افتتاحية المؤتمر الدولى الثالث للتواصل الثقافي العربي الروسي

 

السفير الروسي: مصرتعود لعلاقات متميزة مع روسيا ..وستطور

عبد الحكيم عبد الناصر: ما حققته التجربة الناصرية من تأييد شعبي ظاهرة لا تتكرر

الشافعي:حلم عبد الناصر النووى والفضائي وُوجه بحرب.. وبدأ يتحقق

نظم المؤتمر الدولى الثالث للتواصل الثقافي العربي الروسي جلسته الافتتاحية ظهر الأحد 28 يناير بمركز الوثائق بمدينة الفسطاط، حيث حضره لفيف من الرموز الوطنية وأعضاء جمعية بناة السد العالي وقدامى المحاربين، علاوة على جمع غفير من الضيوف ورجال الإعلام، وشارك في الجلسة الافتتاحية مجموعة من أبطال مصر الذين شاركوا فى أعمال المجموعة 39 قتال- وهي المجموعة التى شكلها جمال عبد الناصر عقب نكسة 67 للقيام بمهام بطولية خاصة كان من بينها عمليات وقف زحف القوات الإسرائيلية على جنوب ميناء الأدبية، وعملية تدمير الحفار الإسرائيلي في ميناء أبيدجان، والعملية البطولية لتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات.

كانت هذه المجموعة قد تشكلت بقيادة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي الذى حضر ولداه: ليلى وسامح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وأيضًا نجل الراحل كمال الدين رفعت، وأولاد المهندس حلمي السعيد، والدكتورمحمد عزيز صدقي، حيث جرى تكريمهم بمنحهم ميدالية ذهبية للذكرى المئوية للزعيم جمال عبد الناصر.

شارك في الاحتفالية الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء الأسبق و نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا (الأسبق)، الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية الأسبق ورئيس المجلس العربى للمياة، وعدد من السفراء الحاليين والسابقيين منهم: السفير رضا شحاته  السفير المصرى الأسبق بروسيا و السفير راشد عبد الرحمن بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى مصر، والسفير خليل إبراهيم الزوادي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، كما شارك في الاحتفالية صالح الحسن والسفير أنور بيك فاضيليانوف سفير روسيا لدى عُمان، والمستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحمكة الدستورية العليا.

تحدث السفير الروسي في الجلسة الافتتاحية فأشار إلى أن العلاقات المصرية الروسية تشهد مرحلة متميزة من التطور فى مشروعات استراتجية كبرى لخدمة أغراض التنمية في مصر الحديثة، وأشار إلى أنه تطلع إلى عودة التعاون في مشروعات مشتركة بحجم مشروع السد العالى الذي أنجزته مصر بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي في الستينات. أشار المهندس جمال عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم جمال عبد الناصر إلى أن مشروع السد العالى عُدّ أكبر مشروع هندسي في القرن العشرين، والذى ساعد على إنجازه الصديق السوفيتي رغم ضغوط الدول الكبرى التى امتنعت عن تمويل هذا المشروع  للضغط على النظام المصري.

وجه السفير الروسي وعبد الحكيم عبد الناصر التحية والتقدير للمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم على احتفائها بذكرى مولد الزعيم جمال عبد الناصر. تحدث البروفيسور فاسيليف الكسي عميد المستشرقين الروس ومستشار الرئيس الروسي لشئون الشرق الأوسط عن العلاقات التاريخية التى تربط البلدين، وحرصه على التواصل مع الرموز الوطنية المصرية كجسر من جسور التواصل مع روسيا.

أشار فاسيليف إلى تقديره لدور المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم في ترجمة وإصدار كتابه الجديد: السياسية الخارجية الروسية فى الشرق الأوسط  والأدنى: كتاب من لينين إلى بوتين، الذى جاء إصداره مواكبًا للطبعة الروسية من هذا الكتاب، ويكشف فيه فاسيليف أبعاد ومنطلقات سياسة روسيا الخارجية مع عدد كبير من دول المنطقة مثل مصر، وسوريا، وإيران، وتركيا، وإسرائيل ، وأمريكا، ودول أخرى.

فى حديث الدكتور حسين الشافعى رئيس المؤتمر الدولى الثالث للتواصل الثقافي العربي الروسي ورئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم تحدث حول الدورة الثالثة للمؤتمر والتي سبقتها دورتان: الأولى فى سبتمبر 2013 للاحتفاء بذكرى الشيخ محمد عياد الطنطاوي أول معلم للعربية في الإمبراطورية الروسية (1861-1840) حيث قامت المؤسسة بجمع تراثه من المخطوطات التي فاق عددها 116 مخطوطة، حيث قامت بتسجيلهم إلكترونيًا واهدائهم لدار الكتب والوثائق القومية والمهتمين من الباحثين، وأصدرت عن الشيخ المعلم كتابين يضما حياته، ورصدًا لمخطوطاته، ونصي كتابيه: تحفة الأذكياد في وصف بلاد الروسيا، وأحسن النخب في لسان العرب.

استطرد الشافعي حديثه عن المؤتمر الدولي الثاني الذى عُقد فى سبتمبر 2015 واحتفى بعميد المستشرقين الروس إغناطيوس كراتشكوفسكي الذي ترجم معانى القرآن الكريم، وترجم عدد من أمهات الكتب من الثقافة العربية للروسية ومنها الادب العربي، والأدب الجغرافي كما كتب كتابًا عن حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي.

