بمناسبة مرور 25 عامً علي إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول اسيا الوسطى

سيرغي لافروف "وزير خارجية روسيا "

سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا 

مجلة “الاحداث السياسية الدولية’: انقضت في عام 2017 الجاري، 25 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع بلدان آسيا الوسطى.

ما هي الأسس والمعالم الأساسية التي قامت عليها العلاقات المتبادلة بين روسيا والدول المستقلة في المنطقة الذكورة ؟

سيرغى لافروف:

خلال ربع القرن الذي مضى تحولت دول آسيا الوسطى إلى أطراف مشاركة بشكل كامل في الحياة الدولية. لقد أقامت روسيا علاقات تحالف أو شراكة استراتيجية مع كازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وحتى الآن، لدينا قاعدة قانونية متينة – أكثر من 900 اتفاقية ثنائية واتفاقات حكومية مشتركة. ومن الصعب المبالغة في تقدير الدور في الجهود المشتركة للحوار المفعم بالثقة على مستوى القمة.

ونلاحظ بارتياح أن مسالك دولنا إزاء المشاكل الرئيسية في جداول الأعمال الإقليمية والعالمية تتطابق أو متقاربة جدا. على سبيل المثال، المعاهدة المبرمة بين روسيا الاتحادية وجمهورية كازاخستان حول حسن الجوار والتحالف في القرن الحادي والعشرين الموقعة في 11 نوفمبر / تشرين الثاني، تتضمن انتهاج سياسة خارجية منسقة. ونحن نعطي الاهتمام الخاص للتعاون في مجال تعزيز الأمن والقدرة الدفاعية لدول آسيا الوسطى بما في ذلك عبر تدريب وأعداد الكوادر لمؤسسات القوة. وتجدر الإشارة إلى قيام علاقات اقتصادية تجارية منظمة بشكل عميق بين روسيا ودول آسيا الوسطى.

وبحلول نهاية عام 2016، بلغ حجمها أكو من 18.5 مليار دولار. هذا طبعا أقل من الأرقام والمؤشرات السابقة، بسبب التقلبات في أسعارصرف العملات، ولكن من الناحية المادية، وبصفة عامة، لا تزال الدينامية مستقرة.

ويجب القول إنه تعمل في المنطقة بشكل مثمر أكثر من 7.5 ألف شركة روسية ومؤسسة مشتركة. ونحن نقدر بشكل إيجابي المستوى الذي تحقق في مجال التعاون بين المناطق في بلداننا. ويتطور ويتقدم بشكل مطرد التبادل الإنساني. فعلى سبيل المثال يدرس ويتعلم أكش من 150 ألف مواطن من دول آسيا الوسطى في الجامعات الروسية بما في ذلك 46 ألف على شكل منح دراسية حكومية.

ونحن ننظر بتفاؤل إلى علاقاتنا في المستقبل. ونأمل بأن نتائج زيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان وطاجستان وقرغيزيا في نهاية فبراير من العام الحالي التي توافقت مع مرور 25 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول، ستساعد في تعميقها اللاحق.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: يواصل الغرب وكالسابق الزعم بأن روسيا لم تتخل عن محاولات إن لم يكن إعادة تشكيل الاتحاد السوفيتي، فعلى الأقل إخضاع” الجمهوريات السوفيتية السابقة لها بما في ذلك بلدان آسيا الوسطى. هل يمكنكم التعليق على هذه الإدعاءات من وجهة نظر الدور الحقيقي الروسي في إقامة دول مستقلة في آسيا الوسطى؟

سيرغي لافروف: تجدر الإشارة إلى أن الزعم بوجود طموحات ”إمبراطورية جديدة“، وأكثر من ذلك الحديث عن وجود خطط لإعادة تشكيل الاتحاد السوفيتي، ليس إلا ضربا من الخيال ولا يستحق بتاتا أي مناقشة جدية. لقد احترمت روسيا دائما الخيار الذي اتخذته شعوب الجمهوريات السوفياتية السابقة لصالح الاستقلال وطريق التطور المستقل.

