قبل ستين عاما بالتمام، أصبح الرائد الروسي يوري جاجارين أول إنسان ينطلق إلى الفضاء الخارجي محققا بذلك فوزا للاتحاد السوفييتي في سباقه مع الولايات المتحدة على غزو الفضاء وممثلا فصلا جديدا في تاريخ استكشاف الفضاء.
– عمل خطر –
استغرقت الرحلة 108 دقائق فقط أكملت خلالها “فوستوك” دورة واحدة حول الأرض.
بمجرد عودة جاجارين إلى الأرض بأمان، طغى نجاح مهمته على حقيقة أن كل شيء لم يسر وفقا لما كان مخططا.
ومن بين عشرات الأخطاء التقنية، دخلت مركبته الفضائية المدار على ارتفاع أعلى مما كان متوقعا.
ولو تعرض نظام الفرامل الخاص بها لأي عطل، كان سيضطر جاجارين إلى الانتظار حتى تبدأ المركبة الفضائية الهبوط التلقائي. وفيما تم تزويد “فوستوك” ما يكفي من الطعام والماء والأكسجين للصمود 10 أيام، فإن الارتفاع العالي يعني أن الانتظار كان سيكون أطول بكثير وأن إمدادات غاغارين كانت ستنفد.
ولحسن حظ جاجارين عملت الفرامل.
– شبهات بالتجسس –
حط جاجارين على مسافة أميال من نقطة هبوطه المتوقعة وخرج من مركبته فوق منطقة ساراتوف في جنوب روسيا.
هبط في حقل حيث كان أول من رآه فتاة صغيرة وجدتها كانتا تزرعان البطاطا.
وكافح غاغارين بخوذته البيضاء وبدلته الفضائية البرتقالية لإقناعهما وسط توترات الحرب الباردة بأنه ليس جاسوسا أجنبيا.
– تقليد التبول –
تقول الأسطورة إنه قبل انطلاقه إلى الفضاء طلب جاجرين من سائق الحافلة التي كانت تقله إلى منصة الإطلاق التوقف حتى يتمكن من قضاء حاجته، قبل التبول على الإطار الأيمن الخلفي للحافلة.
ومنذ ذلك الحين، اتبع رواد الفضاء الذين أقلعوا من بايكونور هذا التقليد قبل رحلاتهم إلى الفضاء. إلا أن هذه العادة مهددة، إذ أن بدلة الفضاء الروسية المستقبلية التي قدمت في العام 2019 لا تحتوي على فتحة سروال.
– الرجل وراء جاجارين-
فيما أصبح جاجرين رمزا للاتحاد السوفياتي، لم يعرف أحد لسنوات أن العقل المدبر لبرنامج الفضاء هو سيرجي كوروليوف.
حتى أن السوفيات رفضوا جائزة نوبل الممنوحة لـ”كبير المصممين” هذا، مصرّين على إبقاء هويته سرية. ولم يعرف العالم اسمه إلا بعد وفاته العام 1966.
وتحت قيادة كوروليوف، لم يرسل الاتحاد السوفياتي أول شخص إلى الفضاء فحسب، بل أرسل لاحقا أول امرأة وكذلك نظم أول عملية سير في الفضاء.