتفاء الذاتي من المعرفة في بناء الأقمار الصناعية.

ومن جانب آخر، قال الدكتور شريف فخري، رئيس الجامعة المصرية – الروسية، إن هناك تعاونا كبيرا مع الجامعة، والجامعات الروسية فى روسيا، مع سفر طلاب الجامعة في بعض الفصول الدراسية، للتعرف على الدراسة بالجامعة الروسية. وأضاف فخري، في تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام”، أن الجامعات تتعاون مع جامعتين في روسيا ”بياتجورسك – تومسك“، لافتا إلى أن جامعة بياتجورسك، خاصة بمجالات الروبوت والهندسة، والاتصالات، وجامعة تومسك، بها برامج خاصة بهندسة ومخططات الطاقة النووية، مع محاولة الجامعة تحضير المتخصصين، للعمل في المحطات النووية ومنها محطة الضبعة، وكذلك المحطات بالمنطقة كلها. وكشف رئيس الجامعة المصرية – الروسية، أن المرحلة المقبلة، ستشهد برنامجا دراسيا، خاص بعلوم الفضاء والاستشعار عن بعد، ينتج من خلاله طلاب لديهم القدرة على مواكبة علوم الفضاء والعديد من المجالات الخاصة بالاستشعار عن بعد، كونه يحمل العديد من المجالات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*