ونحن نبني التعاون معهم في أشكال مختلفة تقوم كلها بشكل تام على مبادئ المساواة وأخذ كل طرف بعين الاعتبار مصالح الطرف الآخر. وهذا يمس بشكل كامل العلاقات مع بلدان آسيا الوسطى.

ونحن نتعاون اليوم بشكل مثمر على Iلمستوى الثنائي وكذلك في إطار المنظمات والاتحادات التكاملية مثل رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الاوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون.

مجلة ”الحياة الدولية“: ورد في بعض المقالات والمنشورات أن روسيا تقدم مساعدات ضخمة لدول آسيا الوسطى. في ماذا تكمن مساهمتنا تنمية دول المنطقة، بما في ذلك عبر الأمم التحدة؟

سيرغي لافروف: خلال 10 سنوات ونيف قدمت روسيا لدول آسيا الوسطى مساعدات بقيمة 6.7 مليار دولار. وبلغت المساعدة المالية الثنائية بدون مقابل أكثر من 4 مليارات دولار ومن خلال الأمم المتحدة – أكثر من 570 مليون دولار.

وعبر البنك الدولي وهياكل ومنظمات أخرى – أكثر من 1.3 مليار دولار؛ وقدمت روسيا عبر الاتحاد الاقتصادي الاوراسي (من خلال مساهمة وإشتراكات روسيا في الصندوق الأوراسي لتحقيق الاستقرار والتنمية) – أكثر من 592.3 مليون دولار. وفي نهاية العام الماضي كان يتواجد داخل أراضي روسيا حوالي 3.8 مليون شخص من مواطني بلدان آسيا الوسطى – بشكل أساسي بهدف العمل. ويقوم هؤلاء بإرسال العون والمساعدة ليس فقط لعائلاتهم عن طريق تحويل أموال طائلة إلى الوطن بل ويساهمون في تطوير الاقتصاد الروسي.

وعلى مدى العامين الماضيين، كانت هناك تغييرات كبيرة في حجم مساهمة روسيا في التنمية الدولية من خلال الأمم المتحدة في مجال رابطة الدول المستقلة، في المقام الأول في آسيا الوسطى. وتم اتخاذ قرارات بتمويل أكثر من 10 مشاريع ضخمة. ونحن نركز اهتمامنا على تقليص العوز والفقر ودعم الرعاية الصحية (تقليص نسبة وفيات الأمهات والأطفال ومكافحة الأمراض) وكذلك نركز على مجال التعليم وعلى حماية البيئة وتوفير الأمن الغذائي (برنامج “المواد الغذائية مقابل العمل” وتنظيم تقديم الغذاء ل484 ألف تلميذ في طاجيكستان وقيرغيزيا).

ونحن نولي الاهتمام الكبير بتشكيل وتحديث منشآت ومرافق البنى التحتية وتعزيز الإمكانيات الوطنية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وكذلك تطوير منظومة إدارة الدولة. وتبقى روسيا من المشاركين الهامين في النشاط الدولي الخاص بتقديم المساعدة الإنسانية للدول المحتاجة في وسط آسيا. وبلغ حجم المساعدات التي خصصتها دولتنا لصندوق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لتغطية حاجات طاجيكستان وقيرغيزيا في 1013-2016 ما يعادل 65 مليون دولار.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: ما هو دور ومكان بلدان آسيا الوسطى في تطوير وتعزيز التعاون الحكومي المتبادل ضمن رابطة الدول المستقلة في المرحلة الحالية الحديثة؟

سيرغي لافروف: نحن نقدر مساهمة دول وسط آسيا في تعزيز فعالية عمل رابطة الدول المستقلة. وقد نفذت بلدان المنطقة بنجاح مهام الرئاسة في رابطة الدول المستقلة (طاجيكستان – في عام 2011، وتركمانستان – في عام 2012، وكازاخستان – في عام 2015، وقيرغيزيا – في عام 2016)، مما أسهم في بناء التعاون داخلها.

