وكالة أنباء روسيا الإخبارية
نشرت”جريدة الأهرام”اليوم 28 سبتمبر 2020 مقالة للدكتور”وحيد عبد المجيد”يتحدث فيها عن كتاب” مصر في عهد عبد الناصر” والتي قامت بأصداره “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم” وذلك في الصفحة رقم 12 قضايا وأراء، وذلك تحت عنوان”عهد عبد الناصر”.
وقال الدكتور وحيد عبد المجيد،تعودت عند اقتراب ذكري رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر أن أقرأ كتاباً عنه، أو عن تجربته قرأت منذ أيام كتاب المستعربين الروسين إيجور بيليايف وإفييجيني بريماكوف عن مصر في عهد عبد الناصر في طبعته الثانية الصادرة هذا العام عن المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ،بعد 45 عاماً علي طبعته الأولي التي أصدرتها دار الطليعة 1975 كان الراحل الكبير عبد الرحمن الخميسي قد أشرف علي تعريب هذا الكتاب الذي كتب الصديق المهندس أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي حالياً، مقدمة تحليلية رصينة له تشُوق المطلع عليها إلي قرأته يناقش بيليايف وبريماكوف أبعاد التحول الاقتصادي الاجتماعي والسياسي في عهد عبد الناصر أعتماداً علي منهجية اشتراكية مطابقة ، أو علي الأقل قريبة، من الاتجاه السائد في كتابات الأكاديمين السوفييت ولذلك لا يستخدمان مفهوم التحول الاشتراكي الذي كان معتمداً في الخطاب الناصري ، بل ينطقان من مفهوم رأسمالية الدولة، الذي كنت قد ألقيتُ ضوءاً بسيطاً عليه في الأجتهاد المنشور في 5 سيتمبر الحالي تحت عنوان كلها رأسمالية، ولكنهما يذهبان إلي نمو رأسمالية الدولة في النصف الثاني من الخمسينات هيأ للانتقال إلي ما أطل عليه في الخطاب السوفييتي الرسمي الاجراءات اللارأسمالية أو الطريق غير الرأسمالي والمشكلة الأساسية لهذا التحليل أنه يخلط الواقع بحلم التحول إلي الاشتراكية في وقت ما ولذلك يبالغ من يعتمدون عليه في تصور فرق كبير بين رأسمالية الدولة ، وما يسمونه الطريق غير الرأسمالي بحيث يبدو كأنه فرق نوعي وليس مجرد تطور كمي لا يمكن أن يحُدث انتقالا أو خروجاً من النمط الرأسملي سيفضي، أو علي الأقل يمكن أن يقود، إلي تحول اشتراكي في بعض الحالات أو كثيرة منها لكن واقع تجربة مصر في عهد عبد الناصر، وتجارب مماثلة فيما كان يُطلق عليه العالم الثالث ، تفيد أن المرحلة التي أطلق عليها تطور غير رأسمالي، كانت ذروة اكتمال رأسمالية الدولة، وهيمنتها علي الاقتصاد والمجتمع ، وتوسع نطاق الطبقة البيروقراطية العليا التي صعدت إلي أعلي السلم الاجتماعي الطبقي.