أشار الشافعي فى حديثه إلى أن المؤتمر الدولي الثاني جمع ونشر أيضًا ترجمات الدكتورة الراحلة سمية عفيفي والتي كانت أعمالها محور من محاور المؤتمر الثاني.

أشار الشافعي  إلى أن المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم التزمت بأن تصل ترجماتها من العربية للروسية ومن الروسية إلى العربية إلى مائة كتاب بحلول المؤتمر الثالث فى 2018.

عن المؤتمر الدولي الثالث للتواصل الثقافي العربي الروسي أشار الشافعي في حديثه إلى تقديره للمشاركة اللإيجابية لوزارة الثقافة ودار الكتب والوثائق القومية مع المؤسسة المصرية الروسية فى التنظيم وأعلن أن المؤسسة قد انجزت ترجمة أكثر من مائة كتاب من العربية والروسية، وأنها فى سبيلها لاستكمال مسيرتها مع التركيز فى المرحلة القادمة على الترجمات العلمية والتقنية ( خاصًة فى مجالى الطاقة النووية والفضاء)

دعا الدكتور حسين الشافعي فى حديثه فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للتواصل الثقافي العربي الروسي إلى إنشاء اتحاد لمترجمي العربية – الروسية ليقوم بإعداد قاعدة بيانات للمترجمين، وأرشفة ترجماتهم  للعربية والروسية وإطلاقها إلكترونيًا لخدمة القارئ العربي والروسي والمهتمين.

أشار الدكتور حسين الشافعي إلى أن افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثالث للتواصل الثقافي العربي الروسي يتواكب هذا العام مع الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لمولد الزعيم جمال عبد الناصر حيث أشار إلى ان حلم جمال عبد الناصر بإدخال مصر عصر الطاقة النووية ومجال الفضاء بدأ في ستينات القرن الماضي بإنشاء مجموعة من الصناعات للمساعدة فى اقتناء هذه التكنولوجيات، إلا أن هذا الحلم حوصر من أمريكا والدول الغربية بمنع تمويل السد العالى، والعدوان الثلاثى على مصر فى 1956، وأحداث نكسة 1967.

استطرد الشافعي أن الإدارة المصرية الحديثة كرست إستقلالية الإرادة المصرية وها هى مصر تعود لتحقيق حلمها القديم بدخول معترك الطاقة النووية بإطلاق مشروعها بالتعاون مع روسيا بإنشاء أربعة مفاعلات نووية في الضبعة، وكذا بتنفيذ حلمها بدخول عصر الفضاء بالتعاون أيضًا مع الصديق الروسي وأخرين.  أشاد الشافعي بما حققته الإدارة المصرية في السنوات الأربع الماضية ودعا إلى تأييد الدولة في مسيرتها لاستكمال ما بدأته من مشروعات حيوية. طالب الشافعي الإدارة المصرية بضرورة الاهتمام  بالعنصر البشري في مسيرة التنمية وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة أن يعلن برنامجه الانتخابى للمرحلة القادمة وفي مقدمته ضرورة إحداث ثروة تعليمية شاملة بعد أن وصلت أوضاع التعليم في البلاد إلى حد الانهيار، وهو ما أقرت به مؤسسات الجودة التعليمية. أشار الشافعي إلى أن نمو المجتمع لا يمكن أن يعتمد على تطوير بنى أساسية ومد طرق وانشاءات دون إيلاء العنصرالبشري الاهتمام الكافى، وهذا الدور يعتمد على تطوير فاعلية برامج التعليم والتربية في مصر.

 

على هامش مشاركات المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم بالذكرى المئوية لمولد الزعيم جمال عبد الناصر يُذكر أن ستقام احتفالات كبرى بروسيا الاتحادية خلال فبراير القادم حيث تشهد العاصمة الروسية الثقافية سانت بطرسبورج إزاحة الستار عن التمثال النصفي للزعيم جمال عبد الناصر بالمكتبة الوطنية الروسية فى السابع من فبراير، كذا سيتم إزاحة الستار عن تمثال آخر للزعيم جمال عبد الناصر بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم بموسكو فى الثانى عشر من فبراير.

يشارك في هذه الاحتفالات وفد مصري عالى المستوى يضم المهندس عبد الحكيم  جمال عبد الناصر نجل الزعيم جمال عبد الناصر، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان  رئيس الحزب الاشتراكي المصري، والمهندس صبري العشماوي رئيس جمعية بناة السد العالي،  والمهندس رشدي عطية روفائيل سكرتيرعام الجمعية، والدكتور منير مجاهد  استشارى الطاقة النووية، والدكتور حسين الشافعي رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ورئيس المؤتمرالدولي الثالث للتواصل الثقافي العربي الروسي، وتجرى هذه الاحتفالات بالتنسيق مع المركز العربي الروسي للثقافة بسانت بطرسبورج، والمكتبة الوطنية الروسية ويشارك فى هذه الاحتفالات السفير المصري بروسيا الاتحادية د.إيهاب نصر وعدد من السفراء العرب المعتمدون لدى روسيا الاتحادية، كما سيشهدها جمع غفير من ممثلي الجالية العربية بروسيا.

من المنتظر أن يستقبل الوفد المصري عمدة مدينة سانت بطرسبورج ومحافظ العاصمة الروسية موسكو.