ونلاحظ بارتياح أن دول وسط آسيا متحدة في ضرورة الحفاظ على رابطة الدول المستقلة بوصفها منظمة دولية محرمة تحظى بالثقة.

على سبيل المثال، كثيرا ما تكون كازاخستان المبادر في المشاريع المشتركة، وتعمل بنشاط على تنفيذها. وأثناء رئاسة قيرغيزيا في عام 2016، اتخن عدد من القرارات الهامة الرامية إلى تحسين أنشطة الرابطة. وتشارك طاجيكستان بنشاط في تنفيذ المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار ومكافحة التهديد الإرهابي في المنطقة. كما أبدت أوزبكستان
وتركمانستان اهتمامها بالتطوير التدريجي للتعاون فيما بين الدول في هذه الرابطة. وفي هذا العام، تمارس روسيا رئاستها في رابطة الدول المستقلة.

ونحن نعتمد على دعم الرئيسين المشاركين – قيرغيزيا وطاجيكستان، بما في ذلك تنفيذ المشاريع الرامية إلى تحسين فعالية المنظمة وتعزيز هيبتها في الشؤون العالمية.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: ماهي أهمية الاتحاد الاقتصادي الاوراسي بالنسبة لـمنطقة وسط آسيا؟

سيرغي لافروف: أود التذكير بأن فكرة التكامل الاوراسى تعود إلى رئيس كازاخستان نورسلطان نزاربايف الذي طرحها في عام 2014. ومن المعروف أن كازاخستان وقيرغيزيا – من الاعضاء الكاملي الحقوق في الاتحاد الاقصادي الاوراسي. وتبدو واضحة مزايا وفوائد الانضمام الى الاتحاد الاقتصادي الاوراسي الذي يتمثل في 182 مليون مستهلك والذي تجاوز ناتجه الاجمالي على 2.2 تريليون دولار. ويجب القول إن الاتحاد يعمل اليوم، إلى حد كبير، في ظل قواعد ومعايير موحدة. لقد تم إنشاء سوق موحدة للبضائع والخدمات ورؤوس المال والقوى العاملة. ويساهم الاتحاد الاقتصادي الاوراسي بشكل كبير في ضمان الاستقرار الإقليمي ويتحول إلى
مركز جذب اقتصادي.

ونحن ننظر إلى هذا الاتحاد كأحد العناصر الرئيسية في تنفيذ مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين الخاصة بتكوين في اوراسيا نموذج تكاملي متعدد المستويات بهدف ضمان التطور المستقر لكل القارة بما في ذلك طبعا، آسيا الوسطى. وقد أحرز التقدم الكبير مؤخرا في هذا المجال. وبدأ سريان الاتفاق المتعلق بالتجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الاوراسي وفيتنام. وتكتسب المباحثات زخما بشأن إبرام اتفاق حول التعاون التجاري والاقتصادي بين الاتحاد الاوراسى والصين. وتتواصل الخطوات لربط بناء الاتحاد الاقتصادي الاوراسي و “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير . ويجب القول إن فكرة الرئيس الروسي تلقى دعما نشيطا من أعضاء آسيان.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: لا شك في أن تصاعد النشاطات الإرهابية في الشرق الأوسط وأفغانستان يؤثر على الوضع في آسيا الوسطى من وجهة نظر تزايد الخاطر التي تهدد الأمن. ماهو مستوى تعاوننا مع دول هذه المنطقة في مجال التصدي لهذه المخاطر؟ وماهي إمكانيات الرفع اللاحق لفعالية التعاون في هذا المجال؟

سيرغي لافروف: من الواضح إن التهديد الرئيسي للأمن في آسيا الوسطى يأتي من أراضي أفغانستان. و تبعث القلق بوجه خاص محاولات تنظيم “الدولة الإسلامية” للتمركز في شمال أفغانستان ودعم صفوف التنظيم على حساب المسلحين من جماعات إرهابية أخرى. وفي آب / أغسطس من العام الماضي، تعرضت البعثة الدبلوماسية الصينية في بيشكيك لهجوم إرهابي على يد انتحاري مرتبط بداعش.

