وكالة أنباء روسيا الإخبارية
خاص لأنباء روسيا :
” قصة فانكا ” هي إحدى القصص القصيرة الشهيرة لتشيخوف كتبها عام 1886 وترجمها للعربية الراحل أبوبكر يوسف ، وهي قصة تحكي قصة ما تحتويه رسالة أرسلها الصبي “فانكا” لجده قسطنطين مكاريتش يتوسل له فيها لجده هذا أن يأخذه من البيت الذي يعمل في خدمة ملاًكه الى القرية إنقاذا له من عذاب ومهانة لا تتوقف ولم يعد معها يحتمل ، لقد خشي “فانكا” أن يهرب للقرية ماشيًا اذ ليس لديه حذاءً ويخشى الصقيع .
يستحلف فانكا جده بالمسيح الرب أن يأتي ليأخذه من الضنك الذي يعيش فيه يتيمًا مسكيناً .
وطوى ” فانكا” رسالته أربع طويات ووضعها في مظروف كان قد اشتراه ، وغمّس الريشة وكتب العنوان : الى قرية جدي وحكّ رأسه وأضاف قسطنطين مكاريتش .
كانوا قد أخبروه أن الرسائل تلقي في صناديق البريد .. ومن الصناديق تنتقل الي جميع أنحاء الأرض على عربات بريد بحوذية سكاري وأجراس رنانة .
ركض فانكا الى أول صندوق بريد صادفه ودسّ الرسالة الغالية في فتحة الصندوق . بعد ساعة كان يغط في نوم عميق وقد هدهدت الأمال الحلوة روحه .
وقد التقطت الخيط الكاتبة البارعة والمبدعة حقا ” زهرة السوسن ” – سوسن الشريف – لتخرج لنا بعمل متفرد يبدو فيه الأمر وكأنها لم تكتف بما فجره ” فانكا” في خطابه لجده – والذي لم يصل له أبدا من مشاعر البؤس والرفض لقسوة المجتمع الذي يعيش فيه ، وحلمه بمجتمع إنساني أكثر رحمة وإنسانية يبحث ضمنه في المجهول ، بل التقطت الخيط كاتبتنا المبدعة لتستكمل لنا مسيرة “فانكا” هذا في مجموعة إضافية من الرسائل يرسلها “فانكا ” الى إنطون تشيخوف بعد ما علم بأنه – تشيخوف – قد نشر رسالة “فانكا” الى جده قسطنطين مكاريتش في إحدى المجلات لتصبح بعدها شخصيتي ” فانكا” وجده من أشهر شخصيات قصص تشيخوف .
بعض الرسائل التي سجلتها الكاتبة المبدعة سوسن الشريف مستوحاه من قصص قام بكتابتها تشيخوف نفسه ، لكنها أضافت لها روح الكتّاب ، فإذا بك بين مجموعة من الرسائل بذات النسيج الأدبي الذي صاغ به تشيخوف قصة “فانكا” .
العمل الذي خطته يدي سوسن الشريف هو في الحقيقة عمل متميز ، يؤكد فيه قدرات كاتبته المبدعة .
يذكر أن للكاتبة الدكتورة سوسن الشريف عدة أعمال أدبية منها المجموعة القصصية “وما أبرىء نفسي ” “والحركة النسوية الإسلامية في مصر وعلاقتها بالأراء الفقهية – رؤية تحليلية نقدية – و ” مذكرات قلب ” ، و ” تجديد الخطاب الأخلاقي ” .
الطبعة الأولى من ” فانكا الى تشيخوف ”
صدر عن دار وافد للنشر والتوزيع