ويشكل الخطر الكبير أيضا المستوى المرتفع نسبيا لتنقل المسلحين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ومحاولتهم للعودة إلى أوطانهم بعد المشاركة في العمليات القتالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويقدر عدد المسلحين من بلدان رابطة الدول المستقلة الذين انضموا إلى صفوف الجهاديين بالآلاف. ويثير القلق كذلك التلاحم بين الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات تهريب المخدرات وهو أمر تؤكده ليس فقط التقييمات التي أجرتها الهيئات الامنية المختصة في روسيا وبلدان الرابطة، بل ومعطيات وبيانات المنظمات الدولية الموثوقة.

وتتعاون الهيئات الأمنية الروسية بشكل وثيقمع دول وسط آسيا في مجال هذه المشاكل. ونحن نعلق أهمية خاصة على تعزيز التعاون في إطار الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم كل دول المنطقة تقريبا بما في ذلك أفغانستان على شكل أعضاء أو مراقبين أو شركاء حوار. ومن أجل حل هذه المسألة، وجهنا مبادرتا حول إصلاح الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب مع منحه في المرحلة الأولى، صلاحيات في مجال تقيدم التوصيات للتصدي بفعالية لتمويل الإرهاب عن طريق تهريب وبيع المخدرات.

ومن الصعب المبالغة في تقدير أهمية الوجود العسكري الروسي في آسيا الوسطى وأهمية منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مواجهة التهديدات للأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ولا شك في أن تحويل منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتطويرط لتصبح منظمة شاملة يجب ان يساعد في تعزيز إمكانياتها ويجب أن تحصل هذه المنظمة على تفويض يتضمن التصدي للإرهاب والتداول غير المشروع للمخدرات والتهديدات في المجال السيراني. ويجب القول إنه تم في العام المافي تنغيذ خطوات هامة جدا في هذا الاتجاه.

وفي سبتمبر تم وقرار استراتيجية الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي حتى عام 2025. وعلى منحى التصدي الإرهاب تم إقرار إجراءات وتدابير إضافية في مجال مكافحة الإرهاب وتم التوصل الى اتفاق حول تكوين قاثمة موحدة للتنظيمات والجماعات الإرهابية. وباشر العمل مركز رد الفعل على الأزمات ويجري بحث المبادرة الروسية حول تأسيس مركز لمكافحة الارهاب.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: في الاتحاد السوفيتي كان يوجد شعب واحد.كيف تبدو الأمور اليوم مع أوضاع أبناء الوطن في دول آسيا الوسطى؟

سيرغي لافروف: لا شك في أن التفاعل مع ابناء الوطن المقيمين في آسيا الوسطى يعتبر من بين أولوياتنا المطلقة. ويجب القول إن وضعهم بشكل عام يبقى مريحا نسبيا ولكنهم في ذات الوقت يواجهون بعض الصعوبات في تعليم الأطفال بلغتهم الأم، والحصول على التعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

وتعمل وزارة خارجية روسيا وسفاراتنا وقنصلياتنا العامة على وجه السرعة لحل كل القضايا الطارئة في هذا المجال سواء على أساس ثنائي أو باستخدام آليات متعددة الأطراف داخل رابطة الدول المستقلة. وتقوم اللجنة الحكومية لشؤون أبناء الوطن في الخارج بشكل مطرد بتحقيق التنسيق ومراقبة تنفيذ كل برامج العمل مع الجاليات الروسية في دول اسيا الوسطى سواء كانت مقررة على المستوى الفيدرالي أو من جانب كيانات روسيا الاتحادية. ونلاحظ بارتياح أن ابناء الوطن في الخارج يساهمون مساهمة كبيرة في الحفاظ على ذكرى الصفحات المشتركة لتاريخنا.

وتشهد على ذلك بشكل خاص الفعاليات الخاصة بالاحتفال بعيد النصر في الحرب الوطنية العظمى وخاصة فعالية ”الفوج الخالد“. ونتوقع أن يواصل ابناء الوطن الروس المقيمين في وسط آسيا بالساهمة في توسيع التعاون المتعدد الأوجه بين روسيا ودول آسيا الوسطى.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: ماهو وضع اللغة الروسية في بلدان آسيا الوسطى؟ وما نفعل نحن للمحافظة على الاهتمام بهذه اللغة في تلك المنطقة؟

سيرغي لافروف: تحتفظ اللغة الروسية بمكانتها كلغة رئيسية للتواصل بين الأعراق في منطقة آسيا الوسطى. وتشير بيانات دراسات الرصد السنوية في بلدان وسط اسيا إلى وجود مستويات عالية من الاهتمام في دراستها، وهو ما يؤكده على وجه الخصوص عدد من الطلبات للحصول على التعليم في روسيا، التي قدمها الرعايا الأجانب من خلال نظام Russia.Study. وتجدر الإشارة إلى وجود اكو من 3700 مدرسة في وسط آسيا يجري التعليم فيها باللغة الروسية. ومن الأمثلة الحديثة على الجهود المشتركة – افتتاح في بيشكيك في 1 سبتمير 2016 مدرسة متوسطة تحمل أسم الكاتب الروسي أنطون تشيخوف التي قام بتأسيسها صندوق السلام الروسي (روسيا) والصندوق الاجتماعي العام التراث الروسي (قيرغيزيا).

ويولى الاهتمام الخاص في روسيا لإعداد معلمي اللغة الروسية الاجانب. ففي عام 2016، وصل العدد الإجمالي للمدرسين من بلدان رابطة الدول المستقلة الذين تم رفع مستوى تأهيلهم الى 4615 شخصا، بما في ذلك 2338 من المختصين باللغة الروسية. وعلى أساس منهجي يجرى تنظيم دورات تعليم اللغة الروسية داخل الراكز الروسية للعلوم والثقافة في بلدان آسيا الوسطى. وفي العام الماضي قامت الوكالة الاتحادية لشؤون رابطة الدول المستقلة، وأبناء الوطن القيمين في الخارج (روسوتروديتشستفو) وبصفتها الطرف الحكومي المشرف على البرنامج الهادف الاتحادي ”اللغة الروسية“، بارسال أكثر من 7600 نسخة من الكتب المدرسية والكتيبات والمنشورات والمجلات باللغة الروسية إلى المؤسسات التعليمية في بلدان آسيا الوسطى.

ومما يسهل تعميم وترويج اللغة الروسية النشاط الفعال لمؤسسات التعليم العالي الروسية في آسيا الوسطى، وتنظيمها لمعارض البيع التعليمية. وفي نيسان / أبريل من العام الماضي، نظمت فعاليات مماثلة بنجاح في جميع دول المنطقة.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“؛ كيف يجري التبادل الثقافي في الظروف الحالية المعاصرة والإثراء التبادل لشعوب روسيا وبلدان آسيا الوسطى؟

سيرغي لافروف؛ نرحب باهتمام الشركاء في آسيا الوسطى بتوسيع التبادل الثقافي والإنساني، والاتصالات بين الناس. وهناك دور خاص في العمل العام للمراكز الروسية للعلوم والثقافة في الخارج. وتعمل مثل هذه المراكز اليوم بشكل فعال ومثمر في أستانا وبيشكيك ودوشانبيه وطشقند.

وفي كانون الأول ا ديسمبر 2016، تم افتتح فرع للمركز الروسي للعلوم والثقافة في أوش. ويتواصل تنسيق الاتفاقات الحكومية الروسية – التركمانية بشأن إنشاء المراكز الإعلامية والثقافية وشروط. عملها. وبدعم من وزارة الثقافة الروسية، وبمشاركة المركز الروسي للعلوم والثقافة يجري بشكل دوري تنظيم الحفلات الموسيقية والمعارض واللقاءات الابداعية وذلك عند حلول المناسبات الوطنية والاعياد الحكومية الرسمية.

ونحن نسعى جاهدين لضمان أن ينظر الجمهور في دول اسيا الوسطى الى المراكز الروسية العلمية الثقافية كساحات ضرورية يمكن التوجه اليها من قبل كل من يبدي الاهتمام بروسيا العاهرة وبثقافتها وباللغة الروسية وكل من يرغب بالحصول على شهادة علمية في روسيا أو تقديم مبادرات انسانية مشتركة.

ويتواصل العمل في مجال تنفيذ برنامج زيارات التعارف القصيرة الامد الى روسيا من قبل الجيل الشاب في الاوساط السياسية والعلمية والعلمية والتجارية في البلدان الأجنبية- برنامج ”الجيل الجديد“.

وشارك في هذا البرنامج في عام 2016 الماضي 200 شاب من مواطني دول اسيا الوسطى. وفي العام الماضي، تم تنفيذ المشاريع المخصصة لذكرى مرور 25 عاما على تأسيس رابطة الدول المستقلة والذكرى السنوية للانتصار العظيم وذكرى مرور 75 عاما عاى بدء الحرب الوطنية العظمي.

مجلة ”الاحداث السياسية الدولية“: في الفترة الاخيرة تبدي دول الغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي، الاهتمام الكبير ببلدان وسط آسيا. كيف تنظر روسيا إلى هذه النشاطات؟

سيرغي لافروف: إذا كانت هذه البرامج المنفذة بما في ذلك من جانب الاتحاد الأوروبي نفسه، تسهم في إيجاد حل ناجح للمشاكل الاجتماعية الاقتصادية التي تواجهها بلدان آسيا الوسطى، فلا يمكن لذلك إلا أن يحظى بالترحيب. وفي الوقت نفسه، هناك تجربة محزنة فيما يتعلق بما نفذه الاتحاد في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق ومن بينها يمكن ذكر ”الشراكة الشرقية“.

وهذه المبادرة تشهد على أن سياسة بروكسل تجاه دول الاتحاد السوفيتي السابق غالبا ما تبنى وفقا لمبدأ ”لعبة محصلتها صغر“ لانها ليس فقط لا تأخذ في الاعتبار الروابط القديمة والمتنوعة التي تجمع بين شعوبنا، بل وتهدف في الكثير من الاحيان لهدمها. أما بالنسبة لآسيا الوسطى، فهناك حالات تكون فيها الاستثمارات الأوروبية ذات دوافع سياسية، والهدف الرئيسي للمساعدة المالية هو فتح اسواق هذه الدول من جانب واحد امام السلع من الاتحاد الأوروبي.

من جانبنا نحن نرى وجود آفاق واعدة أكثر، فيها يتعلق بضمان التطور المستدام لكل القارة الاوراسية، في بداية العمل الموضوعي بشأن تشكيل حيز اقتصادي وإنساني مشترك من لشبونة إلى فلاديفوستوك، استنادا إلى مبادئ عدم قابلية الأمن للتجزئة والتشديد عاى التعاون الواسع. ويكتسب اهمية خاصة في هذا الصدد ”إدماج التكامل“ – إقامة تعاون عماي بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقصادي الاوراسي. الكلمات الرئيسية: دول آسيا الوسطى، رابطة الدول المستقلة، منظمة معاهدة الامن الجماعي، الاتحاد الاقتصادي الاوراس، منظمة شنغهاي للتعاون، الاتحاد الأوروبي-

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*